بقلم- د. محمود المصري
تواصل مصر تعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية من خلال مشاركتها الفعالة في معرض “فيتور 2025″، أحد أبرز الفعاليات السياحية الدولية، والذي يُعقد سنويا بالعاصمة الإسبانية مدريد، يأتي ذلك في إطار استراتيجية الدولة لجذب مزيد من السياح من السوق الإسباني وأمريكا اللاتينية، وتوسيع قاعدة التعاون مع كبرى شركات السياحة العالمية.
حضور مصري قوي
تميز الجناح المصري في المعرض بتصميم عصري يعكس عراقة الحضارة المصرية، حيث استقبل آلاف الزوار، بينهم مسؤولون سياحيون، وخبراء صناعة السفر، وإعلاميون من مختلف دول العالم، حيث قدم الجناح تجربة فريدة للزوار عبر عروض تفاعلية، وأفلام وثائقية تبرز روعة المقاصد السياحية المصرية، من أهرامات الجيزة إلى شواطئ البحر الأحمر الخلابة.
ولم تقتصر المشاركة المصرية على الترويج السياحي التقليدي، بل تضمنت تنظيم مسابقة سياحية جذبت اهتمام الحضور، حيث أُتيحت الفرصة للزوار للفوز برحلات مجانية إلى مصر، تشمل تذاكر طيران وإقامة فندقية، مما زاد من التفاعل الإيجابي مع الجناح المصري وعزز رغبة الكثيرين في زيارة البلاد.
لقاءات مكثفة لبحث التعاون السياحي
شهد المعرض لقاءات مكثفة بين وزير السياحة والآثار ومسؤولي الشركات السياحية الكبرى في إسبانيا وأمريكا اللاتينية، بهدف تعزيز حركة السياحة الوافدة إلى مصر، حيث تم التركيز على تقديم حوافز جديدة لمنظمي الرحلات الإسبان، إضافة إلى بحث إطلاق خطوط طيران مباشرة جديدة تربط المدن الإسبانية بالمقاصد المصرية، لتسهيل تدفق السياح وزيادة معدلات الإشغال الفندقي.
السوق الإسباني.. وجهة استراتيجية لمصر
يُعتبر السوق الإسباني من الأسواق السياحية الواعدة بالنسبة لمصر، حيث يُعرف السائح الإسباني باهتمامه بالسياحة الثقافية والأثرية، وهو ما يجعل مصر وجهة مثالية له، وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد السياح الإسبان القادمين إلى مصر، حيث سجل عام 2023 أكثر من 350 ألف سائح إسباني، بزيادة 25% عن عام 2022، ومن المتوقع أن تؤدي هذه المشاركة في “فيتور 2025” إلى رفع عدد السياح الإسبان إلى 450 ألفًا بنهاية العام الجاري، خاصة مع التسهيلات الجديدة التي أعلنت عنها وزارة السياحة المصرية.
وتعكس المشاركة المصرية الناجحة في “فيتور 2025” الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتعزيز مكانتها كواحدة من أهم الوجهات السياحية عالميًا، وتشير التوقعات إلى أن هذه المشاركة قد تسهم في زيادة العائدات السياحية لمصر بنسبة 20% خلال عام 2025، مع ارتفاع متوقع في الحجوزات من السوق الإسباني وأمريكا اللاتينية.
وعلى المستوى الاستثماري، فتحت اللقاءات التي أجريت خلال المعرض آفاقًا جديدة لجذب استثمارات سياحية إضافية، حيث أبدت عدة شركات إسبانية اهتمامها بتطوير مشروعات فندقية في البحر الأحمر ومرسى علم، إلى جانب توسيع نطاق رحلات الكروز السياحية التي تشمل موانئ الإسكندرية وشرم الشيخ.
مستقبل مشرق للسياحة المصرية
بفضل استراتيجيتها الطموحة ومشاركتها الفعالة في المحافل الدولية، تثبت مصر قدرتها على المنافسة بقوة في سوق السياحة العالمية، فمن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تحقيق هدف الحكومة بجذب 15 مليون سائح في عام 2025، مما يعزز مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني ويوفر المزيد من فرص العمل.
مع استمرار هذه الديناميكية الإيجابية، تظل مصر واحدة من الوجهات الأكثر جذبًا للسياح الباحثين عن مزيج فريد من التاريخ والثقافة والاستجمام، ما يجعلها رهانًا رابحًا في سوق السياحة العالمية.
