قاعدة مع شوية أصحاب بس أنا مش صحبتهم، وواحده قالت: اسكتوا؛ مش الحرب العالمية الثالثة هتقوم؛ قامت ردت عليها زينب وقالت: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين
قولتلها: هما مين دول يا زينب؟
قالت: بتوع الحرب العالمية الثالثة؛ قولتلها آه اللي مين هما يعني؟
ردت علي بحماس: العالم الكفرة اللي ميعرفوش ربنا
وهكذا تملصت زينب من ذكر أصحاب الحرب العالمية بعد محاولات إني أخليها تقول الحرب بين مين ومين؟
وده لأنها متعرفش بس مقدرتش تقول معرفش؛ فسابت الفكرة عايمة في بلاد الكُفر.
يكفيك شر اللي بيعمل نفسه عارف وفاهم كل حاجة
أهو ده يوديك في داهية وش.
المصري تسأله سؤال لا يمكن يقولك معرفش؛ أو معنديش فكرة أو مش متأكد من المعلومة اللي عندي؛ أو يقولك إيه ده؟ أنا أول مرة اسمع الكلام ده، ولا مثلا يتجنن في عقله ويقولك: معلش أنا مش بفهم في المجال ده، واحدة واحدة كده وفهمني
المرة الوحيدة اللي يقولك معلش ياجماعة ثانية واحدة علشان نفهم؛ تعرف أنه بيتريق عليك.
تسأل المواطن من دول تقوله: هو الماتش خلص كام كام؟
يرد عليك بنقد تفصيلي لخطط إتحاد الكورة في إسقاط نادي الزمالك عمدًا، وإزاي المدرب حمار ومش عارف يعمل خطة، وانه كان لازم تكون الخطة الصح كذا وكذا؛ اللي هو حاجة عكس المنطق أصلا، ويفضل يهري في الكورة لغاية ما يدخل على سياسة الفيفا وانهم حاطين الزمالك في دماغهم.
ولما تيجي مثلا تسأله في الإقتصاد، وليه أصلا تسأله؟ من غير سؤال هو هتلاقيه بيدلو بدلوه لوحده متبرع بكم معلومات لا حصر لها وحقائق يُجزِم أنها مؤكدة بسقوط البورصة وأسعار النفط والذهب والبلح الآمهات المخلي من البذر.
إديله بقى فرصه يتكلم في السياسة؛ هيذهلك، والمصحف هيذهل العالم أجمع، ويعملك خالطة غريبة كده من الأخبار والتحليل السياسي بكام لفظ مجعلصين زي مثلا يقولك: عرفت من مصدر رفيع المستوى؛ أو مصادر مؤكدة أنه عندما تتحكم الأوتوقراطية والتي يرأسها فرد أو حزب لا يتقيد بدستور أو قانون تتحكم فيها ايديولوجيا في تكوين نسق فكري عام يفسر طبيعة الفرد والمجتمع،،
ويمشي يقول نفس البوقين دول اللي مش حافظ غيرهم ومش فاهم معناهم لكل البشر حتى بتاع الجرجير.
إمشي في الطريق واسأل على عنوان معين؛ تلاقي نفس المواطن بيرد عليك بسؤال: هو مقلكش فين؟ اللي هو متعرفش هو مين اللي قالي؟
يعم هو لو قالي أنا هسألك ليه؟ ويحط إيده في جيب والأيد الثانية يلعب في دقنه ويحط صوباعه في مناخيرة ويضيق عينه، ويظل يفكر ويفكر، وأول مايقولك شوف يا سيدي صلي ع النبي؛ تعرف على طول إنك رايح في داهية، وهتضطر تلجأ لل GPS اللي اصلا تحس انه هيقولك: هو مقالكش فين؟
وفي الآخر يتوهك.
أدخل بقى كده في أي مكتب حكومي فيه شوية موظفات من اللي بيقولوا عليهم مدام سامية ونادية ونرجس وسعاد
اللي هما مكتبهم في الدور الرابع دول، وأقف اتصنت عليهم وهما بيوصفوا لبعض فن طبخ البسلة بالجزر؛ هتسمع العجب فشر الشيف الشربيني بتكاته وحركاته، ويدخلوا في سباق مين بتعرف تعمل أكل احسن من التانية
أو لما يتكلموا عن علم النفس وطرق تربية الطفل وإزاي تقفشي جوزك وهو بيخونك؛ أعرف اليوم ده أن مدام سامية هتطلق بسبب نصيحة سعاد ونادية.
حد عنده فكرة ليه المواطن المصري مستحيل يقول معرفش أو مقدرش؟
أنا شخصيًا معرفش هو ليه ميقدرش يقول معرفش؛ لكن حاولت أجتهد او أخمن وأشوف الجينات دي تركيبتها ومكونتها ومقاديرها إيه؟، وقد أخطأ او أُصيب.
القدماء المصريين كانوا بيمتازوا بعلم أذهل العالم؛
علم كله أسرار وخبايا خلوا العالم لغاية النهاردة محتار،
كل يوم بيكتشفوا إعجازات مالهاش تفسير، وإزاي عملوها بالشكل الدقيق ده؟، وإيه العلم اللي وصَّلهم للحضارة دي؟
وأصبح المصري القديم بالنسبة للعالم؛ عارف كل حاجة ومُلم بكل بواطن وخبايا الأمور؛ عارف الطب والهندسة والفن والنحت وحساب المثلثات وعلم التحنيط، وغيره وغيره من العلم…
هو غالبًا والله اعلم إحنا كمصريين ورثنا من أجدادنا أننا لازم نكون عارفين كل حاجة في كل المجالات؛ بس هما كانوا بيبقوا عارفين بجد؛ لكن إحنا بنقول عارفين علشان مينفعش المصري يقول معرفش زي أجدادنا، وإحنا مش عارفين اي حاجة ولا بنجتهد في أي حاجة.
كتير بسأل نفسي: ازاي دول أحفاد دول؟
ولغاية أمتي هنفضل قرع نتباهى بشعر أجدادنا؟
قالك القرعة تتباهى بشعر بنت أختها
المواطن مصري سوف يظل يُبهر العالم
بقلم/ منى فؤاد