مقالات

حد الكفاف الإفريقي .. والتحالف الدولي لإنتاج اللقاحات

شارع الصحافة/ إعداد- علي الحاروني:

في ظل التحور المستجد لفيروس كورونا أصبحت مسأله إنتاج وتوزيع لقاحات فيروس كورونا ضرورة قومية ودولية تحظي بأولوية متزايده في ضوء أهمية اللقاحات فى خفض نسب الإصابات بالفيروس وبالتالى تقليل أو تحجيم تداعياتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية علي الدول وبخاصة الإفريقية منها، إلا أن ما هو متاح للقاحات للدول الإفريقية أقل بكثير عن احتياجاتها ومتطلباتها وما زالت هناك فجوه كبيرة بين الدول المتقدمة التي تمكنت من توفير لقاحات لمعظم مواطنيها وبين الدول الأفريقية التي لم تصل بعد حتي لحد الكفاف الآمن لمواجهة فيروس كورونا وذلك يرجع إلي وجود صعوبات معقده وعديده تتعلق بالإنتاج وعدالة التوزيع وذلك رغم المجهودات الإفريقية المضنية للحصول علي اللقاحات.

 ومن هنا فإن الحاجة ملحة للتعاون الدولي في مجال تصنيع وإنتاج اللقاحات وتوزيعها والعمل علي المساهمة في رفع القدرات الإفريقية الإنتاجية للقاحات وتسهيل نقل الخبرات والتكنولوجيا اللازمة لذلك وتذليل الصعاب المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية وبراءات الإختراع.

        الواقع الأفريقي وجائحة كورونا

وفقاً لأحدث الإحصائيات والمؤشرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن هناك ارتفاع ملحوظ في إعداد الإصابات بفيروس كورونا في افريقيا بنسبة 42% خلال مايو 2020م وأن هذا الوباء قد امتد إلي الدول الأفريقية كافة وأن إجمالي عدد المصابين وصل إلي 80 مليون نسمة من إجمالي عدد السكان للقاره البالغ 1.3 مليار نسمة حتي يونيه 2021م.

وجاءت جنوب أفريقيا فى صدارة دول القارة من حيث الإصابات ولعل مما أدى الى تزايد حجم الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا هو تدهور القطاع الصحى فى أفريقيا حيث النقص الحاد فى الكوادر الطبية والمعدات والأجهزة بل وحتى الأموال الكافية لمواجهة هذا الوباء ، هذا علاوة على أن المستشفيات فى أنحاء القارة مثقلة بحالات سوء التغذية وضحايا الصراعات المسلحة وأمراض الحصبة والملاريا والكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية المميتة وليس أدل على تدهور الوضع الصحى فى أفريقيا من وفاة ما يقرب من 6 و 1مليون أفريقى بسبب الملاريا والسل.

 يُضاف إلى ذلك،  تدني الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية خاصة لدول جنوب الصحراء مما يساهم فى تفشى فيروس كورونا مع التدهور البيئى المتمثل فى التصحر فى أفريقيا وإستحالة تطبيق الإجراءات الوقائية فى أفريقيا بسبب ويلات الحروب الأهلية وتكدس السكان فى مخيمات اللجوء الممتدة من مالى فى غرب افريقيا حتى الصومال فى منطقة القرن الأفريقى مما يؤدى الى استحالة العزل الذاتى للمواطنين هذا كله على الرغم من إتخاذ العديد من الدول الأفريقية للإجراءات الإحترازية مثل فرض الحظر العام حيث غلق الحدود وتعليق الرحلات الجوية وغلق المدارس والجامعات وأماكن العبادة.

لكن العديد من الدول الأفريقية لا تمتلك رفاهية تطبيق الحظر العام لصعوبة أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب صعوبة الحصول على الدعم الخارجى من أجل إمتلاك المعدات والمستلزمات الطبية واللقاحات لمواجهة حظر كورونا.

التحالف الدولي لإنتاج اللقاحات

ومن هنا فإن الضرورة ملحة لزيادة التعاون الأفريقى والدولى لضمان عدم تحول القارة الى بؤرة جديدة من الوباء ولعل إمداد الدول الكبرى للقارة لأفريقية باللقاحات والمعدات الطبية لهو ضرورة ملحة لتأمين القارة من كورونا فى المستقبل القريب وهذا يتطلب ضرورةإقامة تحالف دولى للقاحات الشاملة على غرار التحالف الأوروبى لإجراء مفاوضات مع شركات الأدوية حتى يتمكن من التعاقد على جرعات اللقاح المرشحة لمكافحة الفيروس فى أفريقيا، مع تقديم حزم دعم إقتصادى للدول الأفريقية الأكثر تضرراً من فيروس كورونا، فالتباعد الأفريقى تحت رعاية مجموعة العشرين وبالتحالف الدولى للقاحات كورونا سوف تسترد أفريقيا عافيتها الاقتصادية والاجتماعية لتزداد مناعتها ضد أزماتها السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى