الأرضُ قَدْ زُلزلَ زلزالُها
وتطايرَ الشَرَرُ من عيونٍ غائرةٍ
أَفَلا يهتزّ الضمير !؟
علىٰ مََنْ ناموا
يبحثونَ عن حلمٍ أعمق
يدفنونَ فيه صبحاً مؤجّلاً
من مسقطِ رأسهم
حتىٰ مطلعِ القبر
إنّ الأرضَ تميد
لو جبل الصبر تهاوتْ
منهُ رمالٌ متحرّكة
فزّزها الجزعُ علىٰ وقعِ أقدامِ الغسق
ليلٌ بهيمٌ يتصدّرُ المشهد
يناغي ما تفحّمَ من صفحةِ الأيام فقذفَهُ في لجّةِ رمسٍ كبير
بلا شواهد
يئِزّ من وجع
تتعالى الصيحاتُ مخنوقة
من داخل القبو
علىٰ ذمّةِ الاحتضارِ في النزعِ الأخير غرغرةٌ تئنّ وحشرجةٌ
تتردّدُ معَ لحنٍ جنائزيٍّ حزين
وترانيم موتٍ أسود
تعزفُ ألحانَ الفَقْدِ علىٰ أوتارِ الألم
تُرىٰ مَنْ سيغيث المأزق !؟
يمدّ يدَهُ لانتشال الضحايا
ومَنْ سينهش الأجساد !؟
ويلعق الدماء !؟
همهماتٌ مصلوبةٌ علىٰ جذوعِ الانتظار
تترجّى المَدّ
هلْ تجمّدتْ أيامُهم أمْ لا زالَ الغدُ واقفاً في مكانه ؟
حتماً سَيُهدمُ الفراغ
وتخرجُ الكلماتُ من مغاورها
إلىٰ الصمتِ الطليق .