عندما تتأمّل في الحياة، ستجد أن أكثر ما يلهث خلفه البشر «لا يستحق»، وأن الكثير من المعارك، «هامشيّة».. وأن الثمرة الطيّبة للعُمر، تكون في العمل على ما يعود بالنفع والأثر الطيّب، وأن اختيار الدروب بعناية، يرضيك بالنتائج، وأن إدراك مآلات الأمور يُوفّر الكثير من العناء.
سيرتوي الإنسان من ينابيع الهناء حين لا يُعَلِّق سعادته بحال، أو مكان، أو زمان، أو أشخاص، حين يعتني بدواخله جيّدًا، ويُخفّفها على الدوام مما يُثقِلها، حين يوطِّن نفسه على تقبُّل الأيام كيفما جاءت، ويُعلِّمها معنى الإيمان، والرِضا، والمُضِيّ قُدمًا رغم كل شيء.
إنّ كُنت ولا بُدّ خاسِرا فإيّاك أن تخسر إنسانًا طيبًا ذو مَعدنٍ نفيس إنسانًا تُدرِك بأنه كريم ونبيل، فإنّ أمثاله نادِرون، وإن خسارته لا تعوض بثمن.. ستأسف فيما بَعد، أنك لم تقدره حقّ قَدره، ولَم تمنحهُ قيمتهُ التي يَستحقّها، وسيُنهكك البحث عن أشباهِه، ولن تجد ضالتك!
أتذكر- إن لم تخن ذاكرتي- الفنان الجميل شكري سرحان في دور عيسى عبدالغفار في فيلمه الذي أنتج سنة 1980م بعنوان (كم أنت حزين أيها الحب)، حين حول فشله الدائم ومحاولاته، حتى أصبح صاحب مصنع كبير.
أحبُ من الأمثال السائرة مقولة: «الحَيّ يحييك».. وأجدها صادقة إلى حَدّ كبير، هناك من البشر من يبعث الحياة في كل مكانٍ يتواجد فيه، ويُحيِي كل أمرٍ يُوكَل إليه، ويُنجِز على وجه الإتقان، تشعرُ بأنهُ شُعلة من العطاء، كثّر الله من أمثال هؤلاء، فإنهم أساس كل نجاح وإنجاز.