أدب وثقافة

بين الثريا والثرى   (بقلم: فوزية شاهين- مصر)

مـــا كَـــانَ قَـلْـبِـي دُمــيَـةً كَـــي يُـشْـتَرَى

يَـــا مَـــنْ غَــرَسْـتَ بــذورَ هَـجْـرِكَ خِـنْـجَرَا

:

قَــلْــبِـي الَّـــــذِي هَــيَّــأتُـهُ لَــــكَ وَاحَــــةً

شَـــــوْكُ الــغِـيَـابِ بِــأَرْضِـهَـا قَــــدْ أَثْــمــرَا

:

أَتَـظُـنُـنِـي لَــــو جِــئْــتَ تَــسْـكُـبُ أَدْمــعَـاً

أَنْــسَـى بِـدَمـعِكَ يَــا حَـبِـيبِي مَــا جَــرَى؟

:

الــــــدَّرْبُ لِــلْــهِـجْـرَانِ أَنْــــــتَ مــهَــدْتَــه

ولِـــقـــاؤُنَــا بَــــعـــدَ الـــرَّحــيــلِ تَـــعَــثْــرَا

:

شَــاهَـتْ مــرَايَـا الــوَصْـلِ مُــنْـذُ تَـحَـطَّمتْ

أَطْــيَـافُ وَحْــيِـكَ فِـــي خَـيَـالِـي والــكَـرَى

:

وَغَـــدَتْ غُــصُـونُ الـــودِّ يَـبْـسَـاً مــذْ نَــأَتْ

عــنِّـي خُـطَـاكَ ، وَ وَجْــهُ هَـجْـرِكَ أَسْـفَـرَا

:

فـتَـرَكْـتَـنِي وَحْــــدِي يُـؤَرْجِـحُـنِـي الــنَّـوَى

مُــتَــعَـلـقَـاً بَــــيْـــنَ الـــثُّــرّيَّــا والــــثَّـــرَى

:

أَشْـــكُــو لِــنَـجْـمَـاتِ الــسَّــمَـاءِ تَــغَــرُّبِـي

مَــا بَـيْـنَ كَـيْـفَ ، وَبَـيْـنَ أَيْـنَ ، وَ يَـا تُـرَى !

:

لا شَــيْءَ يُـؤْنِـسُنِي سِـوَى رَجْـعِ الـصَّدَى

وَتَــعَـثُـرِ الــخُـطـوَاتِ فِـــي لَــيْـلِ الــسُّـرَى

:

وَالـمِـقـعَـدِ الـخَـالِـي سِـــوَى مِـــنْ ذِكْـــرَةٍ

كَــانَـتْ كَـعُـشْبٍ فِــي الـخَـيَالِ اخـضَـوْضَرَا

:

وَ الــيَــومَ عُــــدْتَ بُــعَـيْـدَ هَــجـرِكَ نَــادِمَـاً

كِـــــيْ تُـــبْــدِيَ الأَعـــــذَارَ لِــــي وَتُــبَــرِّرَا

:

تُـــغــرِي بِــنَـظـرَتِـكَ الــبَـرِيـئَـةِ مُــهـجَـتِـي

وَتُــرِيِــقُ فِـــي سَـمـعِـي حَـدِيـثَـكَ كَــوْثَـرَا

:

أوَ مَــا كَـفَـتكَ سِـهَـامُ غَــدْرِكَ فِــي دَمِــي

فَــأتَــيْـتَ تَــنْــهَـلُ مِــــنْ دِمَــائِــي أَنــهُــرَا

:

أَم جِــئْــتَ مُــعـتَـذِرَاً تَــمُــدُّ يَــــدَ الــهَـوَى

لِــتُــعِــيــدَ مَــــــــا أُنْــسِــيــتُـه وتُــــكَـــرِّرَا

:

لا يَـــا نَــدِيـمَ الــظِّـلِ . خَــطْـوِي لَــم يَــزَلْ

نَـــجــمَــاً بِـــآفَـــاقِ الــسَّــمَــاءِ تَــبَــخـتَـرَا

:

فَـــأَنَــا الأمِــيــرَةُ فَــــوقَ عَــــرْشِ بَـهَـائِـهَـا

وَ وَصِيَفَتِي (الزُّهرَى ) وَعَبدِي (المُشْتَرَى )

:

وَأَنَــــا الـسَّـمِـيـرَةُ فِــــي أَغَــارِيــدِ الـصِّـبَـا

وَالــعَـنـدَلِـيـبُ إِذَا شَــــــدَوْتُ اسْــتَـبـشَـرَا

:

هَـيـهَـاتَ تَـسـكُـنُ مُـقـلَـتِي بَــعـدَ الــنَّـوَى

فَـدمُـوعُ عَـيْـنِي فِــي الـدُّجَـى لَــنْ تَـغـفِرَا

:

جَــــفَّـــتْ يَــنَــابِــيـعُ الــمَــحَــبـةِ بَــيْــنَـنَـا

لَــــمَّــــا تَـــعـــكَّــرَ صَـــفـــوُنَــا وَتَــــكَـــدَّرَا

:

يَــــا مَــــنْ ظَــنَـنْـتَ بَــــأَنَّ قَـلـبِـي دُمــيَـةٌ

قَــلْــبُ الأَسِــيــرَةِ مِــــنْ هَــــوَاكَ تَــحَــرَّرَا

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى