لقد تعظمت أدوار الوسائل الإعلامية في عصر ثورة المعلومات والذكاء الإصطناعي والتقنيات الحديثة وخصوصاً مع تنامي وسائل التواصل الإجتماعي والتي فتحت الباب علي مصراعية لنقل المعلومات وتداول الأحداث والأخبار وإيصال الرسالة الإعلامية إيجاباً وسلبا، ما جعلها أقوي تأثيرا وفاعلية في تشكيل وتلوين الرأي العام بصبغتها الدينية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يأتي هذا في ظل هذه المقدرة الفائقة للإعلام الإلكتروني والصحافة الإلكترونية وتأثيرة القوي علي تلوين الرأي العام وخاصة بين أوساط الفئء الشباب بعدما باتت الأخبار والصور والرسائل المختلفة تصل مباشرة وفي الخطة نفسها عبر هواتفهم الذكية والحديثة.
إلا أن علينا الإعتراف بأن هناك عديد التحديات التي تواجه الإعلام الجديد مثل التمويل المالي والتدفق والسيولة الإعلامية وفقدان التخصص والمصداقية وهو ما سوف نتناوله في (المبحث الأول) وهذا ما جعله أداء للصراع علي كافة الأصعدة والمستويات وهذا ما نشير إليه في ((المبحث الثاني ) مما يتم بالضرورة وضع آليات وبرامج عمل لتقينه وتقويمة وإصلاح مساره وتهذيبة لتكون أداة فعالة في التنمية وتطويعة لخدمة القضايا الداخلية والإقليمية والدولية وهذا ما سوف يتم تناوله في (المبحث الثالث).
أولاً- تحديات أمام الإعلام الإلكتروني الجديد:
-
وفي ظل قيادة الإعلام الإلكتروني للعالم دولاً ومجتمعات ومؤسسات ومنظمات وأفراداً وجماعات وعلينا أن نعترف بأن هناك العديد من التحديات التي تواجهة هذا الإعلام الجديد من أهمها التمويل المالي ورأس المال حيث يحتاج هذا النوع من الإعلام رأس مال ضخم جدا لتقديم محتوي موضوعي وفعال وغير موجه علي كافة الأصعدة وتقنين التدفق والمحتوي الإعلامى وفقدان التخصص حيث أصبح فى ظل السيولة الإعلامية أن يكون متاحاً لغير المتخصصين أن يدخلو مجال الإعلام عنوة وأن يدلوا برأيهم غير المقنن وغير المتخصص مما يؤدي إلي تشوية الرأي العام والترويج للأفكار الهدامة والمتطرفة وخلف ثقافة جديدة لدي المتلقين خاصة بين فئات الشباب بعدما باتت الأخبار والمعلومات والصور والرسائل المختلفة تصل بها مباشرة وفي اللحظة نفسها عبر هواتفهم الذكية والحديثة.
ثانياً- الإعلام الجديد أداة للصراع:
-
ومع تعدد وتنوع وسائل التواصل الإجتماعي ومنصاته الإعلامية الحديثة وإحداثة نقلة نوعية في وعي وقيم ومبادئ المجتمعات سواء بالإيجاب أو بالسلب لا سيما مع تطويعها في يد الدول والمنظمات والجماعات والأفراد لتصفية الحسابات السياسية والترويج للأيدلوجيات والفتن والتطرف لمواجهة الحكومات من قبل المعارضة.
-
من هنا أصبح الإعلام الإلكتروني أداة للصراع في المستقبل القريب والسلاح الاقوي في أيدي كثير من الدول والذي تستخدمه في كسب التأييد والدفاع عن مصالحها أو تشوية سمعة خصومها كما أن الكثير من أعداء الإسلام استخدموا الإعلام في تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف وإثارة الفتن وتفكيك المجتمعات الإسلامية وإضعاف العقيدة من خلال بث وتوجية برامج تركز علي هذه الأهداف في العديد من الوسائل الإعلامية المختلفة.
-
ونظراً لأن الإعلام الإلكتروني وبما تمتلكه من مقومات نقل المعلومات والأخبار حتي أصبح مؤخراً أداة لنقل بيانات خاصة بالمجال الإقتصادي مثل البطاقات الإلكترونية والإيداع في البنوك والسحب، كما أصبح الإعلام الإلكتروني ساحة مهمة للتجسس الصناعي وسرقة والتكنولوجيا والترويج لمفاهيم وعقائد وأيدولوجيات مختلفة ومن هنا صار الإعلام الإلكتروني ساحة للصرعات الدولية سواء بين الدول وبعضها أو بين الدول وجماعات إرهابية أو إخوانية أو جماعات معارضة وكذلك أصبح أيضا الإعلام الإلكتروني ساحة لقمع الثورات وتفكيكها وساحة لنشر مآسي الأقليات الدينية أو العرقية.
ثالثاً- نحو فاعلية رائدة للإعلام الإلكتروني:
-
ولمواجهة قوة التأثير السلبي لوسائل الإعلام الإلكتروني علي كافة الأصعدة والمستويات فإنه من الواجب العمل علي صياغة خطاب إعلامي وإعداد برامج ذات محتوي ايجابي لتعزيز القيم الإيجابية ونشر مبادئ الدين الحنيف وإبراز الصورة الإيجابية التي تكرس قيم المجتمع الإسلامي ودور الأسرة والتماسك الإجتماعي ونبذ العنف والكراهية والتطرف الديني وإحداث بصمة إيجابية من خلال نشر المعرفة والتوعية بمشاكلنا المجتمعية وحلها ومحاربة الممارسات الخاطئة في المجتمعات وايجاد حلول لها أى أننا علينا تحويل الإعلام الإلكتروني من مجرد صفحات لتحويلها الي منصات فاعلة تؤدي دورها بفاعلية فى المجتمع أخلاقياً وسياسياً واقتصادياً وإجتماعياً ومحلياً وإقليميا ودولياً.
-
إن مجتمعاتنا اليوم في أمس الحاجة للرسالة الإعلامية الصادقة ولذا أوجب علينا العمل علي توحيد الرؤي الإعلامية في أولويات الطرح والمناقشة والتي تؤثر في توجهات الرأي العام وتعزز من المهنية أثناء تناول القضايا والأزمات ومن هنا فنحن بحاجة للتوثيق في النقل والدقة والتنوع في المحتوي حتي يسهم الإعلام في تشكيل الوعي الناضج من خلال المزج بين علوم الدين والعصر والنفس والإجتماع، مع مخاطبة شرائح متعددة من المجتمع أطفالاً وشباباً وأسر ، لتشكيل وعي الإنسان منذ الصغر وتحصينة ضد الإنحرفات الفكرية ، مع امتداد التغطية الإعلامية محلياً وإقليميا ودولياً لكون هناك العديد من القضايا ذات الإرث والإهتمامات الدولية أي متعددة الجنسيات مثل قضايا المناخ والمياة والأوبئة والأقليات وحقوق الإنسان.
-
وختامًا، ينبغي التمسك بالصدق في المضمون في التعامل مع الأحداث والوقائع والحفاظ علي هويتنا العربية والإسلامية خاصة في ظل القضايا الشائكة مثل قضايا الشباب والمرأة.