عربي ودوليمقال رئيس التحريرمميز

المصالحة بين إثيوبيا والصومال برعاية الرئيس التركي رجب أردوغان.. هل تؤثر على مصر؟

بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، التي قال فيها “إن الصومال وإثيوبيا، الجارتين في منطقة القرن الإفريقي المختلفتين بشأن منطقة أرض الصومال الانفصالية، اتفقتا على إعلان مشترك لحل نزاعهما”، ووصفه الأمر بالمصالحة التاريخية، طُرح موقع العربية تساؤلات عديدة أبرزها:

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “فيما يتعلق بالمصالحة الصومالية الإثيوبية التي تمت في أنقرة برعاية تركية، ففي تقديري يبرز بالنسبة لإثيوبيا أنها وقعت على اتفاقية المصالحة لاستشعارها القلق عن ضياع أو طمس مذكرة التفاهم التي وقعتها منذ 3 أشهر تقريبا مع إقليم أرض الصومال (صومالي لاند)، والتي تعترف بموجبها باستقلالية صومالي لاند عن الصومال، (ما اعتبر تحركا دبلوماسيا غير قانوني وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة الصومال التي ترفض انفصال الإقليم عنها منذ بداية الأزمة في 1991)، مقابل حيازة قطعة من ساحل الأخيرة على البحر الأحمر بطول 20 كيلومترا. فإثيوبيا مما لاشك فيه قد خافت من ضياع هذه الفرصة بعد فوز المعارض العنيف عبدالرحمن محمد عبدالله (الشهير بعبدالرحمن عرو) بانتخابات رئاسة الإقليم على حساب سابقه موسى نيهي عبدي في نوفمبر 2024، أي بعد شهرين من الاتفاقية المزعومة”.

وتابع الخبير المصري بالقول: “هذا الأمر غالبا ما سوف ينقض ويفض جميع قرارات موسى بيهي، وفي التقدير على رأسها قطعة ساحل البحر التي يحلم بها آبي أحمد، ومن هنا فإن آبي أحمد المعروف بالاندفاع في سياساته غير محسوبة العواقب، سرعان ما غيّر اتجاه دفته وشرع يبحث عن وسيلة جديدة يصلح بها نتائج قراراته، ولذلك من البديهي أن تكون وجهة نظره الآن هو توقيع اتفاقية سلام فى إطار الاستقرار والتعاون مع الدولة الرسمية الجار، فهي أنسب طريقة للخروج من هذا المأزق الذي أوقع نفسه به”.

وأشار الخبير العسكري المصري إلى أنه بالنسبة لدولة الصومال، فالاتفاقية تصب في صالحها العام بكل الأحوال، والمكتسبات المرجوة منها وأهمها رجوع إثيوبيا عن اعترافها المزعوم بصومالي لاند، الذي لم يعلن حتى الآن، ولكن في غالب التقدير سيحدث من خلال تفاهمات وترتيبات قد تحدث في المستقبل القريب حال نجاح الحفاظ على بنود المصالحة وحيثياتها.

 

أما بالنسبة لتركيا فيعتبر الأمر نجاحا لدبلوماسيتها الخارجية وتحديدا في منطقة القرن الإفريقي، فللأتراك أيضا مصالح إستراتيجية في هذه البقعة المتميزة بحساسية جغرافيتها، وبالفعل وكما ورد بوسائل الإعلام فإن أولى هذه المكتسبات لتركيا برزت بموافقة الصومال بإعطاء الأتراك حق البحث والتنقيب عن مصادر الغاز بالبحر الأحمر فى المياه الاقتصادية الصومالية، ووردت أنباء عن تحرك سفينة الأبحاث (كمال عوريج التركية) إلى المنطقة لبدء العمل.

وبالنسبة لمصر فيقول الخبير: “في التقدير أظن هذا الأمر لا يؤثر على وجود قوات مصرية ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصومال المعروفة باسم (أتميس)، فهذا أمر مختلف وتشرف عليه الأمم المتحدة بموافقة الدولة الحاضنة للبعثة، والتي يدرك رئيسها حسن شيخ محمود أهمية وجود الدور المصري الفاعل ضمن البعثة، تماما كإدراكه لسياسات إثيوبيا المتلعثمة وسرعة اندفاع مسؤوليها في قراراتهم الإستراتيجية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى