تعلم التفكير ، وتهيئة الفرص المثمرة لتفكير الطلاب أمران في غاية الأهمية. لذا يجب الاهتمام بالقدرات العقلية للطلاب، وتنمية مهارات التفكير لديهم من خلال إتاحة الفرص المناسبة التي تتناسب مع تفكيرهم، وأنماط تعلمهم المختلفة.
تعد خرائط التفكير من الأساليب الحديثة التي ترعي وتهتم بتنمية مهارات التفكير المختلفة، وتشجع التعليم مدي الحياة؛ حيث أنها تهتم بتنمية مهارات التفكير العلمي المختلفة لدي الطلاب من خلال مجموعة من الخرائط التفكيرية ، والتي عُرفت بأنها أدوات تدريس بصرية ، ولغة هامة في تخطيط الأفكار ، وتنظيمها ، وسهولة تذكرها، فضلاً عن توضيح ما بينهما من علاقات ، وروابط تساعد المتعلم في استيعابها بمجرد النظر ؛ حيث توفر خرائط التفكير تصور مرئي للتفكير الذي يحدث في الدماغ ، إذ تسهل الخرائط المعالجة التي تحدث في الدماغ ، وجعل التفكير واضح استدعائه من الذاكرة البعيدة المدي .
تساعد خرائط التفكير الطلبة في تحديد مهارات التفكير التي ينبغي أن تستخدم لحل المشكلات التي تواجههم، كما أن خرائط التفكير ليست بالضرورة أن تنمي التفكير بل أنها تعمل على تعزيز قدرات المتعلم في توليد الأفكار، وجمع وترتيب المعلومات ، وتقييم الأفكار؛ وبالتالي القدرة على مواجهة المشكلات التي يُقابلها، وهي أشكال مرنة تسمح للمتعلم باختيار الخريطة الأفضل ، وتوسيعها بالشكل الذي يُتيح له فرصة إكمال مَهَمَّته ، و الوصول إلى الهدف.
تتميز خرائط التفكير بمرونتها الكبيرة، الأمر الذي يسمح للطالب بأن يختار الخريطة الأفضل، وأن يقوم بتوسيع هذه الخريطة للشكل الذي يساعده على إكمال مهمته، ويساعده على الوصول إلى هدفه.
وفيما يلي عرض أهم ، وأبرز أنواع خرائط التفكير:
1. خريطة الدائرة:
تتكون هذه الخريطة من دائرتين ولهما مركز واحد ، ولكن قطرهما مختلف، ويتم وضع أي فكرة يراد فهمها أو تعريفها في الدائرة الأولى. بينما يقوم المتعلم بوضع كل ما يرتبط بالموضوع الرئيسي خارج الدائرة، كما يقوم بكتابة الإطار المرجعي لها.
وتستخدم خريطة الدائرة من أجل : تحديد الموضوع أو الفكرة أو المعرفة القبلية عن الأشياء. كما أنها تساهم في عملية تبادل الأفكار بشكل تفاعلي ، وتنمية التفكير الحواري بشكل كبير، وتعزز من العصف الذهني للأفكار.
2. خريطة الفقاعة:
هي عبارة خريطة عنقودية مفتوحة النهاية ، وتتكون من دائرة مركزية يحيط بها عدد من الدوائر الفرعية ، ويكتب في الدائرة المركزية كل من المفهوم، الكلمة، العنصر أو الشيء الذي يرغب الباحث أو الطالب في تحديد خصائصه ، وفي الدوائر الفرعية يتم كتابة أهم الصفات والخصائص لهذا الشيء ، وتستخدم هذه الخريطة في تنمية التفكر التقويمي ، وتقوم بإعطاء الطالب كل التفاصيل التي تصف الأشياء ، وتقدم وصفاً للخصائص والمميزات بشكل مختصر ، كما تنمي قدرة الطالب على تحديد الصفات والخصائص في عدد من الكلمات والرموز .
3. خريطة الفقاعة المزدوجة:
وهي الخريطة التي يتم استخدامها من أجل عقد المقارنات بين شيئين، وتعد هذه الخريطة استكمال لخريطة الفقاعة ، وتتكون من دائرتين متجاورتين ويكتب في كل دائرة طرفي المقارنة، ويتم وضع مجموعة من الدوائر بينهما، يكتب فيها الخصائص المتشابهة بين المقارن بينهما، وفي جانبي الدائرتين المركزيتين يتم كتابة الخصائص المختلفة بين المقارن بينهما ، وتتميز هذه الخريطة بإمكانية كتابة عدد كبير من المعلومات ، وتستخدم هذه الخريطة لتحديد الخصائص الأساسية للعنصريين المعنيين بالمقارنة ، تنظيم عملية المقارنة بسهولة تامة.
4. خريطة الشجرة:
وتستخدم هذه الخريطة من أجل تحديد الأفكار الرئيسية والفرعية التي تقوم بدعمها ، وأيضاً من أجل :التقسيم، التصنيف، والتجميع على شكل فئات أو مجموعات ؛ حيث يتم كتابة الفكرة الرئيسية في أعلى الخط، وفي الأسفل يتم كتابة الأفكار الفرعية، وأسفل فروع التصنيف يتم كتابة التفاصيل التي تحدد كل فرع من الفروع ، وتساهم هذه الخريطة في تنمية التفكير الهرمي في ذهن الطالب ، واستيعاب ، وفهم بنية المحتوي ، وذلك من خلال القيام بعملية التصنيف والتنظيم.
5. خريطة التحليل (الدعامة):
وهي خريطة تشبه قوس المحارب القديم، وتتألف هذه الخريطة من جزأين، فعلى يمينها يتم كتابة اسم الشيء أو الموضوع، وعلى اليسار يتم رسم الأجزاء الفرعية ، وتستخدم من أجل تنمية التفكير الهرمي المتسلسل، وفهم العلاقة ما بين الأشياء والأجزاء ومكوناتها.
6. خريطة التدفق:
وهي عبارة عن عدة مستطيلات متتالية، تتابع خلف بعضها البعض بشكل متسلسل، حيث يتم كتابة اسم الحدث ، أو الموضوع في أول مستطيل، ومن ثم يتم وضع باقي الأحداث بشك متسلسل ومتوالي ، ومن خلال هذه الطريقة يتم التعبير عن الحدث من البداية إلى النهاية بطريقة مريحة وسلسلة ، ويمكن أن تتفرع هذه المستطيلات إلى مستطيلات فرعية أخرى ، وتستخدم هذه الخريطة: من أجل تنمية التفكير الديناميكي المنظم، كما أنها تساهم في تحليل ، وأسبقية الأحداث، والخطوات ، وتسهل استدعائها من ذاكرة الطالب بشكل مرتب ومنظم ، كما تساهم في تحقيق فهم أفضل للموضوعات المعقدة، وتوضيح تتابع للتواريخ والخطوط الزمنية ، حل كل المشكلات الرياضية.
7. خريطة التدفق المتعدد:
وتتكون هذه الخريطة من مستطيل رئيسي يوضع في الوسط، ومن ثم يحيط به عدد من المستطيلات على اليمن واليسار، ويتم كتابة الحدث في المستطيل الرئيسي، ويكتب في المستطيلات على الجانب الأيمن قائمة بأسباب الحدث، وفي المستطيلات يكتب على الجانب الأيمن قائمة بأسباب الحدث، أما على الجانب الأيسر فتتم كتابة هذه النتائج ، وتستخدم هذه الطريقة: في تنمية التفكير الديناميكي المنظم، وتوضيح الأسباب والنتائج والتأثيرات، وتحليل المواقف ، والتنبؤ بالنتائج .
8. خريطة الجسر:
تتكون هذه الخريطة من طرفين يفصل بينهما قنطرة، ويتم وضع المعلومات الجديدة في الطرف الأيمن،أما في الطرف الأيسر فيتم وضع الأشياء المشابهة لها ، وتستخدم هذه الخريطة من أجل : تنمية التفكير المجازي الذي يتعمد بشكل رئيسي على التخيل ، فهم التناظرات والتشابهات والمجازيات ، وتوضيح العلاقة ما بين الواقع والمجرد.
وتعد خرائط التفكير وسيلة من وسائل التلخيص ، التي تعمل علي إعادة تشكيل البناء المعرفي للمحتوي العلمي ، والفهم ، واختزال كميات كبيرة من المعلومات في مساحة محددودة من الذاكرة يُمكن متابعتها بصرياً ، وذهنياً ، كما تساعد علي ربط المفاهيم الجديدة بالقديمة، والتمييز بين المفاهيم المتشابهة، وإدراك أوجه الشبه والاختلاف فيما بينها.
وجعل الطلاب نشطة وإيجابية في عملية التعلم، فضلاً عن أنها تُعد أداة تعلم ذاتي مشوقة تزيد من دافعية الطلاب للتعلم ، و تساهم بصورة ملحوظة لإظهار المفاهيم الخاطئة إما من خلال معرفة معاني المفاهيم ومن ثَّمَّ يتضح إدراك الخطأ، أو تحديد المفاهيم المفقودة التي سببت الفهم الخطأ، أو تحديد العلاقات الخاطئة التي سببت الفهم الخاطئ. كما تقيس الإبداع عند الطلاب وتقومه، حيث أن تنفيذ خرائط التفكير يتضمن نشاطاً إبداعياً يساهم في دعم الابتكار.
المراجع:
بدن، هيفاء عبد (2015). أثر خرائط التفكير في تحصيل مادة الجغرافية ومهارات التفكير المنظزمي، مجلة العلوم التربوية والنفسية، العراق ، ع 117، ص ص 328 : 393.
