تعني هندسة المنهج كل العمليات الضرورية لجعل نظام المنهج قابلاً للتنفيذ، وتقوم عملية هندسة المنهج على تخطيط المنهج وتنفيذه وتقويمه كعمليات أساسية، وهي تتألف من عمليات عديدة معقدة تتداخل بعضها ببعض، لكنها تحدد الهيكل العام والخاص لكل مهمة ينبغي القيام بها من قبل مهندسين وخبراء المناهج.
كما أن هندسة المنهج تشير إلى المشكلات المتعلقة بتخطيط المنهج وتطويره أو تحسينه ، مركزا بذلك على إنتاج مناهج أو مواد في المناهج.
وتمثل هندسة المنهج ثلاثة مكونات رئيسة:
عملية ( تخطيط المنهج Curriculum Planning ) التي تعمل على إنتاج منهج يمثل مجموعة العمليات التي تكون جسم المنهج وكل ما يحتويه من بيانات ضرورية تمثل المدخلات.
عملية ( تنفيذ المنهج Curriculum Implementation ) والتي تمثل الوظائف والعمليات الأساسية التي تحافظ على استمرارية نظام المنهج ووضع المنهج قيد التنفيذ .
عملية ( تقويم المنهج Curriculum Evaluation ) وهي التي يتم فيها تقدير فعالية نظام المنهج
مهندسين المنهج:
إن من أكثر القضايا جدلاً في هندسة المنهج هي قضية من سيشترك في تخطيط المنهج، فهناك من يعتقد أن أعضاء هيئة التدريس هم الذين ينبغي أن يكونوا هم المسيطرون في هذا الشأن ، وفي المقابل هناك من يفضل أن يكون أهل الاختصاص في المادة هم المعنيون في هذا العمل ، وقد اتفق عدد كبير من التربويين على أن خبراء المناهج والتربويون وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة هم المهندسين الأساسين للمنهج في مؤسسات التعليم العالي، ويمكن أن يساعد هؤلاء أفراد أو طاقم استشاري من خارج الجامعة.
ويقوم المهندسون الأساسين بتنظيم وتوجيه المهام والعمليات المختلفة التي ينبغي أن تستمر بالنسبة للمنهج من أجل تخطيطه وتنفيذه من خلال البرنامج التدريسي ومراجعته في ضوء البيانات المتجمعة من خلال التقويم الخاص به.
وهناك اقتراح آخر يشير إلى أهمية اشتراك الموظفون المتخصصون الذين لهم خبرة بأبحاث تنظيم المنهج واختيار عدد مناسب من الإداريين والعاملين، وممثلون عن المواطنين كاختيار ممثل عن أولياء الأمور للمتعلمين، وممثلين للطلبة، وباحثون من جامعات وهيئات أخرى.
تقوم هذه المجموعة بتشكيل مجلس يسمى مجلس المنهج ليتولى تنسيق العمليات المنهجية وتنظيم المشتركين في هندسة المنهج . وتقدير الممارسات الجارية للمنهج القديم ، وتحديد ما يمكن احتواءه في المنهج الجديد ، وتحديد صياغة المعايير التي يجب مراعاتها في اختيار العناصر المنهجية وتصميم المنهج الجديد وكتابته بصيغته النهائية.
وفى هذا المقال نرى أنه يجب عند هندسة المنهاج وإعادة تصميمها مراعاة ما يلى:
أن يتم اختيار المحتوى المعرفي للمناهج التعليمية والجامعية بدلالة طبيعة النظام المعرفي للموضوع أولاً ، ثم بدلالة الأهداف ثانياً، وخبرات المتعلمين ثالثا ، وأن تجمع المادة التعليمية بين النظرية والتطبيق حتى تساعد الطلبة على استخدامها في واقع الحياة ، وأن تنظم في ضوء مبادئ التتابع والاستمرار والتكامل لتشكيل وحدة معرفية ذات منطق ومعنى عند المتعلمين ، الأمر الذي يزيد من تحصيل الطلبة ويدفع بهم إلى استمرارية التعليم.
أن يتم اختيار المحتوى المعرفي والخبرات التعليمية بدلالة الأهداف التربوية المقصودة ، بحيث تأتي محتويات المناهج التعليمي منتمية إلى طبيعة الأهداف كما ونوعا ، أُفقياً ورأسياً، وهذا يستدعي تحليل الأهداف التربوية إلى صيغ سلوكية في مجالاتها الثلاثة، ثم اختيار المحتوى المعرفي لتغطية هذه الأهداف السلوكية بأنواعها المختلفة.
أن يراعى في محتوى المنهج أن يكون نموذجا معرفيا حديثا فعالا يتصل بالكفايات التي يطلبها المتعلمون، وتستدعيها حاجات الواقع الاجتماعي للنهوض به وتطويره، وأن يتم تحديده بتحليل الواقع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والصناعي والتكنولوجي وغير ذلك من الأبعاد التي تكون الخبرات التعليمية للمنهج التعليمي.
بناء المحتوى للمنهج بصورة تتجاوز التجزئة المعرفية ، وتنظيمه بما يتلاءم مع المكتشفات السيكولوجية لزيادة فعالية التعليم عند الطلبة ، وأن يراعي في تنظيم محتوى المنهج التوكيد على مبدأ التعلم الذاتي لتنظيم دور الطالب في اكتساب المعرفة .
تطوير المحتوى المعرفي للمنهج عن طريق الإفادة من نتائج البحث العلمي في الموضوع المعرفي للمنهج ، والسعي في الانفتاح على الخبرة العالمية في تطوير محتوى المنهج ، بحيث يكون المحتوى المعرفي في المنهج حديثا وفعالا.
إخضاع المحتوى المعرفي لمناهج التعليم إلى التجريب على الطلبة للأخذ بآرائهم في جعل المنهج التعليمية أكثر معنى وملائمة للتعلم.