يعتبر برنامج كورت CORT من ضمن أشهر برامج التفكير العالمية، والتى صُممت خصيصاً للطلبة، تمثل CORT الحروف الأولى لـ Cognitive Research Trust ، مؤسسة البحث المعرفى ، الذى أسسه إدوارد دى بونو سنة 1970م ، وهو باحث ومؤلف في التعليم المباشر للتفكير، والتفكير الإبداعي.
التفكير هو مهارة يمكن اكتسابها مثلها مثل أى مهارة، وأن عدم التعامل مع التفكير على أنه مهارة لها قواعد وأساليب يؤدي لمعالجة المشكلات بشكل سطحي بدون تعمق.
يُعرف ديبونو التفكير على أنه المهارة العملية التي يمارس من خلالها الذكاء نشاطه على الخبرة، وبمعنى آخر هو المهارة التي لا تكون خلالها أفكار الطالب متفقة بالضرورة مع مستوى ذكائه، ولقد صممت دروس الكورت لتنشيط هذه المهارة لتعليم الطلبة ذوي القدرات المختلفة لتطبيق ذكائهم بشكل فعال على المواقف الأكاديمية أو الشخصية أو الاجتماعية.
كورت CORT هو برنامج يُعلم التفكير من خلال استراتيجية منظمة لتنمية مهارات التفكير كمادة مستقلة، ويحوى أدوات، ومهارات فى التفكير يُدرب عليها الطالب ليمارسها فى حياته اليومية.
هدف برنامج كورت هو تجهيز الطالب للحياة بطريقة مميزة، تدريسه يتضمن جوانب التفكير التي تهم كل شخص في حياته اليومية، أسلوبه بعيد عن قدرة الطالب في التحصيل العلمي فيكون من الممكن تعليمه لأي طفل، اختبارات برنامج كورت تختلف عن الاختبارات التقليدية، فيركز البرنامج على التعلم من أجل التطبيق والاستفادة وليس الدرجات النهائية بالاختبار.
الهدف العام من برنامج الكورت:
تنمية وتطوير قدرات الطلاب على التفكير، باستخدام المهارات والأدوات التي تساعدهم على ذلك . يتألف الكورت من ستين أداة تفكير موزعة على ست وحدات تضم كل منها 10 أدوات ويمكن تطبيقه على طريقتين :
الأولى : هي التطبيق بصورة مستقلة عن محتوى المادة الدراسية.
الثانية : هي تدريسه من خلال دمجه مع المقرر عن طريق اختيار مواقف ومشكلات دراسية من المحتوى العلمي للمواد الدراسية.
يقوم البرنامج على تقديم التفكير باعتباره مهارة يمكن تعليمها بشكل مباشر ويتخذ برنامج “كورت Cort” طريقة الأداء Method tool منهجاً فى تعليم التفكير، حيث يتم تقديم مهارات التفكير من خلال مجموعة من الأدوات العلمية بتدريب المتعلمين على استخدمها فى مواقف مختلفة، مع الاهتمام بتوفير فرص تدريبية متنوعة يطبق المتعلمون خلالها الأدوات المعدة لتنمية مهارات التفكير لديهم، بحيث تظل أدوات التفكير ثابتة بينما تتغير المواقف، سواء أكان ذلك فى المنهاج الدراسى أو فى الحياة العامة.
وبذلك تأتى دروس برنامج ” كورت Cort” على شكل إطار هيكلى، يتم من خلاله تقسيم عملية التفكير إلى مراحل محددة، ويتم معالجة كل مرحلة (مهارة) منها على حدة، بما يببسط عملية التفكير، كما صُممت دروس الكورت لتنشيط مهارات التفكير، وتعليم المتعلمين ذوى القدرات المختلفة لتطبيق ذكائهم بشكل فعال على المواقف الأكاديمية أو الشخصية أو الاجتماعية.
يتميز برنامج كورت بأنه برنامج بسيط ويتسم بالعملية، وموضوعاته ذات ملامح محددة ، وتتسم بالمرونة؛ بمعنى أن كل جزء من أجزاء البرنامج يمكن استخدامه والاستفادة منه على حدى بحيث يستطيع المتدرب أن يُتقن مهارة بعينها دون الحاجة لإتقان جميع المهارات.
كما أنه يجعل المتدرب قادراً على أن يصبح مفكر فعال ومتفاعل في نفس الوقت، وينمى لديه المهارات العلمية لحل المشكلات التي يحتاجها الفرد في الحياة الواقعية ، بالإضافة إلى أنه يُمكن مستخدم البرنامج من التطبيق باستخدام مجموعة كبيرة من الأساليب.
من المستفيد من برنامج الكورت ؟
يبين ديبونو أنه يمكن استخدام أدوات الكورت للطلبة في جميع الأعمار( من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة) ، والعمر المثالي لدخول برنامج الكورت في حياة الطالب هو سن التاسعة أو العاشرة، ومع ذلك يمكن أن تتكيف دروس الكورت لاستخدامها مع طلبة أقل سنّا، وكذلك ما بعد الجامعة، ذلك أن هذه المهارة تحرص على قيادة التفكير نحو مستويات مختلفة، بدلاً من النمط التقليدي الثابت الذي أصبح نمطًا متوارثًا إن جاز التعبير.
يتكون من ستة أجزاء، وكل جزء يحوي (10) مهارات، فيكون بذلك مجموع المهارات (60) مهارة، وهم:
1. توسيع مجال الإدراك: الهدف الأساسى من تدريس هذا الجزء هو توسيع أبعاد الفهم، والأدراك عند المتدربين، وعلى الرغم من مرونة أجزاء برنامج الكورت إلا أن هذا الجزء يعتبر أساسي.
ويجب دراسته قبل أى جزء من أجزاء البرنامج، ويتكون من الأدوات العشر التالية: (معالجة الأفكار – اعتبار جميع العوامل- القوانين – النتائج المنطقية وما يتبعها- الأهداف – التخطيط – الأولويات المهمة الأولى- البدائل والاحتمالات والخيارات – القرارات- وجهات نظر الآخرين).
2. التنظيم: الهدف من كورت التنظيم هو المساعدة على تنظيم الأفكار، فالخمس مهارات الأولى تهدف إلى مساعدة المتعلم على زيادة قدرته في تحديد معالم المشكلة وأبعادها، والخمس مهارات الأخيرة تهدف إلى تعليم المتدرب الكيفية التي يقوم بها لتطوير أساليب وضع الحلول الممكنة، ويتكون من العشر مهارات التالية: مهارة (تحديد المشكلة- التحليل – المقارنة- الاختيار- إيجاد طرق أخرى- البداية- التنظيم – التركيز- الدمج- أتخاذ القرار).
3. التفاعل: يهدف هذا إلى تطوير المتدرب من حيث قدرته في التفاعل الصحيح في أثناء عملية المناقشة والتفاوض، ويتكون من عشر مهارات: (التحقق – البرهان – تقيم البرهان- بنية البرهان- الاتفاق- الاختلاف – انعدام العلاقة- الصواب مقابل الخطأ- المحصلة النهائية).
4. الإبداع: يتعامل كورت مع الإبداع كجزء من عملية التفكير يمكن تعلمه وتطويره لدى كل الطلاب والقيام بتدريبهم عليه ويعد الهدف الرئيسي من كورت الإبداع هو تطوير قدرة الطلبة على توليد الأفكار غير المألوفة، ومراجعتها، والقدرة على تقييمها، ونقدها.
ويتكون هذا الجزء من العشر مهارات التالية: (نعم، لا إبداعي- الحجر المتدحرج- المدخلات العشوائية- تحدي المفهوم- تعريف المشكلة – إبراز الأخطاء- الفكرة السائدة- الربط- المتطلبات- التقييم).
5. المعلومات والعواطف: يعتبر من الأجزاء المهمة من موضوعات كورت، فهو يساعد الطالب على تعلم الكيفية الصحيحة لجمع المعلومات بطريقة فاعلة، فهدفه هو التركيز على العوامل الانفعالية التي تؤثر في عملية التفكير،
ويتكون من العشر مهارات التالية: (المعلومات الموجودة والمعلومات الناقصة- الأسئلة- مفاتيح الحل: المفاتيح المنفصلة والمفاتيح المجمعة- إيجاد التناقضات- التوقع والاعتقاد- الآراء- البدائل الجاهزة- العواطف- القيم- التبسيط والتوضيح).
6. الفعل: يهدف هذا الجزء من الكورت إلى التركيز على عملية التفكير في مجملها من حيث تعلم البدء باختيار الهدف من التفكير ووصولاً إلى تشكيل الخطة لتقوم بتنفيذ الحل.