مقالاتمميز

اليوم العالمي للفتاة.. مناسبة دولية لدعم حقوقها ومنع جميع أشكال التمييز ضدها!!

 شارع الصحافة/ كتب- علي الحاروني:

– اليوم العالمي للفتاة أو الطفلة، هو الاحتفال الدولي الذي أعلنته الأمم المتحدة في اليوم الحادي عشر من شهر أكتوبر من كل عام، لدعم حقوق الفتيات وحمايتها، وبخاصة حقها في التعليم والتغذية والرعاية الصحية والوقوف، بالمرصاد لمحاولات التمييز والعنف ضدها، والقضاء علي زواج الأطفال والزواج المبكر، والدفاع عن حقها في تولي المناصب العامة والوظائف.

– ومن أجل مستقبل أفضل للفتيات لابد من رصد واقعهن الحالي ومعرفة التحديات التي تواجههن خاصة في ظل أزمات تغير المناخ وجائحة كورونا والنزاعات الإنسانية خاصة فيما يتعلق بتعليمهن وسلامتهن الجسدية والعقلية ومحاولة القضاء عليها والاستفادة  من قدراتهن البشرية والتي قوامها 600 مليون فتاه في العالم ليكن أداء للبناء والتنمية الشاملة وتشجيع الفتيات علي تبني مسار مهني في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وذلك كله عبر محورين رئيسين.

أولاً- الفتيات ما بين الواقع والتحديات:

– في محاولة لرصد واقع الفتيات في العالم نجد أن هناك حوالي 101 ملايين فتاة معرضة لمخاطر زواج الأطفال خاصة في ظل جائحة  كورونا والتي تركت آثاراً عميقة علي الفتيات أو تعرضهن لمخاطر الزواج المبكر بسبب الصدمات والهموم الاقتصادية وإغلاق المدارس وانقطاع خدمات الصحة الإنجابية.

 كما أن الفتيات هم ضحايا للاستغلال الجنس (72%) علي حين أن 66% منهن يتعرض للعمل القسرى، علاوة علي أن ربع الفتيات العالم واللواتى تتراوح أعمارهن مابين (15-19) عاما لا يلتحق بالتعليم أو العمل أو التدريب.

– كما أن أحدث التقارير الصادرة عن اليونيسيف لعام 2022م أشارت إلي أن هناك تحديات تواجه الفتيات ومن أهمها مجال العمل الذي بدأ يتحول إلي الابتكار  حيث يحتاج العمل اليوم إلي المهارة والتكنولوجيا  من هنا فلا عجب أن نري 90% من الفتيات ممن يعيشون في البلدان النامية يعملون في وظائف غير رسمية ولا تخضع للحماية أو التنظيم ويعانين من الأجور المتدنية أو انعدام الأجور والإساءة والاستغلال وذلك بسبب عدم تمتع الفتيات بالمهارات التي يحتاجها سوق العمل.

ومن حيث الحماية، لاتزال الفتيات يتعرضن لعده أشكال من العنف حيث تشير إحصائيات اليونيسيف لعام 2022م إلي أن 31.5% من النساء المتزوجات أوالمطلقات أو الأرامل كن ضحايا الزواج المبكر قبل 18 سنه و41% فى المحيط القروى و 26.3% في الحضر، هذا مع وجود 65% من حالات العنف ومبلغ عنها في المحاكم ارتكبت ضد الفتيات، وأن 44.4% منها هي حالات عنف جنسية.

– كما أن الفتيات يعانين من الزواج المبكر حيت يتم تزويج حوالي 33000 فتاة كل يوم في جميع أنحاء العالم، كما انه يتم الاتجار بالفتيات من أجل الاستغلال الجنسي بنسبه 96%، علاوة علي انتشار نقص المناعة البشرية بين الفتيات بنسبة 340000 فتاه وشابه كل عام علي نحو وصل إلي 3 ملايين فتاة علي مستوى العالم يعانين من فيروس نقص المناعة.

هذا مع عمل الفتيات ما بين (5-14)  عاماً أكثر من 28 ساعة فى العمل وهو ضعف الوقت الذي يقضيهم الأولاد، وتعرضهن للتمييز حتى داخل أسرتها ومعاناتها بين مشاكل عائلية واقتصادية واجتماعية شديدة، تجعلهن عرضته للتشرد والتسول والإدمان والاغتصاب والتحرش وزواج القاصرات.

– إن الهموم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية والتى تعاني منها الفتيات متعددة ومتنوعة وتحتاج إلى تكاتف عالمى لمواجهتها خاصة وأنها ذات تراث وإرث تاريخي من الصعب القضاء عليها بين يوم وليلة.

ثانياً- رؤية مستقلية نحو عالم أفضل للفتيات:

– تمثل النساء والفتيات نصف سكان العالم وبالتالى تعد المساواة بين الجنسين إلى جانب كونها حقاً أساسياً من حقوق الإنسان ضرورية لتحقيق مجتمعات فاعلة فى التنمية المستدامة ولتحفيز الإنتاجية والمشاركة المجتمعيه فى النمو الاقتصادي وحل المشكلات المتعلقه بتغير المناخ والنزاعات السياسية والوقاية من الأمراض والاستدامة العالمية.

ويتطلب هذا إشراك واضعي السياسات والحكومات للقيام باستثمارات هادفة لمعالجة غياب المساواة الذي تعاني منه الفتيات، لاسيما مع النزاعات والكوارث الطبيعية، وآثار تغير المناخ وجائحة كورونا، مع إشراك الفتيات في صناعة القرار والسياسات، وتقوية دورهن في تولى المناصب القيادية، وتمكينهن وإنهاء كافة أشكال التمييز ضدهن لتسريع التنمية المستدامة.

– وعلى المجتمع الدولي فى ظل الاحتفال باليوم العالى للفتاة فى 11اكتوبر أن نعمل جنباً إلى جنب مع الفتيات لتوسيع فرص التعلم القائمة على المهارات والتكنولوجيات، وإعادة التفكير فى كيفية إعدادهن للانتقال بنجاح إلى عالم العمل وذلك من خلال توسيع سبل الحصول على التعليم والتدريب الشامل بصورة سريعة وإنشاء مدراس شاملة ومتاحة.

وأيضا خلق فرص تدريب وتعليم لتمكين الفتيات ذوات الإعاقات مع طرح المبادرات لدعم إنتقال الفتيات من المدرسة إلى مكان العمل مثل التوجيه المهنى والتدريب الوظيفى المؤقت وزيادة المشاريع وزيادة مشاركة الفتيات فى دراسة العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.

– ويجب تنفيذ برامج واسعة النطاق فى القطاعين العام والخاص لتدريب الفتيات على المهارات ومتطلبات سوق العمل وإتاحة السبل أمام رائدات الاعمال لتطوير المؤسسات وإقامة شراكات إستراتيجية مع الحكومات وشركات القطاع الخاص القادرة على لعب دور قادة الفكر والجهات الممولة لتساعد فى تدريب الفتيات وإلحاقهن بالقوى العاملة.

– إننا بحاجة إلى التكاتف مع المرأة والفتيات صاحبة المهنة الحرة ورائدة المشاريع والمعلمة والعالمة ومهندسه البرمجيات في المستقبل من أجل تطوير مهاراتها اليوم وإزالة الحواجز الجنسية التى تقف فى طريقها بحيث تتمكن الفتيات والمرأة من الالتحاق بالقوى العاملة النسائية الماهرة.

– كما أنه لابد من التوعية بحماية حقوق الفتيات وبخاصة الزواج والقضاء على الزواج المبكر، وضمان حقوقهن في التعليم والعمل، وتقديم الخدمات الصحية والطبية لها وحمايتها ضد التمييز والعنف الأسرى، وتحسين الصحة النفسية للفتيات فى مرحلة المراهقة.

– ولكي تزدهر الفتيات في مهن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإنهن بحاجة إلى نفاذ آمن وموثوق إلى الإنترنت والأدوات الرقمية، وإزالة الحواجز التى تحول دون تحقيق ذلك لتحويلهن إلى قيادات قادرة على التغيير والمساعدة فى حل عديد التحديات العالمية التى تواجهها خاصة مع الصراعات الإنسانية والكوارث الناجمة عن تغير المناخ وكوفيد -19.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى