كلمة مشتقة من كلمة (Tokubetu katudo) توكوبيتسو كاتسودو (يطلق عليه اختصارًا توكاتسو)، والتي تعبر عن مجموعة من الأنشطة الخاصة التى تسعى إلى تنمية الطفل تنمية شاملة من كافة الجوانب، والتي تركز على بناء شخصية الطفل المتمثلة في سلوكياته ومهاراته وقيمه واتجاهاته بدرجة الأهمية نفسها لتنمية معارفه ومعلوماته ومهاراته العقلية، ومن ثم خلق مواطن صالح متزن منتج يحترم نفسه والآخرين ويقوم بأدواره في المجتمع لما فيه صالحه الشخصي وصالح المجتمع ككل على حدٍ سواء.
ويعتمد نظام التوكاتسو الياباني بصورة أساسية على تنمية الشعور بالجماعة، وتنمية الشعور بالمسؤولية لدى الطلاب تجاه المجتمع والبيئة المحيطة به.. ففي تلك الأنشطة يقوم الأطفال بوضع الأهداف الخاصة بهم ، وبذل الجهود بصورة اختيارية ذاتية تطبيقية، ويقومون بالتفكير من تلقاء أنفسهم وتبادل الحوار والمناقشة والبحث عن حل للمشكلات وتوافق الآراء، وهي أنشطة لا يتم إدراجها في إطار المواد الدراسية، وإنما فى إطار تغيير سلوكيات الأطفال داخل المدرسة.
وهناك عدة أنواع من الأنشطة الخاصة بـ (التوكاتسو) أهمها:
1. أنشطة الفصل: وهي الأنشطة المتعلقة بمشاركة التلاميذ فى تكوين الحياة داخل الفصل والمدرسة وأنشطة التفاعل مع الحياة اليومية والدراسة والتنمية الذاتية، وأنشطة الصحة والسلامة، وأنشطة ريادة الفصل.
2. أنشطة مجلس التلاميذ: وهي الأنشطة المتعلقة بتأسيس مجالس التلاميذ وإدارة وتخطيط أنشطة مجلس التلاميذ والتبادل الثقافي القائمة بها جماعات مختلفة الفئة العمرية داخل المدرسة.
3. المناسبات المدرسية: وهي أنشطة تعمل على تنمية الشعور بالإنتماء والتكافل تجاه الآخرين بالإضافة لشعور العمل للمصلحة العامة من خلال أنشطة تطبيقية يقوم بها التلاميذ وهي أنشطة يتم القيام بها على مستوى المرحلة الدراسية أو المدرسة .
وتعتمد أنشطة التوكاتسو على عدة أسس هي:
1. المعلم مجرد مرشد وميسر ومسهل للعملية التعليمية وليس ملقن، وأن المتعلم هو محور العملية التعليمية وليس المعلم.
2. الفصل والمدرسة هى مجتمع صغير يبنى فيه الطفل شخصيته ويتفاعل مع عناصره ويلتزم بقواعده ويؤثر فيه ويتأثر به.
3. بذل الطفل أقصى مجهود عنده لتحقيق النجاح والشعور بالإنجاز ويشجع تحقيق نجاح التلاميذ على اكتساب شعوره بالإنجاز التحفيز المستدام من قبل المعلم.
4. لا ثواب ولاعقاب ولكن تقييم ذاتى ؛ فالتقييم الذاتى هو عنصر مهم من عناصر أنشطة التوكاتسو ؛ حيث يقوم التلاميذ بأنفسهم بمراجعة ومناقشة السلوكيات الناتجة عن المشاركة فى الأنشطة بصفة فردية أو أنشطة مجموعاتهم، وفصلهم. وهذه العملية تجعل التلاميذ يذكرون ما قرروه فى وقت سابق وتحسين أدائهم.
5. التعلم القائم على اللعب هو أساس ومدخل للتعلم ينظم الأطفال من خلاله ويشكلون عوالمهم الاجتماعية، ويكتسبون المعارف والمهارات والقيم التى تشكل سلوكهم من خلال ممارستهم لبعض الألعاب، والتفاعل مع زملائهم والأشياء من حولهم. فاللعب يشكل عقل الطفل، ويوفر استكشاف نشط يساعد فى بناء وتنمية طرق التفكير، كما يؤدى إلى تحسين إمكانات التعلم فى وقت لاحق في الحياة (التعلم مدى الحياة)
6. دمج الموسيقى والنشاط الحركى والتعبير الإبداعى والفنون فى الأنشطة اليومية. ومشاركة المعلمين لتلاميذهم فى اللعب والنشاط البدنى، وتخصيص أوقات كافية ومناسبة لترك الأطفال يلعبون بحرية.
تجربة التوكاتسو تجربة رائدة على مستوى العالم، و تعد مصر أول دولة بالعالم تتبنى هذا النموذج من التعليم من خلال الشراكة التعليمية بين مصر واليابان والتي تقوم على إدارتها وكالة التعاون الدولي اليابانية، جايكا.
