على أرصفة الغياب، أخوض معاركي وحدي، وأدخل ساحة الحزن وحدي، وأبقى فيها وحدي، وأتلو أوجاعي وأحزاني لنفسى، وأخرج بقمة قوتي وازدهاري.
على أرصفة الغياب، أخوض معاركي في الحب وحدي، وأخرج منها واقفاً وحدي، وفي عقلي وقلبي كلام يُبكي، يصلح أبياتا للشعر تبكي من يسمعها.
على أرصفة الغياب أخوض معاركي وحدي، أقف أمامها بمفردي، وأحدد فيها من أكون، وماذا أريد، وأتساءل كيف أوجهها وحدي؟ هل أنا من سعى إليها ؟ أم أنها تُفرض علي؟
هل أحد يستطيع أن يُخرجني منها أم علي الاستسلام؟ هل من حقي التراجع؟
ولكن يأتيني الرد سريعاً.. أنا الوحيد من يملك المفتاح، أنا البطل، أنا قائد الحرب وواجب علي أن أقود معاركي وحدي، دون تراجع ولا استسلام، ولا أسمح لها بأن تأسرني وتسجنني في سجن الحزن.. أنا وحدي ولا غيري القادر عليها وعلى احتوائي لنفسي.
قد أتعب وأنكسر وأتألم ، وربما أتعثر وسط الطريق بحكم طبيعة البشر، ولكن سرعان ما أنهض.
هكذا أنا خُلقت قوية بالفطرة، وأقوى بفعل الظروف لا أسقط أبداً.. أمرض ولكن لا أموت أُرمم نفسي بنفسي، وأبني قلاعا حولى تحميني من نفسي ومن هم حولي .. تحميني من أيامي ومن زماني ومن عمري.
هكذا أنا خُلقت أخوض كل معاركي وحدي، أخوضها بصمت دون أن يُدركه أحد. أعيش داخل نفسي بكل مشاعرها وأحاول أن أقاوم كل الأشياء السيئة، حتى أُعيد لنفسي بهجتها.
على أرصفة الغياب، أخوض معاركي وحدي لا عون لي ولا سند غيره هو الذى يجمع شتات أمري، هو الذي يجمع شظاياي المنثورة هو الذي يقوى ظهرى الذى لا ينحنى إلا إليه.
روحي المثقوبة ملكه بين أمر يديه، يُرممها ويُداويها، يُشفيها ولا يُشقيها، ويُطمأنها دوماً برحمته وربوبيته، وأعلم تمام العلم أنه اصطفاني ليُميزني ويُعلمني و أنا لا أحد باقٍ غيره، ولا سند إلا سنده، ولا توكل إلا عليه بيده الأمر كله.