علىٰ أحواضِ القيحِ المرصّعةِ بالصدفِ تزدحمُ اليعاسيبُ طنينها يصكّ سمعَ الفراشاتِ وعلىٰ الضفةِ الأُخرى يرعفُ النبعُ وحيداً يتلو تعويذةَ الغيابِ ، تُرىٰ ما سرّ هذهِ الحظوةِ وما سرّ هذا الجفاء !؟
ليتني أملكُ سيفاً يقطعُ دابرَ الدهشةِ أو أنزعُ جلدي وأرتدي جلدَ أفعى فمَنْ يحملُ عنّي هذا الرأسَ ويلقيه علىٰ جذعِ نخلةٍ هجرها الطلقُ منذُ سنين !؟ أو يحملني علىٰ أنجمٍ دامعاتِ العيونِ فقدْ جفّ القاعُ ومَحُلتِ الضفافُ ولمْ يزددِ البحرُ إلاَّ ملوحةً..
هبني وقفتُ أرقبُ المسافاتِ وأحصي عددَ حبّاتِ الرملِ المتناثرةِ هنا وهناك فهلْ لهذهِ الأضدادِ من تقاربٍ ولشتاتها من وفاق !؟ فليدّعي الائتلافَ مَنْ أراد كمَنْ يهزّ خاصرةَ الجبلِ ويزعم زحزحته عن الأرضِ أو يرمق القمرَ بنظرةٍ ويظن قدْ ضجّتِ السماءُ ولكنْ مهلاً مهلاً قدْ تُحجبُ الشمسُ ويجلّلها السحابُ ويُحتفى بالسرابِ علىٰ أنّهُ ماءٌ تبقى الحقيقةُ من نارٍ ورماد.