أدب وثقافة

السفير «الهيصمي» يؤكد أهمية القيم الثقافية في توطيد العلاقات اليمنية المصرية

أقيمت يوم الخميس الماضي في ليلة ساهرة ودافئة من ليالي قاهرة المعز وبالقرب من نيل مصر الخالد بإذن الله، احتفالية رائعة بالعلاقات المصرية اليمنية، وفي ذكرى الانتصار العربي المجيد في حرب 6 أكتوبر، حيث شهدت الليلة تدشين مؤتمر (المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العريية)، من خلال (السمينار التعريفي)، بمشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة الذي ضم مداخلتين رئيستين من الدكتور حاتم الجوهري رئيس المؤتمر والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، والدكتور قاسم المحبشي رئيس اللجنة العلمية.

ثم تحولت الاحتفالية إلى مائدة مستديرة للعلاقات المصرية اليمنية استهلتها مداخلة السفير اليمني السابق محمد الهيصمي نيابة عن السفير اليمني الدكتور/ محمد علي مارم.

وأكد الهيصمي وحاتم الجوهري في اللقاء على العلاقات المصرية اليمنية وأهمية الاستثمار في تطويرها، وضرورة استحضار الإرادة الصلبة من أجل ذلك، تحقيقا للمصالح المشتركة للبلدين والأمة العربية في مواجهة تحديات خارجية جمة..

 وهذه نص كلمة السفير الهيصمي مندوب اليمن الدائم في جامعة الدول العربية، والتي جاءت تحت عنوان: “دور القيم الثقافية في توطيد العلاقات اليمنية المصرية”:

“وهدهد في في صفاء الجو راق له

نسيم مصر فوافى قبة الهرم

حضرات الأساتذة والعلماء الأجلاء، الضيوف الأعزاء.. سلام الله عليكم وكل عام عام وأنتم بخير بمناسبة أعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، والانتصار الساحق يوم السادس من أكتوبر عام 1973م.

اسمحوا لي بداية أن أرحب بكم باسمي ونيابة عن سعادة الأخ السفير الدكتور/ محمد علي مارم، سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية الشقيقة عميد السلك الدبلوماسي العربي، وأحييكم بتحية يمنية خالصة من مواطن يمني عربي يعرف جيدا، ويدرك أهمية الدور الأصيل والمحوري الذي قامت وتقوم به الثقافة عبر التاريخ، في دفع العلاقات الثنائية اليمنية المصرية وتعزيزها في شتى المجالات، على أيدى الأدباء والمثقفين اليمنيين والمصريين، الذين هم بمثابة النخب الحية المعنية بإنتاج ونسج خيوط الحرير الذهبية الناعمة وسرعة تحويلها إلى قضبان حديدية لقطار سريع، ينطلق بالعلاقات اليمنية المصرية صوب آفاق وسعة ورحبة.

الأخوة الحضور الكريم؛ لقد كانت مصر العروبة حاضرة وبقوة في كل المحطات الوطنية والمنعطفات المفصلية التي شهدتها اليمن، وفي مقدمة ذلك الدفاع عن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وحماية النظام الجمهوري بالدماء المصرية واليمنية الزكية، التي جعلت من العلاقات اليمنية المصرية علاقات تاريخية ذات خصوصية لا يقاس عليها.

ومن منا ينسى تلك الصيحة المدوية التي أطلقها القائد العربي الخالد جمال عبد الناصر من ميدان الشهداء في مدينة تعز عصامة اليمن الثقافية عندما وقف قائلا: “إن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عاصه على كاهلة ويرحل، وإلا فليدافع عن وجوده”.

ومن ينسى كذلك مواقف مصر المبدئية الثابتة بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي إلى جانب الشرعية الدستورية، بقيادة فخامة الرئيس ممحد رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة اليمني.

وهنا لا تفوتني الإشارة إلى أن سفارة بلادنا في القاهرة تلعب دورا كبيرا ومشكورا في تعزيز العلاقات اليمنية المصرية وتطويرها خاصة في مجال الدبلوماسية الثقافية، وذلك بفعل الجهود المكثفة والنشطة التي يقوم بها الأخ سعادة السفير الدكتور/ محمد علي مارم، الأمر الذي جعل من هذه السفارة دون مبالغة الأكثر نشاطا وفعالية بين سفارات بلادنا في الخارج.

الحضور الكريم، في الختام أود التأكيد مجددا على أنه ما من مخرج أمامنا غير أن نفزع إلى تاريخنا المشترك، وإلى مخزوننا وموارثنا الثقافية المشتركة التي تعتبر خط الدفاع الأول والأخير للأمة قبل الانطلاق صوب المستقبل، خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية والفارقة التي تعيشها منطقتنا العربية المضطربة.

دعونا نقرع كل الأبواب ابتداء من القاسم الثقافي المشترك إلى هندسة المصالح وهندسة الصراعات،  إلى استشعار مسئولية التحديات والمخاطر التي لا ترحم أحدا ما دمنا طرائد أو طرائق قَدَدَا!!

أحييكم وأشكركم على حسن الإصغاء والمتابعة وأتمنى مخلصا لذلك التجمع الرائع كل النجاح والتوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى