مقالات

د. نشوة عمر تكتب: اللي يمد جدوره.. يشتد عوده !!

الهوية البصرية Visual identification

هي أداة معلومات ومخططات حول أصل الأماكن، ورؤية استراتيجية لربط معالم الأماكن في مصر، وتخلق رؤية مستقبلية ترسخ في  العقول المصرية، كما تعمل على تعزيز الوعي المحلي والعالمي عن مصر ومحافظاتها وتاريخها وحضارتها البصرية.

  وقد تم مشروع الهوية البصرية لمدينة (الأقصر) ووضع أول شعار للهوية البصرية للمدينة، على المبنى الجديد للسجل المدني بها، كأول تطبيق عملي لذلك المشروع.. وتم تصميم الشعار ليمثل الجوانب الرئيسية لمدينة الأقصر حيث استُوحي من المعتقدات والرموز الفرعونية القديمة. وبُني هذا الاختيار على المفاهيم الدوليه لتاريخ مصر القديمة، وتأكيدا على الفخر والاعتزاز بما تمثله الأقصر كمدينة للفن والثقافة.

وجاء تصميم شعار مدينة الأقصر الجديد مُستوحى من حروف كلمة (الأقصر) باللغة الإنجليزية (LUXOR) فكل حرف منها له دلالة معينة؛ فحرف “L” يمثل الزاوية القائمة والغالبة على الهندسة المعمارية للمدينة، وحرف “U “مستوحى من ممرات المعابد ورمز لمعتقدات الفراعنة والبر الغربي والشرقي والتقائهما عند نهر النيل.

وحرف”O” هو رمز يمثل عاملين أساسيين فى مدينة الأقصر؛ هما الشمس والنيل كمصدر للحياة.. أما الحرف الأخير “R” يمثل عين حورس والتى تمثل الرؤية الثاقبة والحكم لمصر الفرعونية. كما روعي أثناء تصميم الشعار اختيار ألوان معاصرة شبابية تم استنباطها من زيارة الفريق المصمم للشعار  لمعالم الأقصر للحصول على الألوان التى تعكس هوية المدينة.

 والهوية البصرية للأقصر والشعار الجديد؛ يهدفان إلى تعديل الصورة الذهنية للسائحين عن الأقصر بأنها مدينة للشباب، كما يستهدف زيادة عدد الزائرين داخلياً وخارجياً، واستهداف الشباب محليا، ودولياً، والانطباع السياحي عن الأقصر أنها مدينة سياحية قديمة، كذلك مدينة حية تعمر بالثقافة والحركات.

وهذا الثبات يخلق ثقة لدى الشخص في الخدمة السياحية بالكامل، فضلا عن تصميمها لموقع إلكتروني للمدينة يقدم كافة المعلومات الخاصة عنها والخدمات المتوفرة بها من (مستشفيات، فنادق، مزارات، أنشطة، مطاعم … وغيرها) من الخدمات مُصاغة بثلاث لغات (العربية، الإنجليزية، الصينية).

و(الهوية) هي أحد الثوابت التى تمثل القاعدة الأساسية لبناء الأمم.. وهناك فرق كبير بين مفهوم الهوية ودلالتها التى تشكل لأي مجتمع الإطار النفسي والفكري للتعبير عن وجوده الاجتماعي، وبين الهوية البصرية التى تجمع ضمن تخصصات وخبرات ثقافية متعددة ومتنوعة ما بين الفلسفي، والتشكيلي، والمعماري، والأثري، والتاريخي، لتعبر عن الذات المصرية، وجوهر ووجه الوطن، وحوارات الأزمنة وعلاقة الإنسان بالبيئة.

والهوية البصرية- من المنظور الثقافي- تتجاوز مسائل كالرسومات أو الصور، والشعارات، والألوان على أهميتها لتدخل فى تخصصات ثقافية مختلفة من بينها التاريخ الاجتماعي، والتفكير الإبداعي، وفلسفة الجمال، والإنثروبولوجي وعلم الاجتماع الثقافي، وثقافة العمران.

  وليست الهوية البصرية بعيده عن مقولة  ثقافية راسخة ألا وهي: (أن معظم الأعمال الإبداعية تصدر عن ذاكرة وتاريخ الزمان أو المكان أو إليهما معا).. وإذا صح القول بأن المكان يشكل ذاكرة الثقافة ومحمولها التاريخي من موهبة البناء، وإبداع الجمال بتنويعاته، فهذا المكان يشكل جوهر الهوية البصرية.

كما أن للمكان بذكرياته، تأثيره الواضح فى إبداعات الإنسان؛ فالهوية البصرية مرتبطة بقوة الذاكرة.. فقد تحولت مناطق مصرية متعددة وثرية بإمكاناتها السياحية والثقافية الشاملة، إلى علامات  لها حضورها الكوني، وتستهدف كافة دول العالم الترويج لمعالمها التراثية، والثقافية والسياحية، من خلال العديد من المعايير التسويقية ولعل أبرزها (الهوية البصرية).

 إن الهوية البصرية يمكن أن تنقل معاني كثيرة للعالم من خلال ترويجها سياحيا بالصورة واللون والشعار؛ حيث يعتبر الشعار المكون الأساسى فيها فهي تتكون من الشعار بعد تداخله مع مجموعة الخطوط والألوان والأشكال وبقية المكونات البصرية الأخرى، بشكل يحقق الانسجام والتناسق فى كل الخطوط والألوان والأشكال وبقية المكونات البصرية الأخرى، في كل ما يتصل بالمكان.

 وهويتنا البصرية موجودة من حضارتنا المصرية القديمة، حينما نرى شعار مفتاح الحياة، والذي كان يحمله الملك إخناتون بيده اليمنى فى كل مراسم حياته، ونجد أن الملوك الفراعنة صاروا منذ الطابعات الحديثة علامات بارزة على طوابع البريد والعملات الورقية. والأهرامات الثلاثة طُبعت على كثير من الطوابع البريدية كطابع قسيمة الزواج، وكثير من الطوابع الأخرى.. أي أن الهوية البصرية لمصر ليست بالجديدة.. واسمحولي بدعوتكم للسياحة الداخلية داخل بلدنا وفى الشتاء تحديداً  لمدينة الأقصر شايفين جمالها أي والله** مابين جيرانها صحيح والله.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى