فيينا – أمنية حجاج:
انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي للصداع السادس عشر الذي أقيم بالعاصمة فيينا بالنمسا، على مدار أربعة أيام ونظمته الجمعية الدولية للصداع، بحضور أطباء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مجموعة من الحقائق والأرقام الخاصة بالصداع، وأحدث التطورات العلاجية للمرضى على مستوى العالم وسبل الوقاية من مرض الصداع والمضاعفات الناتجة عنه وأحدث طرق العلاج وارتباطه بالعديد من الأمراض كونه عرض يصاحب أمراض مختلفة.
شهدت الجلسة الأولى للمؤتمر مفهوم (الصداع النصفي) حيث وصف بأنه يحدث نتيجة تغييرات محددة داخل الدماغ ويسبب ألما شديدا في الرأس وغالبا ما يكون مصحوبا بحساسية للضوء أو الصوت أوالروائح، مؤكدا أن السبب الدقيق للصداع النصفي غير معروف حتى الآن، ويُعتقد أن التغيرات في مستويات الناقل العصبي داخل الدماغ يلعب دورا في حدوثه..
وتحدث الدكتور مسعود أشينا، أستاذ طب الأعصاب ومدير وحدة أبحاث الصداع النصفي لدى البشر بمركز الصداع الدنماركي يقول: “لا نعرف بعد طبيعة العلاقة بين الصداع النصفي وهذه الأمراض النفسية. فإن الصداع النصفي اضطراب واسع الانتشار، ولذا، فإن احتمالات تزامن الإصابة بهذا الاضطراب وأمراض نفسية أخرى مرتفعة أيضا”. ورغم ذلك، لا شك أن المعاناة من الصداع النصفي قد تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية.
وصرَّح الدكتور ستيوارت جيه تيبر وهو أستاذ طب الأعصاب في كلية دارتموث عن الأدوية الجديدة: “في الوقت الحالي تبدو هذه الأدوية فعّالة جدًّا وستكون قفزة نوعية للوقاية من الصداع النصفي”.
الصداع النصفي هو نوع من الصداع الذی يصيب المريض بنوبات شديدة يؤثر على السلوك الاجتماعي والمهني للشخص. ولذا، يلعب علاج الصداع النصفي والوقاية منه دورًا حيويًا في حياتهم. وعلى الرغم من عدم اكتشاف علاج الصداع النصفي بعد ، إلا أنه يمكننا منع نوبات الصداع النصفي بعد تعديل نمط الحياة.
وناقشت إحدى الجلسات تأثير الصداع على الصحة العامة وعلاقة مرض السكري من النوع الأول به كما ناقش المشاركون أهمية تأثير نمط الحياة على الوقاية منه. كما أكدت دراسات عديدة وجود علاقة بين الصداع النصفي ومجموعة من الاضطرابات النفسية.
وخلصت مجموعة دراسات إلى أن أغلب المصابين بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب يعانون من الصداع النصفي، وأن المصابين باضطراب الصداع النصفي أكثر عرضة بمقدار مرتين ونصف المرة للإصابة باضطراب القلق العام، وأن المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة من غيرهم بثلاثة أمثال للإصابة بنوبات الصداع النصفي.
وخلصت دراسة أخرى إلى أن واحد من بين كل ستة مصابين باضطراب الصداع النصفي قد هموا بالانتحار في مرحلة ما من حياتهم.
والحقيقة أننا لا نعرف بعد طبيعة العلاقة بين الصداع النصفي وهذه الأمراض النفسية لانه واسع الانتشار، ولذا، فإن احتمالات تزامن الإصابة بهذا الاضطراب وأمراض نفسية أخرى مرتفعة أيضا.
ورغم ذلك، لا شك فى أن المعاناة من الصداع النصفي قد تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية.. وليس من المستغرب أن تزيد مستويات القلق لدى شخص لا يعلم متى ستداهمه نوبة الصداع النصفي، وما إن كانت ستتداخل مع أعباء الأسرة والعمل أم لا. كما يؤدي الشعور بالعجز والوهن لدى المصاحبين للصداع النصفي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.
إلا أن اضطراب الصداع النصفي لا يزال في نظر الكثير من علماء الأعصاب وأفراد المجتمع مرضا حميدا، ولكن إذا نظرت إلى انعكاسات هذا الاضطراب على حياة المصاب والمجتمع ككل، ستجد أن الصداع النصفي يمثل مشكلة جسيمة. إن بعض المختصين لا يصنفون الصداع النصفي كمرض عصبي حقيقي, ولهذا عجز أخصائيو الصداع عن إيجاد مسوغ مقبول لإجراء أبحاثهم وإقناع الآخرين بضرورة الحصول على التمويل.
وناقشت إحدى الجلسات (علاج الصداع النصفي بحقن البوتوكس)، وتختلف أنواع علاجات هذا النوع من الصداع بحسب نوعه وعدد النوبات ، كما أن حقن البوتوكس.
وهى أحد أنواع علاجات الصداع النصفي، ليست فعالة للجميع ولا يمكن استخدامها إلا بعد استشارة الطبيب المعالج. وحقن البوتوكس لعلاج الصداع النصفي تعد من بين طرق العلاج لهذا المرض، وتمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء منذ عام 2010م، وقد ثبت تأثيرها ونجاحها فى بعض الحالات.
طريقة حقن البوتوكس ليست مناسبة للجميع. بدلا من ذلك، تستخدم هذه الطريقة فقط في النوع المزمن من المرض. بالإضافة إلى نوبات الصداع النصفي . يعاني المريض أيضًا من صداع عصبي يستمر أيام كثيرة في الشهر. إذا كان لدى الشخص معدل أقل من الصداع (14 يومًا في الشهر أو أقل) أو نوع آخر من الصداع ، مثل الصداع العنقودي، فإن هذا النوع من العلاج غير فعال عمليًا بالنسبة له. وإذا كنت تعاني من صداع ولا تعرف ما إذا كانت حقن البوتوكس مناسبة أم لا فابدأ بعمل الفحوص وإشراف من الطبيب الخاص بك.
في دراسة أجريت على البالغين المصابين بالصداع النصفي تم الحصول على نتائج مثيرة للاهتمام. قالوا إنهم تعرضوا لأيام أقل من فى نوبات الصداع النصفي بعد حقن البوتوكس.
وتناولت إحدى الجلسات الصداع التوتري حيث أنه أكثر أنواع الصداع المنتشرة عند البالغين وعادةً ما يظهر على شكل ألم خفيف أو ضيق حول الجبهة أو مؤخرة الرأس والعنق. قد يستمر هذا النوع من الصداع من 30 دقيقة إلى أيام، لكنه عادةً لا يمنعك عن ممارسة نشاطاتك اليومية ولا يؤثر على توازنك وقوتك العادية.
على هامش المؤتمر نظمت شركة فايزر العالمية للأدوية، مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن حملة زيادة الوعي للتخلص من الصداع النصفي، والخطوات التي تتخذها لتحديد مرضى الصداع النصفي ودعمهم.
(Cervicogenic Headache) و تناولت إحدى الجلسات “صداع الضغط العصبي حيث يُعتبر صداع الضغط العالي من الأمراض التي تعيق حياة الشخص المصاب به، والذي ينبع من أعصاب الرقبة، ويبدأ بالمنطقة الخلفية من الرأس، وفي بعض الأحيان ينتقل الألم إلى مناطق أخرى مثل الرقبة والوجه بشكل متكرر، وتكون درجة الألم من متوسط إلى شديد.
وقد يستمر هذا الصداع لعدّة سنوات، وذلك لتناول المصابين به للمسكنات، فيذهب ثم يعود مرّة أخرى، بالإضافة إلى صعوبّة تشخيصه، حيث إن المصاب به يخضع لعدّة فحوصات وعلاجات ، وتناول الكثير من المسكنات والأدوية.
وأختتم المؤتمر بجلسة بعنوان (قلل من الضغط النفسي للوقاية من الألم)، حيث يمكن أن يؤدي التوتر إلى الإصابة بنوبات صداع، ويمكن للصداع أن يدفعك فعلاً إلى الشعور بالتوتر.. ولذا يجب السيطرة على الشعور بالتوتر لتقليل الشعور بالألم.
فالضغط النفسي من الأسباب الشائعة الصداع الناتج عن التوتر، ويسبب أيضًا حدوث أنواع أخرى من الصداع أو يزيد من حدّتها، كما أنه سبب شائع لحدوث الصداع لدى الأطفال واليافعين بوجه خاص؛ فمجرد اتخاذ خطوات بسيطة للتغلّب على التوتر والضغط النفسي يمكن أن يفيد في الوقاية من بعض أنواع الصداع.