شارع الصحافة/ حوار- نيللي النحاس:
يمثل المجتمع له العائلة الكبيرة.. هكذا بدأ حديثه الفنان طارق الدسوقي لجريدة شارع الصحافة، من خلال مشاركته بحفل الزفاف الجماعي للأيتام من ذوي الهمم وضم الحفل 55 عروسا وعريسا، بدعوة كريمة من قائد المنطقة الجنوبية العسكرية بأسيوط.
الدسوقي أعرب عن سعادته بمشاركته بهذا الحفل.. ومن خلال لقائنا معه حدثنا الفنان طارق الدسوقي عن المجتمع المصري، مؤكدا على أنه بالنسبة له عائلة كبيرة.. وأشار إلى أن دور الفنان ليس فقط فيما يقدمه من خلال العمل الفني، ولكن الدور الأهم هو المشاركة المجتمعية. و يجب علي الفنان أن يكون علي صلة دائمة بجمهوره، من خلال مشاركته في جميع المناسبات.
وأكد طارق الدسوقي علي أن نجاح الفنان يرجع إلي في الأساس إلي حب الجمهور له، حيث أكد علي حرصه الدائم خلال مشواره الفني علي المشاركة في الكثير من الأنشطة الاجتماعية والخيرية؛ إذ ويعتبرها أكثر أهمية من أعماله الفنية.
أما عن دور الفنان وتأثيره في المجتمع، فأكد طارق الدسوقي علي أن الفن والإعلام والثقافة والدراما لهم دور في بناء الإنسان بشكل صحيح، وتنمية المواطنة، والتأكيد علي الهوية، وترسيخ الانتماء للوطن، وأيضا تشكيل الوعي والتنوير.
وعن الإشكالية بين ما يقدمه صناع الفن الحالي من أشكال لا تليق بالمجتمع وما بين ما هو قائم بالفعل من سلوكيات بالمجتمع.. أكد الفنان طارق الدسوقي علي أنه لا ينكر أن لمقدمي بعض الأعمال الدراميه دورا في تثبيت هذا السلوك.
ومن وجهة نظره، أنه ليس من وظيفة الفن أن يقدم الواقع كما هو في المجتمع بكل مساوئه، ولكن تغيير السلوك والصورة إلى الأفضل، وطرح الحلول من خلال العمل الدرامي، الذي يرتقي بالفكر الثقافي، بما لا يخدش حياء المشاهد، أو يلوث سمعه أو بصره.. بمعنى أن دور الفن ليس تعميق المساوئ لدي الجمهور، ولكن تعديلها.
ويرى الفنان طارق الدسوقي أن ما نعانيه في حياتنا اليوم سببه الرئيس الجهل وليس المقصود به جهل القراءة والكتابة أو التعليم، ولكن جهل الثقافة والوعي والمعرفة.. مشيرا إلى أنه يجب القضاء علي الجهل بالتنوير والثقافة بشكل عام.
وشدد الدسوقي على أن أكبر الكوارث عندما يكون الفنان أو الإعلامي أو أي شخصية عامة ذات تأثير بالمجتمع جاهلة لأنه في هذه الحالة يعد تأثيره أقوى علي المجتمع.. وفي هذا الصدد، يناشد كل الشخصيات العامة ذات التأثير بالمجتمع من فنانين أو إعلاميين، بالحرص على تثقيف أنفسهم، والحرص علي القراءة الجيدة، والإلمام بالموضوعات المقدمه للجمهور.
كما حدثنا الدسوقي عن دور نقابه الممثلين في وضع الضوابط والمعايير للفنانين من الناحيه التثقيفية، مبينا أنه لفت نظر الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين إلي أهمية دور تثقيف الفنانين، وذلك حرصا علي ما يقدمه الفنان من رسائل للمجتمع والدور التنويري والتوعوي الذي يقوم به.
وقال طارق إن دور نقابة الممثلين من ناحيه التأمين الصحي والمعاشات والقروض الحسنة يجب أن يحافظ على كرامة الفنان حتى لا يضطر أي فنان ذي قيمة فنية قديرة للجوء إلى الأعمال السطحية أو المبتذله التي لا تضيف له رصيدا من الإنجازات بل يمكن أن تضر بالجمهور وذلك عند الاضطرار للاحتياج المعيشي.
ويطرح الدسوقي حلا لهذه المشكلة، عن طريق تكاتف المنتجين والمخرجين والمؤلفين والقنوات، في تقديم أعمال تتلاءم مع المرحلة التي نعيشها، مع التركيز علي الهدف من رسالة العمل الفني.
أما عن دوره في مسلسل (قضاة عظماء)، وتجسيده لشخصية موسى بن عياط وهو أحد القضاة العظماء في تاريخنا الإسلامي.. فأكد علي أنه من أبرز الأعمال التي يعتز بها والذي يتحدث عن أبرز القضاة في تاريخنا الإسلامي، موضحا علاقه القاضي بالحاكم والرعية وتحكيم الضمير قبل كل شيء، وتحقيق العدل والعدالة.
وأشار إلى أن أحد المشاهد بالمسلسل كان بمثابة رسالة، و ردا علي كل من يشوه الإسلام من تنظيم داعشي أو قاعدي.. مؤكدا علي أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال، ولا يفرق بين الأديان.
وأوضح طارق الدسوقي أن لدينا القدرة علي تقديم العمل الفني الذي يجمع بين الفكر والمتعة في نفس الوقت.
وقال إنه يتمني أن يقدم من خلال عمل فني شخصية الإمام العادل أو خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز لما يمثله من نموذج ويرسخه من دروس مستفادة في العدل وعلاقة الحاكم بالرعية، وما يضربه من امثله في الزهد والتقشف والتضحية.
وفي الختام، أعرب الفنان طارق الدسوقي عن أمنياته بأن تكون مصر وجميع المصريين، في أفضل حال بين سائر الأمم جميعها.. منوها بأن ذلك لن يتم إلا بأيدي أبناء هذا الوطن الشرفاء، وخاصة الجيل الجديد (جيل الشباب).. كما تمنى أن تكون الجمهورية الجديدة جديدة فعلياً في كل شيء.
زر الذهاب إلى الأعلى