العالم البريطانى الشهير (توني بوزان) هو مبتكر الخرائط الذهنية التى حققت انتشاراً واسع النطاق فى العالم، وهي عبارة عن فكرة بسيطة تضع من خلالها أفكارك أو قراراتك أو خططك أو ما تعلمته في أي مكان في خريطة ذهنية ملونة، ومدعمة برسومات بسيطة إن أمكن، تجعل عملية تذكر التفاصيل في غاية السهولة ، فهي أداة مرئية للمساعدة في هيكلة المعلومات، لمساعدة الشخص على تحليل أفضل، وتوليد أفكار جديدة.
وهى تحاكي فطرة تفكير الدماغ. فدماغ الإنسان تتحكم فيه مليارات الخلايا العصبية المترابطة التي هي عبارة عن دوائر تفسر لنا كل صورة أو رسمة أو تجربة أو صوت أو كلمة نراها أو نشعر بها.
لذا تقوم الخرائط الذهنية على فكرة رسم دائرة أو وضع رسمة أو صورة في منتصف الصفحة للفكرة أو عنوان الموضوع الرئيس ثم تتفرع منها خطوط مائلة كالأغصان التي تتفرع منها أغصان أخرى أصغر.
بالإضافة أنها تقوم على فكرة الجمع بين الخيال (Imagination) مع الروابط ذات الصلة (Association)، وهي الطريقة التي يفكر فيها كل المبدعين في العالم كمخترع المصباح والهاتف والتلفزيون الذين نجحوا في ترجمة أفكارهم إلى رسومات أولوية تمخضت عن اختراعات عبقرية وتعرف الخرائط الذهنية في التعليم بأنها عبارة عن رسم تخطيطي لتمثيل المهام، أو الكلمات، أو المفاهيم، أو العناصر المرتبطة والمرتبة حول مفهوم أو موضوع رئيس مركزي، وذلك باستخدام تخطيط رسومي غير خطي، يساعد المتعلم في ربط الأفكار الفرعية المنبثقة عن فكرة رئيسية.
كيف ترسم الخريطة الذهنية الخاصة بك؟
يُمكنك أن تقوم برسم الخريطة الذهنية الخاصة بك ، وذلك من خلال تتبعك للخطوات التالية: أولاً: تحديد الفكرة الرئيسية أو الموضوع الرئيسى الذى سيكون العنوان الذى يحتل مركز الخريطة.
ثانياً: الفروع أو الموضوعات الثانوية التى تنبثق من الفكرة الرئيسية ، ويجب أن تُرسم هذه الفروع فى صورة خطوط مائلة أو منحنية مثل الأغصان، وأن تكون هذه الفروع أو الأغصان مرسومة بأقلام ملونة ، وكل فرع بلون مختلف ومميز، ويُكتب على كل فرع كلمة مفتاحية صغيرة ، ويُفضل أن تكون مدعومه برسمه أو صورة بسيطة.
ثالثاً: ربط الموضوعات أو الأفكار الفرعية ببعضها البعض ، وذلك من خلال وضع ارتباطات معينة مثل : كتابة كلمة ، أو رمز ملائم وبسيط على الفرع تجعلك ترتب عقلك على تذكر المعلومات بسهولة.
رابعاً: أكمل الارتباطات باستخدام الموارد البصرية ، وهذه نقطة هامة جداً: عندما تقوم برسم الخريطة الذهنية التابعة لك، استغل جيداً عنصر الألوان والموارد البصرية، فهي مفاتيح أساسية لنجاح تخطيطك. كل خط يجب أن يتم كتابته بلون مختلف مثلاً. فالألوان هى أداة التفكير، لا تخص الأطفال وحسب.
هناك العديد من البرامج والتطبيقات التي تساعد في إنشاء الخريطة الذهنية ، منها ما هو متاح Online ، أو يُمكن تحميل كتطبيق Applecation App على الموبايل أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك. ولكن يُفضل استخدام اليد في رسم الخريطة أولا قبل أي برنامج إلكتروني، لأن لليد أيضا ذاكرة وتفاعلا مؤثرا في العملية التعليمية.
لذا فعند بناء خريطتك الذهنية الخاصة بك يجب أن تضع فى الاعتبار مايلي:
الألوان بدلاً من استعمال اللون الأبيض والأسود فقط.
الخطوط والمنحنيات، بدلاً من الخطوط المستقيمة.
الكلمات المنفصلة، بدلاً من عبارات.
رموز، بدلاً من نصوص.
التسلسل المنطقي بدلاً من العشوائي.
فوائد الخريطة الذهنية:
1- تعزز الذاكرة: تساعد طريقة بناء الخريطة الذهنية على تدعيم الذاكرة والقدرة على التذكّر. حيث أن كلما كانت هناك موارد مرئية أو لفظية تسهل عمل الدماغ على التذكر. كما تحسن الذاكرة الفوتوغرافية ، والتركيز، وتساعد فى بناء التفكير الإبداعى والنقدى.
2- تحفز الإبداع: تساعد الخرائط الذهنية على تنظيم الأفكار ، وترابطها ومن ثم توليد أفكار جديدة تتميز بالإبداع والتفرد. فالإبداع لا يعنى القدرة على التفكير فى أمر جديد كلياً ، بل له علاقة مباشرة بحصيلة ومستودع الأفكار ، والتجارب (الذخيرة الذهنية) التى يتم دمجها معاً لنخرج بفكرة جديدة مبدعة.
3- تنظم الأفكار: الخرائط الذهنية تساهم بشكل كبير فى تنظيم وترتيب الأفكار ، وذلك من خلال تحويل قائمة طويلة من المعلومات الرتيبة إلى رسم تخطيطي غني بالألوان والأشكال، يعمل بطريقة تتوافق مع طريقة الدماغ الطبيعية للقيام بالأشياء، كما توفر نظرة شمولية لها ، مما يُسهل استدعاءها من الذاكرة العاملة وقت الحاجة إليها.
4- ترفع معدل تركيز المتعلم :حيث تساعد الخريطة الذهنية على انهماك وتركيز الأفراد المستمعين فيما يستمعون إليه من أحاديث، وتسجيلها فى شكل خريطة ذهنية يسهل الوصول إلى مفرداتها بدقة.
5- أدة تلخيص جيدة وممتعة: فهى تساعد فى تلخيص ما تتعلمه فتتذكره بسهولة لاحقا، شريطة استخدام الألوان التي أثبتت الدراسات أن لها تأثير قوي في التفكير والتذكر.
6- وسيلة دراسية جيدة: حيث تقوم الخرائط الذهنية باشراك المتعلم في التفكير الكامل للدماغ وتسمح له بمعرفة كيف يرتبط كل الأفكار المختلفة ببعضها البعض من منظور عام ونظرة شمولية للمادة، وذلك من خلال تلخيص أهم المعلومات وإنشاء الروابط والارتباطات بالمفاهيم والأفكار ذات الصلة ببعضها البعض، بحيث يستطيع المتعلم أن ينقل عيناه بسلاسه من معلومة إلى أخرى، ما يزيد من سرعة تعلم وتذكر المعلومات أثناء الاختبار.
في الوقت نفسه، فإن استخدام الألوان والصور، يجعل عملية الدراسة أكثر حيوية.. من ناحية أخرى، سيتم تحسين أساليب واستراتيجيات إدارة أجزاء كبيرة من المعلومات، ما يجعل التعلم أكثر فعالية وتسلية للمتعلم.
مجالات استخدام الخريطة الذهنية:
يمكنك الاستفادة من الخريطة الذهنية في المجالات التالية:
1. التخطيط للأعمال.
2. إدارة المشاريع.
3. تنظيم النشاطات.
4. الترتيب للأفكار الإبداعية.
5. تثبيت عمليات التعلم.
زر الذهاب إلى الأعلى