ملفات

الأمان الفكري.. بين الانهيار والتحصين!!  (إعداد: علي الحاروني- مصر)

هناك عديد من الظواهر المستجدة علي مجتمعاتنا العربية والإسلامية مثل التطرف والعنف والتغريب والمغالاة، ما أوجد الشعور القوي نحو تنمية الأمن الفكري لتحصين مجتمعاتنا والعوده إلي قيمنا الدينية وثوابتنا التاريخية والحفاظ علي هويتنا العربيه والإسلامية وامتلاك معيار التعامل مع الآخر بغض النظر عن اللغات والأعراق والقوميات، مع الإهتمام بتحصين الشباب فكرياً عن طريق تثقيفهم وتنشئتهم علي حب هويتهم والإعتزاز بها والإنتماء لها وعلي التفاعل مع الغير من موقع الندية ومن منطلق البحث عن الحكمة دون جمود أو ذوبان في الآخر.

وقد تنامى الاهتمام بقضايا الأمن الفكري في السنوات الأخيره مع التحولات الثقافيه والظواهر الفكرية التي يشهدها العالم بسبب التطور الهائل في التقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات والتي أدت إلي سهولة إنتقال المعلومات وذوبان الثقافات وباتت البلدان والمجتمعات تحت وطأه التهديد والخوف من الأفكار المنحرفة والتطرف والعنف والإرهاب خصوصاً بين شباب المجتمع التي تقع تحت تأثير التطورات التقنية والحديثة التي فتحت مجالات واسعه نحو التبادل الفكري والثقافي.

ومن أجل تأصيل ظاهره الانهيار الفكري سنحاول إلغاء الضوء علي مسئولية الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي والأسره والمدرسة والمؤسسات التعليمية والتربوية عن ذلك لنصل في النهاية إلي وسائل تحقيق الأمان الفكري وذلك كله عبر محورين رئيسين.

أولاً- الخطر الفكري… مسئولية مَن ؟!

يمثل الدفاع عن الأمن الفكري أحد المجالات المهمه التي يجب أن تهتم بها الدول مؤسسات وأفراد نظراً لثورة المعلومات المعاصرة وسهولة تمرير المعتقدات والأفكار الهدامة التي تهدد الأمن القومي للدول والمجتمعات.

وتحقيق الأمن الفكري هي مسئولية الجميع أفراد ومجتمع ودول فهو عمل عام علي كل فرد في الأمة خاصة في ظل ضعف الرقابة علي وسائل التواصل الإجتماعي وإستغلال البعض تلك ،الوسائل لنشر خطاب الكراهية والبغضاء والفتنة وتشوية صورة الآخرين وهذا يؤدي إلي زعزعة الأمن الفكري.

وإذا كان الإعلام بصفة عامة ووسائل التواصل بصفة خاصة أهم قنوات الإتصال بين الناس والتي تلعب دوراً فاعلاً في نشر الوعي المجتمعي وثقافة التسامح والمحبة الإنسانية ومحاربة التطرف وتكريس قبول الأخر وعلي النقيض من ذلك فإن إستغلال هذة الوسائل في نشر التطرف والكراهية ونبذ الآخر يؤدي إلي شيوع الفتنة وخلق بيئة خصبة للعنف والعداء حيث أنه مع تنامي التطور التقني وسهولة إنتقال الأفكار والبيانات عبر وسائل الإتصال والتواصل مع الأخرين أدي ذلك إلي تأثيرات فكرية خطيرة تؤدي إلي تهديد المجتمعات وزعزعة أمنها واستقرارها هذا ناهيك عن غياب دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات التعليمية والتربوية في الرقابة والتوجية ضد التغريب الفكري ونسخ الهويات العربية والإسلامية.

ثانيا- وسائل تحقيق التحصين الفكري:

لقد أصبحت معالجة المخاطر الفكرية ومواجهة الافكار المنحرفة أولوية رئيسية لدى الكثير من بلدان العالم من أجل تحقيق الأمان الفكري وذلك من خلال وضع استريتجيات وخطط عمل وتعاون مشترك بين الجميع وأولي خطوات الإصلاح الفكري تقوم بتقويم سلوك الإنسان وتحصينة من الافكار المنحرفة والشاذة ويكون ذلك في المقام الأول عن طريق التمسك بالدين الإسلامي والعقيدة الصحيحة القائمة علي الإعتدال والوسطية لمواجهة التطرف والتشدد.

ولعل أهم رسائل الدفاع الفكري بعد ذلك تكمن في التقنية الحديثة وتوظيف الوسائل الإعلامية والإلكترونية نحو تعزيز الوسطية وقيم التسامح والتحذير من الإنحرافات الفكرية وهنا يأتي دور الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي في التحصين الفكري والعقلي للبعد عن شرك الأفكار المنحرفة البعيدة عن التصور الإسلامي الصحيح.

ولن تحقق الحماية الفكرية من دون تعاون كل قطاعات الدولة بدءًا من المدرسة والأسرة والمجتمع وجميع الجهات المختلفة لتحقيق الأمان الفكري فالأسرة لها دوراً هاماً في رعاية أبنائها  وملاحظة ما يطرأ علي سلوكياتهم في ظل العالم المفتوح الذي نعيش فيه فإذا أغابت الرقابة الأسرية قاده هذا العالم المفتوح إلي المجهول فيكون وبالاً على أسرته ومجتمعية وأمنه القومي والفكري وكذلك يأتي دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الأمن الفكري حيث أن المناهج التعليمية يجب أن تتعامل مع التحديات والمستجدات الفكرية التي قد تواجه الدول وتضمن خطورة الافكار المتطرفة والداخلية وعوامل التصدي لها وكيفية المحافظة علي النسيج الإجتماعي والوحدة الإسلامية والوطنية بين شعوب العالم.

 وأخيراً يأتي دور الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي في التحصين الفكري من خلال إبراز النماذج الفريدة في الإعتدال وتصحيح المفاهيم والأفكار الهدامة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى