احموا ماسبيرو قلعة التلفزيون والإذاعة المصرية وإقليمياتها من التقهقر والرتابة في أدائها، ولا بد أن يتطور هذا الصرح الذى انطلق بثه الأول للإرسال التلفزيوني في مصر عام 1960 بدم جديد ذى رؤية فنية مهنية وأمنية ثاقبة وهذه الرؤية هدفها أن يغزو التلفزيون والإذاعة المصرية الأسواق محليًا وعربيًا وعالميًا بتطوير الموارد البشرية واستخدام إمكانيات ماسبيرو وقنواتها الإقليمية ومعاهدها واستديوهاتها والعاملين بها بالكفاءة والفاعلية فهم رمز للشموخ والمدرسة المفرخة للإعلاميين محليًا وعربيًا كما كانت فى السابق، فكل المهنيين والإداريين الذين يعملون فى القنوات الخاصة من ماسبيرو الصرح الشامخ العظيم، ولا بد من الإسراع والاستمرار في تطويرها لأنها من مكتسبات ثورة 23 يوليو 1952 العظيمة وقادتها العظام.
والأمر المؤكد أن هناك البديل عن إهلاكها بسبب التقهقر الإعلامى المهنى والمنازعات المهنية والإدارية وإضاعة الحقوق وهذا البديل هو إعادة هيكلتها فنيًا وماليًا وإداريًا وبشفافية. وإعادة الهيكلة لا تعنى الاستغناء عن العاملين بها ولكن تطويرها وذلك بالاستفادة الأكثر إيجابية وذلك بإعادة توظيف قدراتهم ومهارتهم وبرؤية علمية جديدة فنيًا وإداريًا لإعلاء القيمة المضافة للمواهب بالتدريب التحويلى والاستفادة بالإمكانيات ومستلزمات الإنتاج وخاصة الاستديوهات وغيرها من الأصول المملوكة للصرح العظيم وإقليمياته.
ومن الأهمية بمكان التنويه إلى أنه من المهم أن يكون على رأس الإعلام (وزير دولة للإعلام)؛ تأسيسًا على أن خصائص الوزارة تختلف نهائيًا وبنفس مخصصات الهيئة، ويصبح بذلك العمل فى صبغته مهنيًا وحياديًا، والوزير يتقى الله فى وطنيته بإعلاء كلمة الحق فى شأن الرسالة الإعلامية بقصد تنوير الدولة والشعب والمساواة بين قطاعات الإعلام والجهاز الإدارى بالطرق العلمية الخلاقة والمفرزة للموارد البشرية بما يليق بالجمهورية الجديدة، بعيدًا عن التحيز والرتابة فى التقديم والتنوير، لأنه فى الوقت نفسه سينسق فكريًا ومهنيًا بين الهيئات الإعلامية والاستعلامية والصحفية وتفريعاتهم بدماء جديدة ومتطورة، لأنه من خصائص الهيئة أن من يترأسها يتعامل معها وكأنها منظومة إدارية تقليدية بحتة، وهذا ليس هدف صرح الإعلام التنويرى، والسياسى، والشعبي.
وفي اعتقادي أن وزير الدولة للإعلام سيتعامل معها كصرح خلاق للكلمة بالنبوغ والتنوير الفكرى والسياسى متعدد الجوانب العلمية والعملية والمهنية الفائقة لبلوغ الهدف الإعلامى التنويرى التنموى المتقدم عندما يكون على رأسها وزير للإعلام، ليكون الإعلام إعلامًا سياسيًا للتوضيح وتقنين المناسبات والمواقف محليًا ودوليًا بالرسائل والوسائل الناعمة.
زر الذهاب إلى الأعلى