يتقدم الدكتور حاتم الجوهري أستاذ النقد والدراسات الثقافية بالجامعات المصرية، بورقة بحثية بالغة الأهمية، خلال مؤتمر «المشترك الثقافي بين مصر وتونس .. الواقع والآمال»، والتي تبدأ فعالياته، يوم الثلاثاء المقبل.
ويطرح «الجوهري» في ورقته تصورا كاملاً لتأسيس مدرسة علمية جديدة، تحت عنوان: «الدراسات الثقافية العربية المقارنة» يحركها فلسفة «المشترك الثقافي»، بدلا من الدراسات الثقافية العربية ومؤيديها التي وقعت تحت أثر التبعية والتقليد، وقامت بالانتصار للهوامش وتفجير التناقضات العربية المتعايشة أصلا.
ويرى حاتم الجوهري أن مدرسة «الدراسات الثقافية» التي نشأت في بريطانيا مجالا لما بعد الاستعمار (ما بعد الكولونيالية) في أوربا، تنتصر ظاهريا للمهاجرين وكل الهوامش الفرعية، لكنها لم تقترب من المتون والقيم الرئيسة للهيمنة الأوربية.
وحسب رؤيته، فإن«الدراسات الثقافية» دراسات استعمارية (كولونيالية) خارج أوربا، حيث أن تطبيقها في الدول العربية مثلا جاء في إطار التبعية للغرب، وقامت على تفجير التناقضات اللغوية والعرقية والاجتماعية، والعائلية أو الجنسية/ الجندرية/ النسوية، مرددة رطانات علمية لم تقف كثيرا على أسسها الفلسفية.
وعلى هذا الأساس، يقدم «الجوهري» دراسة نظرية تفتتح الأوراق البحثية للمؤتمر بعنوان: «فلسفة المشترك الثقافي.. نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة»، وهي الورقة التي وضع فيها الإطار العلمي والفلسفي لفكرة المؤتمر، الذي يقوم على تأسيس مجال بحثي وعلمي جديد هو «الدراسات العربية الثقافية المقارنة»،
وفي هذا الصدد، ينقد «الجوهري» مسار «الدراسات الثقافية» العربية التي اتبعت أثر مدرسة الدراسات الثقافية الغربية، وقامت على تفجير التناقضات والانتصار للهوامش، خلافا لفلسفة «المشترك الثقافي» التي يطرحها في دراسته إطارا عاما لمشروع «الدراسات الثقافية العربية المقارنة».
ويأتي انعقاد المؤتمرذلك في سياق العام الثقافي المصري التونسي 2021/ 2022م الذي أقره الرئيسان المصري/ عبد الفتاح السيسي والتونسي/ قيس سعيد، وفي يوم 22 مارس بالتواكب مع الذكرى الـ 77 لانطلاق جامعة الدول العربية في عام 1945م.
ومن المقرر أن تستضيف المؤتمر وفعالياته مجلة “أدب ونقد” المصرية العريقة، برئاسة تحرير الشاعر والكاتب/ عيد عبد الحليم، ويأتي المؤتمر وفكرته تحت رئاسة الدكتور/ حاتم الجوهري أستاذ النقد والدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية، والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، وبالتعاون العلمي مع المعهد الوطني للتراث بتونس.
ويحظى المؤتمر بمشاركة تونسية واسعة تمثلت في خمسة أبحاث سيقام لها جلسة افتراضية بالتوازي مع المؤتمر، وكذلك مشاركة عربية بأسماء من العراق واليمن وفلسطين بعضها مقيم في مصر ويشارك فعليا في جلسات المؤتمر، بالإضافة إلى الباحثين المصريين.
والجدير بالذكر أنه سيصدر كتاب المؤتمر حاملا أبحاثه الـ 21 بعنوان: “فلسفة المشترك الثقافي.. نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة”، وتأتي أول أوراق المؤتمر البحثية وفي محوره الأول تحمل توقيع حاتم الجوهري وهي الورقة التي وضع فيها الإطار العلمي والفلسفي لفكرة المؤتمر، الذي يقوم على تأسيس مجال بحثي وعلمي جديد هو “الدراسات العربية الثقافية المقارنة”، ناقدا مسار “الدرسات الثقافية” العربية التي اتبعت أثر مدرسة الدراسات الثقافية الغربية، وقامت على تفجير التناقضات والانتصار للهوامش، خلافا لفلسفة “المشترك الثقافي” التي يطرحها الجوهري في دراسته إطارا عاما لمشروع “الدراسات الثقافية العربية المقارنة.
وتوزعت أبحاث المؤتمر على سبعة محاور هي: المحور الأول: المشترك الثقافي العربي وتدافعاته النظرية- المحور الثاني: المسارات التطبيقية للمشترك الثقافي العربي- المحور الثالث: المشترك الثقافي بين التراث والمفاهيم الجديدة- المحور الرابع: حضور المشترك الثقافي في الأمثال الشعبية- المحور الخامس: أنماط المشترك الثقافي في القصص والسير الشعبية- المحور السادس: تمثل المشترك الثقافي في الشعر الشعبي وألعاب الأطفال- المحور السابع: متغيرات المشترك الثقافي في الأزياء والممارسات العلاجية.
ومن المقرر أن تكون أعمال المؤتمر في ستة جلسات بحثية إحداها افتراضية بالشكل التالي:
الافتتاح والجلسة الأولى من الساعة ( 11: 12.30)، وتضم الجلسة البحثية الأولى: الدراسات الثقافية العربية المقارنة.. فلسفة المشترك الثقافي وتحدياتها. د. حاتم الجوهري، السياسات الثقافية المقترحة لتعزيز المشترك الثقافي العربي. د.عمر كامل حسن، المشترك الثقافي العربي والنخب الثقافية في عالم متعدد الثقافات. د. قاسم المحبشي.
الجلسة الثانية بالتوازي (افتراضية للمشاركين من تونس) (1: 2.30)، ويرأسها د. محمد عرفات حجازي وتضم الأواق البحثية: نماذج مقترحة لتنمية ثقافية مشتركة بين مصر وتونس… د.فالحي صالح، الذاكرة الجمعيّة بين الثبات والتغيّر.. التقويم الفلاحي وتمثلاته بين تونس ومصر نموذجا. د.نعيمة بن عثمان، صورة الجازية الهلاليَّة بين الروايتين المصريَّة والتونسيَّة للسيرة الهلاليَّة. بلقاسم بن جابر، التّمثّلات الاجتماعيّة للحِرف اليدويّة في الأمثال الشّعبيّة التّونسيّة والمصريّة. د.عبد الكريم براهمي، قاطع الذاكرة الموسيقية بين تونس ومصر من خلال الأمثال الشعبية. د.فراس الطرابلسي .
ثم الجلسة الثالثة والرابعة بالتوازي (1: 2) وتضم الجلسة الثالثة: الهم الفكري المشترك بين مصر وتونس من خلال فلسفة التنوع لدى فتحي التريكي .. د بهاء درويش، تكامل الاتفاقيات الدولية ودورها في الحفاظ على التراث الثقافي .. د.منار عبدالرازق محمد ، تدافع القيم في المثل الشعبي بين مصر وتونس. د.السيد نجم.
وتضم الجلسة الرابعة: التداخل الثقافي بين مصر وتونس.. الأزياء نموذجًا للتراث الثقافي غير المادي. د.أريج البدراوي زهران، الأزْيًاء النِّسائَية التقليدية في وَاحَة سيوه والجنوب التونسي .. دراسةٌ فنية مقارنة.. د.ميُّ السيِّد محمَّد، المؤثرات الثقافية في الطب الشعبي بين مصر وتونس.. د.سامح شوقي.
الجلسة الخامسة والسادسة بالتوازي (2.30: 3.30) وتضم الجلسة الخامسة: التراث الثقافي بين مصر وليبيا وتونس.. دراسة في الموروث الثقافي والاجتماعي.. د.زينب ناجي المنسي، تنوع الأداء الحِكائي في السيرة الهلالية بين مصر وتونس.. د. أحمد سعد إبراهيم، الحضور الدرامي والفني للسيرة الهلالية بين مصر وتونس.. د. إيهاب صبري إسكندر.
وتضم الجلسة السادسة: المشترك الثقافي في الشعر الشعبي بين غرب مصر وتونس . قدورة العجني، المشترك في الشعر الشعبي بين جنوب مصر وتونس. فيصل الموصلي ، المشترك الثقافي في الألعاب الشعبية بين مصر وتونس.. د. ماجدة سيد متولي.
وأخيرا الجلسة الختامية وتوزيع الشهادات على المشاركين في الرابعة عصر.صرح الدكتور حاتم الجوهري بأنه يسعى لتأسيس مدرسة علمية جديدة تحت عنوان: «الدراسات الثقافية العربية المقارنة» يحركها فلسفة «المشترك الثقافي»، بدلا من الدرسات الثقافية العربية ومؤيديها التي وقعت تحت أثر التبعية والتقليد، وقامت بالانتصار للهوامش وتفجير التناقضات العربية المتعايشة أصلا.
زر الذهاب إلى الأعلى