ملفات

رسالة دكتوراه تناقش الأحكام الفقهية لأصحاب القدرات والإعاقات الخاصة والحالات النادرة

دراسة بقلم: د. حسام محمد علي الشتيحي

 

نوقش مؤخرا في كلية الحقوق بجامعة المنوفية قسم الشريعة الإسلامية رسالة الدكتوراة المقدمة من الباحث حسام محمد على الشتيحي، مدير إدارة بالأوقاف المصرية بعنوان (الأحكام الفقهية لأصحاب القدرات والإعاقات الخاصة والحالات النادرة.. دراسة فقهية مقارنة حديثة).

 وضمَّت لجنة الحكم والمناقشة كلًا من:ـ

الأستاذ الدكتور/ محمود عوض سلامة أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة بنى سويف رئيسا ومناقشا، والأستاذ الدكتور/عبد المنعم أحمد سلطان عيد، أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية ووكيل كلية الحقوق سابقا جامعة المنوفية عضوا ومشرفا، والأستاذ الدكتور/محمد كمال مبروك أستاذ الشريعة الإسلامية المساعد بكلية الحقوق جامعة المنوفية مناقشا.. وقد منحت الباحث درجة الدكتوراة بتقدير ممتاز (أ).

أهمية الموضوع:

الفرد المعاق هو جزء من نسيج هذا المجتمع، وإن النظرة إليه على هذا الأساس سوف يؤدي إلى إدماجه وتمتعه بالصحة النفسية، أما النظر إليه سلباً بعدم تقبله فسوف ينعكس سلباً على تكيفه مع ذاته ومع المجتمع المحيط به، إن الشخص المعاق هو إنسان سوي عاطفيا ووجدانيا حاله حال الأسوياء الآخرين ما لم تكن إعاقته شديدة جداً، ولهذا فهو يحتاج فقط اعترافاً ورعاية معقولة من ذويه ومجتمعه وإلى إتاحة فرصة بسيطة لإثبات وجوده وأفضل الفرص التي تتاح للمعاق هي إتاحة الفرصة للتعليم، فبالتعليم يستطيع المعاق إثبات قدراته وقابليته العقلية والإدراكية الكاملة التي يمتلكها والتي يمكن أن يتفوق فيها في كثير من الأحيان على أقرانه الأسوياء.

المشكلة التي يعالجها البحث:

* التقليل من الشعور بمركب النقص الذي يعانيه أصحاب الإعاقات الخاصة والحالات النادرة وإتاحة الفرصة للحياة الكريمة .

* حاجة ذوى القدرات الخاصة إلى أحكام فقهية خاصة بهم للاستفادة من هذه القدرات التي أودعها الله فيهم وحماية المجتمع من سوء استغلال هذه القدرات.

 

* وقوع أصحاب الإعاقات الخاصة في الغبن الفاحش في المعاملات واستغلالهم بسبب إعاقتهم فكان لابد من البحث عن الأحكام الفقهية الخاصة بهم.

* زيادة عدد التوائم السيامية على مستوى العالم في الآونة الأخيرة بشكل مثير للاهتمام مما جعلنى أقوم بالبحث في الأحكام الفقهية الخاصة بهم قبل الانفصال وبعده.

* في حالة اختيار ولى أمر التوأم الملتصق الإبقاء على الالتصاق أو استحالة الانفصال لأسباب  طبية وجب إيضاح الحكم الشرعى للتوأم الملتصق منذ الطفولة وحتى البلوغ.

* تفضيل بعض التوائم السيامية البقاء مع أخيه ملتصقا واختيار الموت على الحياة بدونه فأردت  بهذا البحث كشف اللثام عن الأحكام المتعلقة بهذا الموضوع تخفيفا من وطئة هذا الالتصاق على هذه التوائم .

* فائدة عامة تتعلق بتغير وجهة نظر المجتمع تجاه المعاق على أنه إنسان عاجز من جهة وكذلك تقليل فرص الانحراف لدى المعاقين نتيجة لما يعانوه من أزمات نفسية وعزلة اجتماعية في  كثير من الأحيان، نتيجة لسوء تقدير معظم قطاعات المجتمع.

أسباب اختيار الموضوع:

كان الباعث على اختيار الموضوع عدة أمور من أهمها:

  1. حاجة المجتمع إلى مثل هذه الدراسة التي تعنى بفئة مهمة وخطيرة من أبناء المجتمع.

  2. كثرة الفروع الفقهية المختلف فيها ودراستها وتحليلها.

  3. حاجة ذوي القدرات الخاصة إلى المسائل الفقهية التي تصلح لهم دنياهم وأخراهم.

  4. حاجة التوأم الملتصق إلى معرفة الأحكام الفقهية الخاصة به وخاصة أنه من الحالات النادرة التي تبين قدرة الله في خلقه.

  5. وقوع كثير من أصحاب القدرات الخاصة تحت ضغط نفسي وعصبي فكان من الواجب إيضاح أمر الشارع الحكيم في أحكامهم المتعلقة بهم.

  6. بيان أحكام ذوي القدرات الخاصة وكيفية الاستفادة من القدرة التي أودعها الله عز وجل فيهم وبيان الأحكام الفقهية المتعلقة بهم وأسرهم.

  7. العمل على تيسير وجمع المسائل الفقهية المتعلقة بذوي القدرات الخاصة والحالات النادرة لتمكن القارئ والدارس من معرفة الأحكام الفقهية الخاصة بهم في العبادات والمعاملات.

  8. تنمية الملكة الفقهية من خلال طرح مسائل حديثة لم تكن في كتب الفقه السابقة.

الإشارة إلى مدى تعظيم الشريعة الإسلامية لحقوق الإنسان وعلى رأسها حقه في الحياة وحقه في الخصوصية والاستقلالية حتى في أكثر الأحوال تعقيدا.

توطئة للأحكام الفقهية لذوي القدرات الخاصة:

  إن العلم مهما وصل إلى مراحل متقدمة فهي تعتبر مراحل أولية أمام طاقات الإنسان، هذا المخلوق البشرى الذى حير العلم والعلماء، وقد استطاع العلماء من خلال بعض الأبحاث العلمية إثبات وجود هالة نورانية تحيط بالكائنات الحية وخاصة جسم الإنسان، وأن هذه الهالة لا تختفي إلا عند وفاته.

   ومن الغريب أن هذه الهالة كان منبعها في الحيوانات حرارة أجسامهم، أما في الإنسان فقد اختلف الأمر، ولم يتوصل العلماء إلى سبب معين لوجود هذه الهالة، ولقد اهتم علماء النفس بقدرات الإنسان سواء كانت طبيعية أو خاصة وكذلك سلوكياته بشتى أنواعها، ولم يعد علماء النفس يرون أن اختبارات الذكاء تقيس قدرة فطرية نقية، ولكنهم يَرَون أنهم يقيسون مزيجا يمكن تحليله من الإمكانية الفطرية والخبرة التربوية.

  ثم جاء هذا العلم الرائع، علم (الباراسيكولوجي) وهـو فـرع من فروع مجموعة علوم تسمى (البارانورمال) أي الظــواهر الخارقة للطبيعة (بارا تعني ما وراء) و(سيكولوجي تعني النفس)، تبين إن ما يسمونه بالحاسة السادسة لم تقتصر على أفراد بعينهم ، ولكنها موجودة داخل كل البشر، ولكن بنسب مختلفة حسب الخبرات وطريقة التفـكير، والبيئة المـحيطة، وشخصية الإنسان بذاتها، وهـي لا ترتبط بالذكاء الفطري ارتباطًا وثيقًا؛ لأن الذكاء في حد ذاته يدخل فيه كثير من التفكير والتحليل المنطقي وكتعريف مبسط له: هو عوامل ناتجة عن التفاعل الاجتماعي، وهو قدرة عضوية لها أساس في التكوين الجسماني، أو هو القدرة على التفكير المجرد.

   إن التخاطر أو ما نسميه الشعور عن بعد: هو انتقال أفكار وصور معينة بين الكائنات الحية عن طريق العقل فقط، ودون الاستعانة بالحواس الخمسة، ونقل الأفكار من عقل إلى عقل آخر بدون وسيط مادي، فهو إدراك لأفكار الآخرين ومعرفة ما يدور في عقولهم، وبالتالي أيضًا إرسال خواطر وإدخالها أو دسها في عقولهم.

 وبالنسبة للجلاء أو الاستجلاء البصرى: فقد اشتهرت زرقاء اليمامة، في الجاهلية بحدة البصر، وكانت ترى على بعد مسيرة ثـلاثة أيـام وقيل إنها رأت أعـلام قبيلـة ستغزو قبيلتهـا.. وعندما أبلغتهم سخروا منها ثم وقع الغزو فعلًا فضرب بها المثل في حدة البصر.

وبالنسبة لما يسمى بالاستجلاء السمعي وهذا ما حدث مع سارية، والفاروق عمر  ـ فعَنْ ابْنِ عُمَرَ  ـ رضي الله عنهما  ـ قَالَ: وَجَّهَ عُمَرُ ـ جَيْشًا وَرَأَّسَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً يُدْعَى سَارِيَةَ، قَال: فَبَيْنَمَا عُمَرُ يَخْطُبُ، جَعَل يُنَادِي: يَا سَارِيَةُ الْجَبَل، يَا سَارِيَةُ الْجَبَل، يَا سَارِيَةُ الْجَبَل، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ الْجَيْشِ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ، فَقَال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هزِمْنَا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتًا يُنَادِي: يَا سَارِيَةُ إِلَى الْجَبَل – ثَلاَثَ مَرَّاتٍ – فَأَسْنَدْنَا ظُهُورَنَا إِلَى الْجَبَل، فَهَزَمَهُمُ اللهُ تَعَالَى، وَكَانَتِ الْمَسَافَةُ بَيْنَ الْمَدِينَةِ حَيْثُ كَانَ يَخْطُبُ عُمَرُ، وَبَيْنَ مَكَانِ الْجَيْشِ، مَسِيرَةَ شَهْرٍ.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى