غداً سأنسّلُ من جلدِ الزمانِ غدا
وأهجرُ السيرَ والأفلاكَ والصعدا
أفارقُ الضوءَ للا ضوءِ يغمرني
جنحُ الظلامِ بصمتٍ لفَ من رَقَدا
أنأى عن الخلِّ والنجوى ويسلبني
دمعُ الفراقِ كنوزَ الأرضِ والولدا
ويعتريني سكونٌ كنتُ أجهلهُ
حتى تراءى لِظلّي واستوى سَندا
فلا مكانُ سيأوي جِرْمَ أوردتي
سوى خيالِ رمالٍ للعظامِ حَدا
سوى شروقِ سرابٍ ساقَ غربتهُ
فوقَ الضبابِ بِتيهِ يعتريهُ صدى
أنا الممزقُ وجهي كيف اجمعني
وكيف أوهمُ روحاً أن تنالَ مَدَى
وكيفَ أرسمُ بُعداً دونَ زاويةٍ
ولا حدودَ لطيفٍ كي يمدَّ يدا
لا شيءَ يدفيءُ جلدي أو يدثرني
واتقي بردَ ما قد كان متقدا
واعتلي ذكرياتٍ طافَ أصغرها
حولَ الضلوعِ وأسرى وانتهى وبدا
في لمحةٍ أقنعتني أن لي أملاً
بأن أعيدَ خلايا عافت الجسدا
وأن أراودَ نبضاً عن مسيرتهِ
فوقَ الدماءِ وقلباً ظلَّ مُحتشدا
لكنني دونَ حول مزقت رئتي
بيضُ الفراغِ وأضحت رغبتي بددا
وسرتُ للهمِ وحدي والخطى أفلت
ودربُ نجواي وهمُ يحملُ العقدا
غداً ستحيا دمائي عند جلدتِها
تذوبُ بالرملِ عشقاً فالحياة سدى
وأستظلُّ بِظلِّ لا شريكَ لهُ
حتى يُسجلَ لي مثواي مُعتمدا