ملفات
المصالحة الاجتماعية مع الطفل العربي (علي الحاروني- مصر)
إن للمساندة والمصالحة الاجتماعية والنفسية والعلاقات الأسرية والاجتماعية دوراً أساسياً في حياة الفرد فهي تساعده على مواجهة الضغوط والأزمات وتجعله أكثر قدرة علي تحملها ومواجهتها بصورة سليمة وتعزز لدية الثقة بالنفس وتدعم التماسك الاجتماعي.
فما هو مفهوم المساندة الاجتماعية للأطفال ؟ وما هي أنماطها المتعارف عليها ووظائفها ؟ وكيف يمكن دعم المصالحة والمساندة الاجتماعية للطفل مع بيان دور المجتمع والأسرة والأصدقاء وغيرهم في ذلك ؟! .
هذا ما سنحاول التعرف عليه عبر ثلاثة مباحث رئيسة.
أولاً- ماهية المصالحة الاجتماعية وأنماطها:
يقصد بالمصالحة الاجتماعية أو المساندة الاجتماعية الدعم بشتي صوره الذي يتلقاه الطفل من قبل المحيطين به ، الأسرة والأصدقاء والجيران ومدي قدرة الفرد علي تقبل وإدراك هذا الدعم ، والتي يكون لها آثارها في تخفيف الآثار النفسية والاجتماعية والصحية من الضغوط والأزمات التي يتعرض لها الطفل وتسهم في الحياة الأسرية والمدرسية من أجل التكيف وزيادة الحافز علي الإنجاز الأكاديمي والوصول إلي الأهداف المرجوة.
وتؤكد الدراسات أن المساندة المقدمة عن طريق العلاقات الاجتماعية وتعلم المهارات الاجتماعية من العوامل المهمة التي تقي الطفل من العديد من الاضطربات النفسية ومن أهمها القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة والعزلة، كما أنها تقوي لدي الطفل الانتماء والحس الوطني.
ومن أهم أنماط وصور المساعدة الاجتماعية الرعاية والثقة والقبول وإعطاء المعلومات أو تعليم المهارات التي تؤدي إلي حل مشكلة ما أو ظروف ضاغطة، والمساعدة أيضا بالمال والعمل وإظهار التقدير للطفل نتيجة عمل ما.
ثانياً- وظائف المصالحة أو المساعدة الإجتماعية ودور المجتمع والأسرة وغيرها:
إن للمصالحة أو المساندة الاجتماعية للطفل وظائف متعددة فهي تسهم في توفير الراحة النفسية وتخفيف المعاناة من بعض الاضطرابات النفسية كالقلق والإكتئاب والوحدة النفسية ، كما أن المصالحة لها وظيفة تفاعلية عندما يكون لدي الفرد شبكة من العلاقات الاجتماعية التي تساعده علي تحقيق التوافق الإيجابي كما أنها تساعد الفرد علي مواجهة الأحداث الخارجية التي يدركها علي أنها شاقة وتمثل ضغوط عليه.
وللمساندة الإجتماعية أهميتها فى الحياة المدرسية من أجل التكيف مع البيئة المدرسية وزيادة القدرة على التحصيل والوصول إلى النبوغ والتفوق.
وفى هذا السياق تجدر الإشارة إلى دور المجتمع فى تقديم المساندة الاجتماعية بأنواعها المادية والمعنوية نظراً للقوى الاجتماعية والاقتصادية التى يتمتع بها كما أنها تساعده على أن يكون شخصاً فاعلاً فى المجتمع.
وللأسرة دور مهم فى دعم أبنائها منذ مراحل الطفولة المبكرة إذ تمثل شبكة من العلاقات الإنسانية والاجتماعية وينشأ الطفل فى هذه المنظومة معتمداً عليها فى سنوات حياته الأولى وهى السنوات التى لها أهمية فى صقل شخصيته وتنمية قدراته. ومصادر المساندة الاجتماعية تمنحها الأسرة سواء أكانت مادية أم معنوية أم تربوية تتوقف على ثقافة الوالدين وثقافة البيئة المحيطة والضغوط التى تواجهها الأسرة وطبيعة المناخ الأسرى.
كما أن للأصدقاء دورًا مهمًا في مواجهة الظروف والتحديات والتي تؤدى إلى زيادة الثقة بالنفس والثقة بالآخرين وتحافظ على مقومات الصداقة والمودة وتنمى مشاعر المشاركة مع الآخرين.
وبالتالي إشباع حاجات انتمائه مع البيئة المحيطة وتخفف من الآثار النفسية السلبية .
ثالثاً- سبل وآليات المصالحة والدعم الاجتماعي للطفل:
هناك عديد من برامج العمل وآليات لدعم المسانده الاجتماعية للطفل ومن أهمها اهتمام الآباء والأمهات فيس توجيه الإهتمام بتقوية شبكة العلاقات الاجتماعية الفعالة للطفل والتوازن في تقديم كافة أشكال الدعم الأسري بصوره المختلفة للطفل، وعدم التركيز علي الدعم المادي فقط، بل لا بد من التوازن بين الإثنين والعمل علي بث برامج إعلامية إرشادية موجهة للآباء بغرض التأكيد علي الدور الإيجابي لمساندة الآباء للأبناء، هذا مع التخطيط لبرامج إرشادية من قبل التربويين والنفسيين بهدف تقديم العون للأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية لفقدانهم المساندة سواء الأسرية أو غيرها.