إن من أهم أساليب التعليم الحديث والمبدع والتربية العصرية هى إستخدام اللعب فى إيصال المعلومات والمفاهيم للأطفال بشكل سهل ومبسط ما يرفع من مستوى تحصيلهم العلمى والتركيز والإستيعاب والفهم والتفاعل ضمن اطار التحصيل الأكاديمى والمستوى الدراسى للطفل.
وتمشياً مع ذلك سنحاول فى هذا الموضوع التطرق إلى فوائد الألعاب الإلكترونية للأطفال والفئات العمرية المستهدفة بهذه الألعاب ومدى تأثيرها على مستوى التحصيل العلمى والدراسى للأطفال وأفضل السبل للأستفادة من الألعاب الإلكترونية للأطفال وذلك كله عبر أربعة مباحث رئيسة.
أولا- فوائد الألعاب الإلكترونية للأطفال:
أن الالعاب الالكترونية لها فوائد متعددة للأطفال مما يعود بالنفع على شخصيتهم وتعليمهم مهارات حل المشاكل، كما أنها وسيلة تعليمية تساهم فى توسيع مدارك الأطفال وإدراكه وتجعلهم قادرين على الإبداع والتفكير البناء والمنطقى السليم.
وتسرد الكثير من الألعاب الالكترونية معلومات تاريخية أو علمية أو ثقافية للطفل خلال أحداث ومواقف يمر بها خلال لعبه لتلك الألعاب الالكترونية مما يشكل وسيلة للثقافة والتعليم من خلال اللعب، كما تتطور مهارة التواصل الاجتماعى والتعرف على الأشخاص وتشكيل صداقات لدى الاطفال عندما يقومون بلعب الالعاب الالكترونية التى تتطلب مشاركة أطفال آخرين ضمن الفريق والتى يمكن للطفل لعبها عن طريق الانترنت باستخدام إحدى الأدوات الخاصة بالألعاب الإلكترونية.
وتقوم الألعاب الإلكترونية بتحفيز الطفل على الرياضة والقيام بالانشطة ما يزيد من قوته البدنية وسلامة جسمه وعقله.
ثانياً- ما هي الألعاب الإلكترونية المناسبة للأطفال ؟!
-
مما لا شك فيه أن الألعاب الالكترونية احدى الوسائل المتعلقة بالترفيه والتسلية للأطفال ولكن يجب عدم تعريض الطفل الذى يقل عمره عن عامين للأجهزة الالكترونية من شاشة التلفاز الى الهاتف الذكى الى الكمبيوتر واللابتوب وغيرها من الادوات التى يتم استخدامها فى الالعاب الالكترونية وذلك لأن تعريض الطفل الذى يقل عمره عن عامين لهذه الادوات والأجهزة سيؤدى الى إحداث أضرار ببصيرة وإدراكه وتأخره فى الكلام والتفاعل مع البيئة المحيطة.
ولابد من اختبار الألعاب الالكترونية التعليمية والتربوية الموجودة لالتقاط المعلومات والاكتشاف والمعرفه وتنمية المهارات والارقام والاحجام والاشياء والألغاز والتى تعمل على تشغيل الخيال والذاكرة للأطفال وتنشيط تفكيرهم وتحليلهم.
هذا الى جانب ألعاب المكعبات والبازل والمعجون والصلصال والرسم والتلوين وألعاب التحكم عن بعد والأنشطة الحركية …. والتى تقوى لدى الطفل الملاحظة والانتباه والذاكره والتحليل.
أضف الى ذلك الالعاب التعليمية الالكترونية المخصصة للأطفال والمنتشرة تكنولوجياً ورقمياً ومن أهمها لعبة الفروقات والتى يتم تحميلها بشكل مجانى عبر متاجر أندرويد وأبل وبطاقات الذاكرة والألعاب الموسيقية الالكترونية وألعاب الأرقام والأحجام والتى تقوم بتنمية المهارات الفكرية والحسية والبصرية والادراكية لدى الطفل وتعمل على دمج الطفل فى البيئة الحياتية الاجتماعية .
وتمشياً مع ذلك، يجب اختيار الألعاب الالكترونية للأطفال بما يتلائم مع مستواهم الفكرى والعمرى والثقافى والقدرة الإستيعابية والإدراكية كما الجسدية مع رقابة الأهل على نوعية وطبيعة الألعاب خاصة فيما يتعلق بالمراحل العمرية للطفل ولتجنب المفاهيم السيئة والخاطئة من خلا تلك الألعاب الالكترونية كمفاهيم العنف والإيحاءات الجنسية التى قد تتضمنها بعض الألعاب الإلكترونية .
ثالثاً- انعكاس الألعاب الإلكترونية على تعليم الأطفال:
هناك عديد الدراسات التربوية والاكاديمية التى أكدت على العلاقة الوثيقة بين الألعاب الالكترونية والمستوى الدراسى للطفل وتحصيله الادراكى الأكاديمى حيث تؤدى تلك الألعاب إلى تحسين المستوى للأطفال ووعيهم وزيادة سرعة بديهتهم وشدة ملاحظتهم مما يجعلهم قادرين على التفوق الدراسى والأكاديمى.
كما أن الالعاب الالكترونية تساهم فى تعليم الطفل اللغة والتعرف على الكثير من المصطلحات والكلمات وحفظها وإستخدامها وتحفيز الذاكرة البصرية للطفل والتى تساعده فى الحفظ والتذكر والتركيز بنسبة عالية مما ينعكس على قدرته على حفظ المواد الدراسية بشكل منطقى وسليم .
رابعاً- رؤية مستقبلية لتفعيل دور الألعاب الإلكترونية فى العملية التعليمية:
لتحقيق أفضل استفادة من الألعاب الالكترونية للأطفال والتى يتم استخدامها عن طريق جهاز الكمبيوتر أو اللابتوب أو التابلت أو الهاتف الذكى …الخ لابد من التأكد من أن اللعبة الإلكترونية مناسبة لعمل الطفل ولا تحتوى على أفكار منحرفة أو شاذة او عنف او قتل ، مع مراقبة الطفل ومشاركته فى اللعب، وتجنب الألعاب التى تتطلب أدوات قد تكون خطيرة على الطفل فى الأعمار الصغيرة , مع عدم المبالغة فى الوقت المخصص للعب أو التقليل من الوقت لدرجة غير كافية للطفل لأن يتسلى ويتعلم ويستفيد.
ويجري اعتماد الألعاب الإلكترونية للطفل كوسيلة للترغيب والمكافأة أو العقاب فى حال قيام الطفل بسلوكيات تتطلب التأنيب والعقوبة, مع تخصيص وقت للطفل للتفاعل مع أصدقائه لممارسة التنشئة الإجتماعية وبناء الصداقات, مع مراعاة الفروق الفردية والشخصية بين الأطفال وعدم التعامل مع الألعاب الإلكترونية التعليمية بشكل صارم وحازم والانتباه لميولهم وإهتماماتهم والجوانب التى تجذبهم لإختيار ألعاب تعليمية فى ذلك السياق, والتى تساعدهم على تنمية مهاراتهم المعرفية والمتمثلة فى الإنتباه وتعلم اللغة والذاكرة والتفكير ومعالجة المعلومات والعمل الجماعى والقدرة على التكيف وحل المشكلات.
زر الذهاب إلى الأعلى