نشر الدكتور حاتم الجوهري الشاعر والمثقف المعروف والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية، مساهمة في الحوار الوطني، بعنوان: «رؤية فكرية للحوار الوطني: الفرصة البديلة للتحول الطوعي لدولة ما بعد الاستقلال».
قسم «الجوهري» رؤيته إلى ستة محاور توصف المشكلة الحالية، واللحظة التاريخية شديدة التدافع، بالنسبة لمصر.
الخمسة الأولى شملت: وضع السياسات العامة في مصر بين العالمي والإقليمي والداخلي، نماذج لتأثير السياسات العالمية على الإقليمي والمحلي، رصد السمات العامة للمرحلة السياسية الحالية، حضور الأزمة السياسية في المعارضة يمينا ويسارا، معالم البديل الغائب أمام الجماعة المصرية وإنقاذ اللحظة التاريخية.
وفي نهاية الرؤية؛ طرح «الجوهري» المحور السادس بعنوان: استخلاص المبادئ الأساسية الثمانية للتحول الطوعي؛ ووضع فيه تصوره الفكري للنقاط والمبادئ الأساسية كـ«وثيقة فكرية» للخروج من المأزق التاريخي واللحظة الراهنة.
وهذه المبادئ الثمانية هي:
إرساء مبدأ «التحول الطوعي» لدولة ما بعد الاستقلال تدريجيا وإرساء مبدأ الثورة كلحظة تاريخية عالمية وإضافة للأمن القومي المصري والعربي.
إرساء مبدأ ما بعد المسألة الأوربية في خطاب السياسات الخارجية والدولية، وإرساء مبدأ تجسير المسافة بين الجمهورية الجديدة و«المجتمع الفعال»..
إرساء مبدأ مصر كـ«دولة صاعدة» وقلب لـ«حاضنتها التاريخية» ومستودع هويتها
إرساء مبدأ مركزية المفصلية الثقافية العربية وتجاوز أيديولوجيات الاستقطاب القديم.
إرساء مبدأ تفعيل «الحاضنة الجغرافية» وتجاوز «المدبولية الاقتصادية»،
إرساء مبدأ ضبط «التراتب الجماعي» وأولوية مفاهيم الأمن القومي على مفاهيم الأمن السياسي.
وشملت الرؤية التي طرحها حاتم الحوهري رصده غياب عديد من مصادر القوة الناعمة المصرية المستقلة من الأفراد والمؤسسات، والتي يجب أن تشارك في الحوار والبحث عن سيناريوهات الخروج من المأزق التاريخي الحضاري الحالي للجماعة المصرية داخليا وإقليميا وعالميا، وتحديدا من الأفراد المستقلة والكيانات المؤسسية والأهلية، حن يتساءل: «فلماذا لا تشارك الأكاديمية المصرية والجامعات ومراكزها البحثية بوضع تصورات خاصة بها؟ ولماذا لا تشارك مؤسسات الثقافة المصرية المتعددة في المجلس الأعلى الذي تلك وظيفته، أو نوادي الأدب وقصور الثقافة بقطاعاتها الشعبية، أو اتحاد الكتاب بصفته ذخيرة ثقافية تاريخية؟! ولماذا لا تشارك النقابات ذات الصلة نقابة الصحفيين والمحامين والإعلاميين، وغيرهم!
كما طرح الجوهري فكرة إنشاء «مستودع أفكار» للجماعة المصرية؛ يتم الاحتفاظ فيه وأرشفة كافة التصورات المقدمة بل وعرضها على موقع إلكتروني مفتوح ودائم، يقبل الإضافة باستمرار باسم «مستودع أفكار الجماعة المصرية»، على أن يتحول هذا المستودع إلى مركز بحثي ومظلة فكرية للجماعة المصرية ككل، يكون شغلها الدائم البحث في مجال المستقبليات واستشراف مسارات المستقبل، ورصف طريق الجماعة المصرية والذات العربية إليه، ويمكن أن يلحق هذا المركز بوزارة الثقافة.
وأضاف حاتم الجوهري أنه لا يعتبر الحوار الوطني ظرفا مرحليا بهدف البحث عن توافق سياسي لعبور ضغوط اللحظة التاريخية القاسية داخليا وإقليميا وعالميا.
وطالب بأن يتحول إلى آلية دائمة لوضع السيناريوهات والسيناريوهات البديلة، واختبار تباديل وتوافيق المستقبل واستشراف أفضلها ووضعها أمام صانع القرار وطرحها للجماعة المصرية ككل، في حوار غير تقليدي يتجاوز الاستقطابات الأيديولوجية إرث القرن الماضي، التي أثبتت عجزها تماما عن مواكبة اللحظة الثورية للشعب المصري في 25 يناير 2011م.