ملفات

«الدراسة الميدانية».. مدخل لتدريس العلوم (دكتورة شيماء قنديل- مصر)

تعتبر الدراسات الميدانية أحد المداخل الرئيسية لتدريس العلوم، فالدراسات الميدانية من الوسائل الفعالة لاكتساب جوانب التعلم المختلفة من خلال المشاهدة الدقيقة المسجلة لما يحيط بالتعلم من مجالات العمل مباشر، حيث يقوم علي فحص المجال العملي ، وتدقيق النظر فيه، وإدراك العلاقات بين الجوانب المختلفة لهذا المجال، والتسجيل المنظم للبيانات، والربط والاستنتاج، ثم الخروج بالتعميمات.

فالدراسات الميدانية تقوم علي الفحص الدقيق ، والتحليل في الميدان لمجال من مجالات تدريس العلوم، وهي تستند علي أسس البحث الميداني من جمع المعلومات والإحصاءات، والسجلات، والعينات من الميدان، بالاإضافة إلي المعلومات المأخوذة من الخبراء في المجال ، ومن خلال ذلك يكتسب المتعلم المعارف ، والمهارات والاتجاهات، وجوانب التعلم الأخري المرغوبة من خلال احتكاكه المباشر بالخبرات الميدانية المختلفة.

أهداف الدراسات الميدانية :

تتلخص أهداف الدراسات الميدانية كمدخل من مداخل تدريس العلوم فيما يلي:

تشجيع التلاميذ علي جمع المعلومات ، ومعرفة الطرق التي تساعدهم علي ذلك ، وتدريبهم علي أدوات جمع المعلومات من: استفتاءات ، واستمارات مقابلة شخصية استطلاع رأي، وغيرها من أدوات. ويتم جمع المعلومات أثناء الدراسات الميدانية علي ثلاث مراحل :

المشاهدة أو التدريب أو مقابلة الخبراء في المجال أو البحث في المراجع العلمية.

تسجيل وتدوين المعلومات، وتنظيمها، ومعالجتها احصائياً ليسهل تحليلها وتفسيرها.

تفسير المعلومات، واستنتاج وإدراك العلاقات بينهم.

تعتبر الدراسات الميدانية مدخلاً فعالاً لتدريس كثير من الموضوعات النظرية، والتي تكون دراستها مملة أو غير مشوقة للتلاميذ بالنسبة لغيرها من الموضوعات.

يمكن استخدام الدراسات الميدانية كبداية لتدريس بعض الموضوعات أو الموضوعات الجديدة، ومثال علي ذلك: تدريس نموذج الزهرة ؛ حيث يمكن القيام بدراسة ميدانية لأحد الحدائق المحيطة بالمدرسة، وفحص عينات الزهور ، فهذا يعمل علي تكوين صورة واضحة عن موضوع الدرس لدى التلاميذ ، وتساعد علي تصور أو تخيل بعض الأمور التي لم يرونها أثناء زيارتهم.

الدراسات الميدانية تجعل التلعلم بالنسبة للتلميذ أكثر وظيفية، فمن خلال هذه الطريقة يتعرف التلميذ علي بيئته ومشكلاتها.

تساعد التلاميذ علي تنمية اتجاهاتهم نحو بيئتهم التي درسوها دراسة مباشرة.

تدرب التلاميذ علي دقة الملاحظة والفحص، والرغبة الصادقة في التحقق من صحة المعلومات التي يتوصل إليها بنفسهم ، وخلال ذلك تتدرب الحواس المختلفة للتلميذ لكي تكون قادرة علي المشاهدة الصحيحة، وجمع المعلومات من مصادرها الصحيحة الحديثة.

تعمل علي تنمية الميول العلمية والمهنية لدي التلاميذ، وترغبهم في العمل بمجالاته المختلفة، فالدراسة الميدانية لأحد المصانع الإنتاجية مثلاً يتيح للتلاميذ مقابلة العاملين والمسئولين في هذا المجا، ما يزيد دافعيتهم، وينمي لديهم الطموح ، والميول العملية.

تنمي روح الابتكار، والتحدي لدي التلاميذ، وتنمي الشخصية ، وصفات القيادة، حيث تعتمد الدراسات علي الحرية في اتخاذ القرار ، وعلي تنمية العمل الفردي في إطار الجماعة.

أنواع الدراسات الميدانية:

يمكن تقسيم الدراسات الميدانية إلي ثلاثة أنواع كما يلي:

الدراسات الميدانية التي تقوم علي أساس المشاهدة ، والملاجظة : ويتم هذا النوع من الدراسات عن طريق الجولات الموجهة.

 مثال علي ذلك: قيام التلاميذ بجولة مقصودة في حديقة المدرسة ، وفيها يجب علي المعلم أن يحدد لتلاميذه ما يجب التركيز عليه في هذه الجولة ، توفير الوقت الكافي للتلاميذ لتدوين ملاحظاتهم ، وذلك باعطائهم فترات توقف لهذا الغرض ، وعدم التنقل السريع من موقع لآخر.

العمل الميداني من خلال المشروعات: وتعتمد هذه الطريقة علي قيام المعلم بالإعداد والتخطيط للمشروع بالشكل الملائم ، وهذا يتطلب من التلميذ أن يشترك في التخطيط لهذا المشروع، فيتعلم كيفية ملاحظة العمل، ودراسته في الميدان، وتسجيل البيانات وتحليلها.

جمع البيانات والحقائق من الميدان: ويعتمد هذا الأسلوب علي قيام التلاميذ بجمع البيانات والحقائق عن أحد مجالات العلوم الطبيعية ، والتي ينشرها الباحثون في المراجع ، والمجلات العلمية، والدوريات.

ويلاحظ أن هذه الأنواع الثلاثة تعتمد أساساً علي فعالية التلاميذ ونشاطهم ، مما يكسبهم عديداً من جوانب التعلم المرغوبة.

توجد بعض الاعتبارات التي ينبغي مراعتها ، عند استخدام الدراسات الميدانية كمدخل لتدريس العلوم ، ومنها :

عدم قيام المعلم بالتدريس للتلاميذ أثناء قيامهم بالدراسة الميدانية ؛ لأن ذلك لا يحقق الهدف من الدراسة الميدانية ، وهو أن يلاحظ التلاميذ بأنفسهم ، ويتفاعلوا ، ويكونوا انطباعتهم الشخصية ، ويفكروا ، ويصلوا إلي النتائج بمجهودهم الشخصي.

أن يدرك المعلمون أن للدراسات الميدانية مستويات مختلفة، ويمكنهم اختيار المستوي الذي يتناسب وتلاميذهم.

ليس المقصود من التدريس باستخدام الدراسات الميدانية أن يكون هؤلاء التلاميذ علماء وباحثين ، ولكن المقصود تدريبهم علي هذا النوع من الدراسات ، واكسابهم بعض المهارات ، واستخدام أدوات جمع المعلومات ، وأن يتعلموا كيف يفكرون.

أن يدرك المعلمون أن استخدام الدراسات الميدانية كمدخل لتدريس العلوم يتطلب توافر بعض الأمور في التلاميذ مثل:

قدرات عقلية ، ومهارات تختلف عن التدريس بالطرق التقليدية ، فهذا النوع من التعليم يعتمد في المقام الأول علي حب الاستطلاع.

التدريب علي المشاهدة، ودقة الملاحظة، والتعمق في رؤية الأشياء، وفحصها، وإدراك العلاقات بينها.

يجب علي المعلمين استغلال طاقات تلاميذهم في المراحل العمرية الصغيرة، وتوجيه هذه الطاقات، وتنمية حواسهم المختلفة، وتدريبها علي الرصد الدقيق، والمحدد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى