الموهوبون هم ثروة المستقبل ورعايتهم واستثمار مواهبهم واشباع حاجاتهم العلمية والنفسية أولوية وطنية راسخة، لذا فمن الضرورى والملح توفير مظلة وطنية تعمل على اكتشاف ورعاية الموهبين عبر مختلف المؤسسات والفئات العمرية.
الطلاب الموهوبون يحتاجون إلى رعاية خاصة، لأن لديهم حاجات تختلف عن حاجات العاديين، فهم يحتاجون إلى تجارب تعليمية، وخبرات علمية تتسم بالتحدى لتكون مرضية ومشبعة ومناسبة لحاجاتهم.
وهم بحاجة أيضاً إلى التعلم والتحفيز والتشجيع، لذلك هناك أكثر من نظام وبرنامج لرعاية الطلاب الموهوبين والمتفوقين، وسوف يقوم المقال الحالى بعرض مختصر لهذة الأنظمة، والمعايير التى على أساسها يتم اختيار الطلاب المتفوقين فى مصر ، والنقد الموجه لها.
تتلخص برامج رعاية الطلاب المتفوقين باختصار فى ثلاث أنظمة كالتالي:
1- نظام الفصول العادية:
ويعتمد هذا النظام على أسلوبين : الأسلوب الأول هو عزل الطلاب المتفوقين فى فصول خاصة بهم وتقديم مشروعات خاصة لهم تدور حول المناهج، الأسلوب الثانى: دمج الطلاب المتفوقين مع زملائهم فى الفصول العادية ثم نقلهم إلى فصول خاصة بهم واعطاءهم مناهج اضافية .
2- نظام الفصول المتفردة:
ويعتمد هذا النظام على أسلوب تفريد التعليم بمعني أن المنهج يتميز بالمرونة ويتماشي مع الفروق الفردية بين التلاميذ وقدراتهم، فكل تلميذ يقوم بدراسة المنهج وفق قدراته وميولة وسرعته ويجتاز مراحله دون انتظار أقرانه.
3- نظام الفصول ( المجموعات المتجانسة):
والمقصود به هو تعليم الطلاب المتفوقين ذوى الاستعدادات والقدرات والاهتمامات والكفاءات المشتركة فى مجموعة متجانسة لتحقيق أكبر قدر من التنافس بينهم، يعتمد هذا النظام على أسلوبين هما:
أسلوب التجمع عن طريق العزل الجزئى للمتفوقين: ويتم فيها تجميع الطلاب المتفوقين في مجموعات صغيرة خاصة لبعض الوقت ، ولا يتم الفصل بينهم وبين الطلاب العاديين.
أسلوب التجمع العنقودي: يتم تجميع الطلاب المتفوقين فى مجموعات خاصة بهم ، ويتم التعلم فيها بطرق أفضل من المجموعات المتجانسة، ثم يتم فى نفس الوقت تجميع باقى الطلاب فى مجموعات تضم عناصر ذات قدرات مختلفة وتتم الاستفادة من الطلاب الأذكياء والطلاب العاديين من خلال التفاعل المستمر بين المجموعات.
وترى الباحثة من وجهة نظرها الشخصية أن أفضل نموذج لرعاية الطلاب المتفوقين وتحسين مستوى الطلاب العاديين هو أسلوب التجمع العنقودى، وتبرر الباحثة سبب اختيارها لهذا الأسلوب أنه يحاول الدمج بين جميع الطلاب بجميع المستويات والقدرات مما يجعلهم ينمى كل منهما الآخر ويخلق بينهم روح المنافسة وأيضا التعاون فى نفس الوقت.
كما أنه يقضى على بعض الصفات السلبية التى قد يتحلى بها الطلاب المتفوقين كالغرور والتعالى أو الكسل والثقة الزائدة فى النفس، وأيضاً الطلاب العادين لا يسبب لهم الأحباط والشعور بالدونية بالنسبة لآقرانهم المتفوقين ، فهذا النموذج قد يعد نموذج ناجح لجميع الطلاب.
دائمًا ما تحتاج الموهبة والتفوق للتشجيع والدعم الكثير حتى تظهر للنور ولا بد دائمًا وأبدًا من استخدام عبارات عن الموهبة وبث روح المثابرة والإصرار في الشخص حتى يستطيع تنمية موهبته بشكل جيد وتُعد الموهبة أفضل عناصر القوة لدى الانسان فمتى عرف الشخص نقاط قوته وتعلم تنمية مواهبه سيصل إلى مرحلة الإبداع بكل قوة.