ملفاتمميز

المشروع الإبراهيمي خطوة على طريق التطبيع والهمينة على الشرق الأوسط!!

شارع الصحافة/ إعداد- علي الحاروني:

 

 لقد شهد العالم العربي موجه من التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل من عدد من الدول العربية تحت مسميات متعددة ومتنوعة مثل السلم أو أمن المنطقة او

( الإبراهيمية أو اتفاقيات إبراهام) وكلها تصب في مصلحة ذلك الكيان، علي الرغم من إدعاء البعض من أن هذا التطبيع يحقق للدول العربية مصالح إقتصادية ويفتح لهم الأبواب للتعاون مع المنظمات المالية المانحة ويحظي بإسترضاء المجتمع الدولي ويحقق الأمن الداخلي والإقليمي والدولي لها.

  وفي هذا المقال سنحاول إلقاء الضوء علي الإبراهيمية من حيث حقيقتها ودوافعها وكيفية مواجهتها والرد علي المزاعم التي ترتبط بها لا سيما مع قيام التطبيع علي أرض الواقع بين إسرائيل والمغرب ودول الخليج وبالأخص البحرين والأمارات ثم السودان بحجة أن هذا التطبيع يحقق مكاسب إقتصادية وأمنية ودولية للعالم العربي.

 

أولا- ماهية الإبراهيمية ودوافعها وحقيقة أهدافها:

الإبراهيمية هي مصطلح ذو طابع ديني ومغزي سياسي وإقتصادي ودعوى لنبذ الخلافات بين أتباع الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية ورمزها شخصية نبى الله إبراهيم عليه السلام من أجل التوصل إلي ميراث حضاري مشترك قائم علي التسامح والمودة والتعايش والسلام العالمي لمساعدة إسرائيل علي التأقلم وإزالة الحواجز النفسية نحو التعامل معها علي أنه جزء طبيعي في الوطن العربي وتجاهل ممارسات وإنتهاكات وجرائم إسرائيل بحق الفلسطنيين ، مع تحقيق السلام من دون الإتفاق علي التسوية أو تجاهل حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وخاصة حق اللاجئين في العودة.

 

 

ومن هنا كانت التسمية الإبراهيمية لإستغلال إسم سيدنا إبراهيم عليه السلام كرمز يخطي بالقبول والقدسية والتقارب بين الأديان الثلاث وذلك لقبول إسرائيل كعضو في الجسد العربي ولتمزيق الوطن العربي والسطو علي مقدساته ومنه إشتق مصطلح ( السلام الإبراهيمي ) لتقنين العلاقة بين الوطن العربي وإسرائيل دون التقيد بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

 

 

أو بعبارة أخري فإن الديانة الإبراهيمية الجديدة هي مخطط أمريكي ـ إسرائيلي تم إطلاقة ـ مطلع الألفية الثالثة ليشير إلي الأديان الثلاث وطرحه كمفهوم جديد لحل النزاعات والصراعات القائمة علي أبعاد دينية لتمثل خلاصة الأديان الإبراهيمية أحد أبرز أركان هذا المفهوم الجديد ولجمع نقاط الإشتراك بين الأديان الثلاث وتنحية أوجه الخلاف ليمثل ذلك (الميثاق الإبراهيمي المشترك).

 

وإذا أردنا الكشف عن حقيقة الإبراهيمية تمكن القول بأن سر هذه التسمية يكمن في الخلفية الدينية والتاريخية للإبراهيمية التي تكشف مدي التوظيف السياسي للدين كمحرك رئيسي في مجال العلاقات الدولية ويتم وضعه لخدمة السياسة الخارجية، ولعل هذا هو سر تسمية اتفاق التطبيع مع الإمارات والبحرين (باتفاق إبراهام).

وأنه جاء تيمناً بأبي الديانات السماوية إبراهيم عليه السلام، وذلك كما جاء علي لسان السفير الأمريكي لدي إسرائيل ( ديفيد فريد مان ) وكما ربط ترامب بين إتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات بما أسماه ( إعادة بناء الشرق الأوسط) وذلك علي غرار المصطلحات والمسميات الغربية المشبوهة (كالشرق الأوسط الكبير أو الموسع) أو غيرها ومنها ( الديانة الإبراهيمية الجديدة ) والتي يقف خلفها مركز بحثية ضخمة إنتشرت مؤخراً في ربوع العالم وأطلقت علي نفسها إسم ( المراكز الدبلوماسية الروحية ) ويتم تمويلها من جهات عالمية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين والإتحادالأوربي وأمريكا كل ذلك لتفتيت العالم العربى وتمزيقه إلي دويلات وقبول إسرائيل في العالم العربي والإسرائيلي.

ثانياً- الرد علي إدعاءات ومكاسب إتفاقات إبراهام والتطبيع:

يدعي البعض أن إتفاقياات التطبيع أو ما سميت مؤخراً بإتفاقيات إبراهام تحقق مصالح ومكاسب إقتصادية ودولية للعالم العربى ولكن هذا الإدعاء يناقضة الواقع والحقيقة . فمثلا نجد أن دول الخليج التي قامت بالتطبيع كما في البحرين أو الإمارات كانت تتطلع إلي تحجيم الدور والنفوذ الإيراني وهي فزاعة مبالغ فيها لا سيما أن تلك الدول لا تمر بأي أزمة إقتصادية . إضافة إلي ذلك نجد أن المشروع الإماراتي المشترك مع الكيان المحتل لمد خط أنابيب ينقل نفط الخليج إلي الموانئ الإسرائيلية علي البحر المتوسط سيؤثر لا محالة علي تنافسية (خط سوميد) الذي ينقل هذا النفط عبر الأراضي المصرية وتصبح حينئذ المنافسة بين إقتصاديات العالم العربي علي حساب الوحدة والتكامل وتخدم مصلحة الكيان الصهيوني لأن سوق الأخير صغير جداً وهو مفتوح أصلاً علي منتجات البلدان الأوروبية والولايات المتحدة ومن هنا فإنه لا عجب أن سري أن الميزان التجاري يميل لصالح إسرائيل بصادراتها علي حساب الدول العربية بوارداتها من إسرائيل.

 

علاوه علي ذلك نجد أن السودان أرادت من التطبيع مع إسرائيل أن ترفع أمريكا اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب وأنها ترغب من خلال ذلك إستئناف العلاقات الإقتصادية مع المؤسسات الدولية مع إمكانية استعانة السودان بالتكنولوجيا الإسرائيلية المتطوره في مجال الزراعة ولكن المفوض السوداني فوجئ بأن هناك 47 بنداً لتحقيق التطبيع منها توطين اللاجئين الفلسطينيين في السودان وسيطره الأمريكان علي المياه الإقليميه السودانيه ومنح الأمريكان إنشاء قواعد عسكرية علي أراضيه ونقل قياده أفريكوم إلي السودان وغيرها من الإشتراطات المشبوهة والتي توضح حقيقة ومغزي التطبيع مع الدول العربيه والأفريقية.

 

 

وأخيراً يكفي ما جري من اتفاقيات مع اسرائيل وفقاً لمبدأ (السلام مقابل السلام)، والادعاء بأن هذا التطبيع يحقق الأمن للدول العربية هو خدعة لتصفيه القضية الفلسطينية وتمويتها وضياع حقوق شعبها وبث بذور الفتنه والإنقسام داخل العالم العربي وإختراقه أمنياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى