ملفات

«كورونا».. تأصيل للأزمة علي ضوء تحوّر الفيروس والحروب الدولية حول اللقاحات

شارع الصحافة/ تقرير- علي الحاروني:

 

كورونا بين التحور والسلالات الجديدة والتحديات المستقبلية مابين القيود الدولية والاستحواذ والهيمنة والصراعات حول اللقاحات إنتاجاً وتوزيعاً وتسييس أزمة كورونا واحتدام الحرب بين الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة أخري، ومع عدم الشفافية في تسعير اللقاحات وعدم المساوة في توزيعها حيث تستحوذ عشرة دول علي 95% من جرعات اللقاح ، كل تلك التحديات تستدعي إعادة رسم خريطة جديدة لمواجهة أزمة كورونا بعد تحورها وتكبد الإقتصاد العالمي خسائر إقتصادية فادحة وصل مداها وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي إلي 12 تريليون دولار مع نهاية عام 2021 وذلك بعد أن وصلت تلك الخسائر إلي حوالي 15 مليار دولار يومياً.

 فبإعادة ترتيب الأوراق من جديد ورسم إستراتجيات فاعلة وبرامج عملية وواقعية تضع نصب أعينها التطورات والمستجدات والتحديات والتهديدات والصرعات الدولية والإقليمية وهيمنة شركات الأدوية علي المشهد برمته حماية براءات الإختراع والملكية الفكرية … إلخ كل ذلك مع ضرورة الاستفادة من التجارب الرائده في هذا المجال ولاسيما الآسيوية منها وبخاصة الصين وتايوان وكوريا الجنوبية وهذا كله محور دراساتنا الحالية التي تقوم بتأصيل مستجدات كورونا بين التحور والتحديات والمواجهة المستقبلية وذلك كله علي النحو التالي وغير أربعة مباحث رئيسية

أولا: كورونا في ثوبها الجديد

 هناك العديد من التحديات الإضافية التي شهدها نهاية عام 2020م ومن أهمها ظهور كورونا في ثوبها الجديد حيث سلالات متحورة من فيروس كورونا في بريطانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والتي قد تؤثر علي فاعلية وجدوي اللقاحات التي تم إكتشافها حتي الأن حيث أنها أشد فتكاً من النسخة الأولي لفيروس كورونا ( ووهان) ، وأكثر عدوي حيث تتراوح نسبة العدوي ما بين 35% إلي 45% فمثلا نجد أن السلالات المتحورة في بريطانيا والمعروفة ب (B.1.1.7 ) إنتشرت حوالي 82 دولة حول العالم في منتصف عام 2021م ، إضافة أن السلالات المتحورة في جنوب إفريقيا والبرازيل والهند أشد فتكا وتحوراً وتقلل من فاعلية اللقاحات الحالية .

ثانيا: إشكاليات وتجديدات حول أزمة كورونا

 لقد دخلت أزمة كورونا مرحلة جديدة في إنطلاقها حيث طغي عليها طابع التسييس والتدويل والصراعات والهيمنة والإحتكار حيث نجد عدم شفافية في تسعير اللقاحات وعدم المساواة في توزيع اللقاحات عالميا حيث تستحوذ عشرة دول علي 95% من جرعات اللقاح ، ناهيك عن الصرعات العالمية حول لقاح كورونا حيث المنافسة الشرسة بين الشركات ولاسيما بعد القمة العالمية للقاح في مارس 2021م المعنية بالصناعات الدوائية الكبري وتمسكها بحماية براءات الإختراع الخاصه بها بسبب الإستمارات الضخمة التي تنفقها في عمليات البحث والتطوير والإنتاج مما يوثر علي قدرة الدول النامية علي إنتاج وتوزيع اللقاح .

ثالثا: قيود وصرعات دولية حول اللقاح

 أما علي صعيد القوي الدولية الكبري فنجد هناك العديد القيود التي تفرضها العديد من الدول مثل الإتحاد الاوربي والهند علي تصدير لقاحاتها حتي يتم تطعيم مواطنيها أولا حيث شددت المفوضية الأوربية علي آلية الإشراف لتصدير اللقاحات علاوة علي قيام الهند بوقف جميع الصادرات الرئيسية للقاح ( إسترازينيكا ) الذي يصنعة معهد الأمصال الهندي لتلبية الطلبات في الداخل مع زيادة الإصابات

 إضافة إلي ذلك، تستغل روسيا والصين لتعزيز مكانتهما الدولية أزمة اللقاح إنتاجاً وتوزيعا وتطويعها لخدمة مصالحهما الإستراتيجية وهو قامت بيه الصين ضمن ( طريق الحرير الصحي ) وإتفاقيات شراكة مع الدول المتقدمة والنامية علي السواء في عمليات الإنتاج والبحوث والتطوير،وخير مثال علي ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة حيث بفضل شراكتها مع الصين وروسيا تحولت الإمارات إلي مركز إقليمي لتوزيع اللقاح علي دول الجوار والدول النامية ضمن ما يسمي (بدبلوماسية) اللقاح التي تستهدف جهود دول العالم في تحصين سكانها.

وأخيراً هناك صراعات دولية وإستقطابات عالمية من جانب الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة أخري وهو ما يسمي  بـ(الحروب العالمية حول كورونا)، حيث تصاعدت حملات التشكيك حول فاعلية اللقاحات المنتجة وتسببها في أعراض جانبية عديدة لتقوية الثقة العالمية في اللقاحات المنتجة لا سيما من قبل روسيا والصين وتحت إدعاءات غربية بعدم توافر بيانات كاملة وتجارب واختبارات سريرية كافية.

وكان نتاج الإغلاق والتهديد والمنافسة الدولية هو إنتاج وتوزيع اللقاح والحروب العالمية للقاح ومحاولة تسييس الأزمة وتطويعها لخدمة مصالح الدول الكبري أن تكبد العالم خسائر اقتصادية فادحة قدرها صندوق النقد الولي مع نهاية عام 2021م بـ 12 ترليون دولار بعدما وصلت تلك الخسائر إلي حوالي 18 مليار دولار يومياً.

رابعًا: رؤي مستقبلية وتجارب رائدة لمواجهة كورونا المتحورة

وعلي الرغم من كل التحديات التي فرضتها أزمة كورونا وتحورها والمتمثلة في ظهور سلالات جديدة متحورة وإتباع سياسة الهيمنة والإحتكار في إنتاج وتوزيع اللقاحات واحتدام حروب اللقاح بين الغرب وروسيا والصين كل ذلك ينبئ بضبابية المشهد العالمي حول المدي الزمني لإكتمال عملية توزيع اللقاحات والتحصين ضد فيروس كورونا.

ومن هنا فلا عجب من تسييس وتدويل وحروب عالمية حول لقاحات كورونا أدت إلي عدم الشفافية في تسعير اللقاحات وعدم المساواه في توزيع اللقاح عالمياً حيث قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ودول الإتحاد الأوروبي بشراء ما يفوق احتياجاتها من جرعات اللقاح لدرجة أن عشرة دول فقط هي التي تستحوذ علي 95% من جرعات اللقاحات وفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية في عام 2021م.

 وإزاء كل ذلك وعلي ضوء التجارب الأسيوية لمواجهة أزمة كورونا واحتواء الفيروس وتداعياته والمتمثلة في الصين وتايوان وكورويا الجنوبية فإنه من الأهمية بمكان تفعيل إجراءات الإحتواء والعزل الصحي وتتبع المخالطين والتباعد الاجتماعي لإحتواء الفيروس، مع أهمية المشاركة المجتمعية في ذلك لأن سياسات الحكومات لا تؤتي ثمارها سريعاً ما لم تكن تدعمها سلوكيات مجتمعية مقننة وفاعلة ومشاركة فاعلة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية ووسائل الإعلام والمدرسة والأسرة لتعزيز العمل الجماعي والتماسك الإجتماعي لتحقيق الفاعلية لمواجهة أزمة كورونا وتحورها الجيني الذي حدث للفيروس وتطبيق الإجراءات الإحترازية والوقائية بحدية وفاعلية وبصورة دورية منتظمة وفقاً للمستجدات الحالية للفيروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى