شارع الصحافة/ إعداد- علي الحاروني:
لقد أصبحت للتكنولوجياً دور مهم في مواجهة وإدارة الأزمات والكوارث في مراحلها المختلفة إلا أنها لها دور سلبي علي منظومة القيم وعلي هيكل بنيان الأسرة حيث تتعرض الأسرة العربية لحالة من التفكك والانهيار والسلبية نتيجة لتعرضها لأنماط التغيير السلبي التي يخلفها الاستخدام الخاطئ وغير المنضبط والمتكرر لوسائل وأساليب التكنولوجيا حيث أدت إلى تفكك وتراجع مستوي السلطة الأبوية ووجود فجوة بين الأباء والأبناء وضعف العلاقة المتبادلة بين أبناء الأسرة الواحدة وعدم وجود مساحة كافية من الحوار وتبادل الأراء والخبرات فيما بينهم وبهذا تكون الأسرة قد فقدت تلاحمها ووحدتها الأسرية.
تفكك الأسرة وانهيار في القيم وغياب لغة الحوار
وتشير عديد من الدرسات إلي أن تلك التكنولوجيا لا سيما فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والإتصالات ومواقع التواصل الإجتماعي أدت إلي تبني أنماط حياتية تتميز بتنمية النزعة الفردية لدي الأبناء واللامبالاة وإهمال العلاقات الإجتماعية مع الأسرة والإنسجام مع الأنشطة الإجتماعية والأحداث الجارية لإقامة علاقات مع الأخرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي تعتبر أكثر تحرراً وأكثر إثارة وأقل خطورة فيضعف إرتباطه بالأسرة التي كان لها دور الرقابة فتنحرف أخلاقة وبتشرب القيم والأفكار الغربية مما يؤدي إلي نشر الإباحية والرغبة الجامحة في إشباع الرغبات والغرائز.
وقد تحولت تلك التكنولوجيا بكافة أنواعها إلي أداة للتأثير علي الشباب سلبياً أو إيجابياً ومن أهم الأثار السلبية زوال حاجز التواصل بين الشباب والفتيات وإنتشار الفحشاء والرذيلة وإنهيار القيم الأسرية ذات الطابع الديني والأخلاقي.
يُضاف إلى ذلك، أن هذه التكنولوجيا كان لها أثر علي التفكك الأسري من حيث الإنعزال والتأثير النفسي وضعف أواصر الروابط العائلية وضعف التواصل الأسري بين أفراد الأسرة، ناهيك عن أن أغلب الأسر التي تستخدم التكنولوجيا خاصة فيما يتعلق بمواقع التواصل الإجتماعى تعاني من تبني السلوكيات السلبية والأخلاقية المنحرفة والصدقات التي تتعارض مع قيمنا الدينية وتقاليدنا الاجتماعية
وتقود التكنولوجيا إلى غربة الإنسان فضلا عن الانطواء والعزلة وافتقاد بعض المهارات الإجتماعية كعدم القدرة علي التواصل مع الأخرين أو إقامة الصداقات. إضافة إلي أن تلك التكنولوجيا بوسائلها المتعددة قد خلقت بيئة حاضنة للأمراض النفسية والأنطواء على الذات والتباعد بين أفراد الأسرة الواحدة وغياب الحوار ووجود فجوة في الأفكار بين الأباء والأبناء مما أضعف الصلة العائلية والتقارب الإجتماعي.
كما تروج للثقافة الغربية التي يتم الترويج لها عن طريق هذا النوع من التكنولوجيا أدت إلي زيادة التباعد الأسري أو الجفاء وغياب الجلسات العائلية بين أفراد الأسرة الواحدة.
وفي ظل عصر التقنيات والتكنولوجيا المفتوحة أصبح الإعلام الإجتماعي شريكاً مباشراً للأسرة في عملية التنشئة الإجتماعية وقد يكون شريكاً سلبياً والناتجة عن وسائل التواصل الإجتماعي حيث أن التنشئة الإجتماعية الناجمة عنها هي تنشئة هجينة من ثقافات متعددة لا يمكن تقنينها أو وضع ضوابط لها أو السيطرة عليها.
غياب التفاعل الأسري والطلاق
يشير الخبراء إلي أن التكنولوجيا أدت إلي إنخفاض التفاعل الأسري وأحد أسباب الطلاق لدي الأزواج حيث أظهرت وسائل التواصل الإجتماعي علاقات إجتماعية مشوهة وغير صحيحة حيث أنها بنيت علي الكذب والمبالغة غير الحقيقية بين المتحدثين عبر شبكات التواصل الإجتماعي، وكم من حسابات مشوهة تدار من جهات خارجية وداخلية موجهة للإفساد ولنشر الفاحشة والرذيلة وأدت في النهاية إلي هدم البيوت وإنهيار الأسرة العربية.
برامج عمل وسبل مواجهة
وإزاء التدعيات السلبية للتقنية والتطور التكنولوجي علي الأسرة حيث الإنهيار والتفكك والانعزالية والسلبية وغياب التفاعل والتناغم بين أفراد الأسرة الواحدة وصولاً إلي إنهيار الرابطة الزوجية والطلاق لابد من تبني برامج عمل آليات عملية وواقعية لإعادة هيكلة ثقافة الشباب وتربية النشء علي أسس سليم ومتينة دينياً وأخلاقيا واجتماعيا وسياسيا.
ويتعين الإكثار من ندوات التثقيف وتبني قيم وسلوكيات جديدة قائمة علي أسس دينية وأخلاقية سليمة وتوضح التأثير السلبي لشبكات التواصل الإجتماعي علي القيم الإجتماعية وتفعيل دور الأسرة في الرقابة علي الأبناء وتفعيل لغة الحوار والتفاهم بين أفرادها وإيجاد نظام اجتماعي لشغل أوقات الفراغ.