ملفات
الإبداع في التعليم (د. شيماء قنديل- مصر)
تتضمن كلمة (إبداع) اختراع أو إنشاء الجديد من الأشياء، أو ابتكارات شيء جديد، لم يكن موجوداً من قبل، ويتوفر فيه الجدة والأصالة والمنفعة.
ويمكن تعريفه بأنه أفكار جديدة ومفيدة ومتصلة بحل مشكلات معينة أو تجميع وإعادة تركيب الأنماط المعروفة من المعرفة في أشكال فريدة، والإبداع ليس إلا رؤية الفرد لظاهرة ما بطريقة جديدة لذلك يمكن القول إن الإبداع يتطلب القدرة على الإحساس بوجود مشكلة تتطلب المعالجة ومن ثم القدرة على التفكير بشكل مختلف ومبدع ومن ثم إيجاد الحل المناسب.
كما يمكن تعريفه على أنه الاستعداد أو القدرة على إنتاج شئ جديد أو أنه عملية تتحقق النتائج من خلالها أو أنه حل جديد لمشكلة ما أو أنه تحقيق إنتاج جديد لمشكلة ما أو أنه تحقيق إنتاج جديد وذو قيمة من أجل المجتمع.
ويعتبر الفكير الإبداعي هو التفكير الذى يؤدى إلى التغيير نحو الأفضل وينفى الأفكار الوضعية المقبولة مسبقاً، وبأنه يتضمن الواقعية والمثابرة والاستمرارية فى العمل والقدرة العالية على إنتاج أفكار وحلول جديدة ومبتكرة فهو عملية ذهنية يتم فيها توليد وتعديل الأفكار من خبرة معرفية سابقة وموجودة لدى الفرد وتكوين حلول جديدة للمشكلات.
وهذا يحتم على المدرسة أن تبدأ مع التلميذ من مراحله الأولى فى التعليم؛ حتى تؤسس استراتيجيات تفكيره التى تمكنه من الإسهام ، والمشاركة الإيجابية فى إنتاج الجديد والأصيل من الفكر وتطور إمكانات عقلة المبدعة- وتؤهله لمواجهة المشكلات البيئية المحيطة به بفاعلية وتساعده فى ابتكار الأساليب والوسائل الجديدة كلها، وعليه أصبح الإبداع سمة من سمات العصر الحالى، ويمثل متطلباً رئيساً لمواكبة متطلبات مجتمع المعرفة.
منطلقات تنمية الإبداع لدى التلاميذ:
-
كل تلميذ قابل للتعلم، وكل تلميذ قابل للوصول إلى مستوى التمكن، وكل متمكن قابل لأن يكون مُبدعاً، وكل مُبدع قابل لأن يكون مبتكراً ومنتجاً.
-
التكنولوجيا أداة فاعلة فى تنمية الإبداع.
-
الإبداع إنتاج ذو منفعة؛ قد تكون متعة ذهنية أو فائدة مرجوة.
-
الإبداع لا يأتى إلا من تزاوج العقل والوجدان.
أنواع الإبداع
-
الإبداع التعبيري: يتميز مبدعو هذا المجال بالقدرة على الإلقاء بين الناس، كما يتميّزون في المجالات المتنوعة مثل: الفن، والأدب، والثقافة.
-
الإبداع الفني: يتميّز مبدعو هذا المجال بالقدرة على العزف على الآلات الموسيقية، أو الغناء.
-
الإبداع الإنتاجي: يتميز مبدعو هذا المجال بابتكار الحلول الإدارية غير التقليدية، ويستخدم عادةً في المجالات الإدارية المتنوعة.
-
الإبداع الخلاق: يمتيز مبدعو هذا المجال بإيجاد حلول للمشاكل أو المواد بكلٍ فعّال.
-
الإبداع المتجدد: يتميز مبدعو هذا المجال باختلاق الحلول المثالية والجذرية للمشاكل المختلفة.
-
الإبداع المفاجئ: يتميز مبدعو هذا المجال بإيجاد حلول للمشاكل الطارئة أو المفاجئة.
-
الإبداع الانبثاقي: وهو حالة نادرة من الإبداع، حيث يقوم على إيجاد أفكار جديدة ليس لها مثيل.
ويمكن تحديد معوقات الإبداع في النقاط التالية:
-
سرعة توجيه النقد: إن الأفكار الإبداعية تبدو فى معظمها أفكاراً غريبة؛ فالمألوف لا يثير فضولنا، ولا يثير استنكارنا على عكس الأفكار الجديدة.
-
الإلتزام بالمألوف: نمارس يومياً نفس سلوكيتنا، ولو راقبنا أنفسنا؛ لاكتشفنا أننا نمارس نفس العادات يومياً.
-
مقاومة التغيير: إن الأفكار الإبداعية الجديدة لا تلقى ترحيباً وسرعان ما تتعرض للنقد والهجوم المباشر ؛ ولذلك فإن من يحمل أفكاراً جديدة يريد تسويقها، عليه أن يستخدم استراتيجية منظمة، لنشر التغيير وتهيئة الآخرين لقبوله، وإلا ضاعت أفكاره نتيجة رفض الآخرين السريع لها، وهذا هو سبب تعرض المبدعين إلى النقد الشديد والهجوم، باعتبارهم خارجين عن المألوف، وباعتبار أفكارهم غريبة عن الموقف.
-
الحذر الشديد وغياب الجرأة: إن التلميذ يميل إلى المجاراة ، وقبول الأفكار، والسلوكيات الشائعة؛ لأنها توفر له القبول، وتشعره بالأمل، فهو مستغرق فيها إلى الدرجة التى فقد وعيه فى مدى ملاءمتها أو شعوره بضرورة تغييرها، فلكى نبدع علينا أن نتخلى عن مخاوفنا وترددنا، ونمتلك الجرأة على إرتياد المجهول.