مقالاتمميز

«الخاطبة الإلكترونية» بين الإيجابيات والسلبيات.. وتهديد الأمن القومي !! 

بقلم/ علي الحاروني:

 تختلف العلاقات والتعبير عنها باختلاف الثقافات والمجتمعات فقد يكون أمر التعارف علي الانترنت بنية الزواج أو المواعدة وذلك وفقاً لأساليب العلاقة وعما إذا كانت عن طريق مواقع مخصصة للزواج أو مواقع التواصل الاجتماعي ووفقاً لأحدث الدراسات الأمريكية لعام 2022/2023 م فإن 20% من العلاقات تبدأ عن طريق الانترنت وأكثر من 17% من حالات الزواج بدأت من خلال المواعدة والتعارف عن طريق الإنترنت.

 كما أن معدلات الانفصال بعد الزواج عن طريق مواقع الانترنت أقل منها في الزواج عن طرق أخري مختلفة حيث معدلات الانفصال في الزواج عبر الانترنت 5.96 % مقابل 7.67 % عبر الوسائل الأخري فما هي الأسباب التي تدفع الشباب إلي الزواج عبر الانترنت أو ما يسمي عند الغرب المواعدة ؟ وما هي ايجابياته وسلبياته ؟ وما هي مخاطرة ؟!

أولاً- دوافع وأسباب الزواج الإلكتروني:

– يعتبر الزواج عبر الانترنت من الطرق الشائعة في العصر الحديث لسهولة البحث والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع المواعدة المخصصة للزواج ويرجع أسباب انتشاره إلي انتشار التكنولوجيا الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي والتي أصبحت أداة فاعلة للبحث عن شريك الحياة ومحاولة بناء أسرة بطريقة غير تقليدية، خاصة وأن البحث عن طريق الإنترنت وسيلة سهلة وسريعة لمعرفة الشخص.

وأيضا هو تمثل فرصة أكبر للاختيار لكونه يقدم أشخاصا من مختلف الجنسيات والأعمار والأديان إضافة إلي أنه من بين أسباب انتشار ظاهرة الزواج عبر الانترنت هو رؤية بعض النماذج الناجحة مما يشجع الشباب علي اتباع طريقة غير تقليدية وتحدد من خلالها خياراتهم بشكل أوسع خاصة وأن لدي الشباب في العصر الراهن رغبة في اختيار شريك الحياة بشكل مستقل بعيداً عن الاختيارات المحدودة للأهل بالإضافة إلي الرغبة في التعارف قبل الزواج والابتعاد عن زواج الأقارب.

والمؤكد أن تفكك الأسرة والبعد عن الوالدين من المشاكل الاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر علي الأبناء وعدم الرجوع للوالدين في حياتهم الخاصة ومنها اختيارهم لشريك الحياة.

ثانياً- إيجابيات زواج مواقع التواصل الاجتماعي:

من أهم إيجابيات زواج الانترنت سهولة التعارف والوصول إلي الطرف الآخر ، كذلك تسهل مواقع الزواج والتعارف الانسحاب من العلاقة قبل أن تصل إلي مرحلة التعارف كما أن التعارف عن طريق الانترنت يتيح الفرصة للتعرف علي الشخص لفترة أطول وأفكاره وتقاليده خاصة في ظل المجتمعات التي تمنع التعارف واللقاءات قبل الخطبة والزواج.

 

كما أنه من ايجابيات زواج الانترنت هو التحدث عن النفس بصراحة وبدون قيود لكونه من خلف شاشات مواقع التواصل الاجتماعي، مع إتاحة الفرصة للشباب المغتربين وممن تأخروا في سن الزواج في معرفة أشخاص من جنسيات مختلفة وتكوين أسرة علي نطاق أوسع.

ثالثا- سلبيات ومخاطر الخاطبة الإلكترونية:

في الحقيقة أن سلبيات زواج الانترنت ومخاطره تفوق ايجابياته  ومن أهم سلبياته ومخاطره قلة المصداقية حيث يعتبر التعارف عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فرصة لإظهار المحاسن دون المساوئ مما قد يعرض الأشخاص للخدعة أو وقوعه تحت فريسة المعلومات الكاذبة والمضللة.

ومن المشاكل الشائعة للزواج عبر الانترنت، هو عدم التوافق بين الزوجين بعد الزواج، خاصة وأنهما لم يأخذا الوقت الكافي للتعارف والواقع الحقيقي للطرفين، إضافة إلي أن الأهل قد لا يتقبلون فكرة الزواج عن طريق الخاطبة الإلكترونية، أو الاختيار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إما بسبب الطريقة ذاتها أو بسبب عدم الرضا عن الشخص الذي تم اختياره، مع الوضع في الاعتبار أن الزواج عن طريق الإنترنت يستنكره الكثيرون لمخالفته العادات والتقاليد المجتمعية للكثير من البلدان، ويجده البعض أيضاً مخالفة للقيم الأخلاقية والدينية.

وتتضمن مشاكل الزواج عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي زيادة عرضة البنت للتنمر من قبل الآخرين بوصفها سلعة تعرض مسببين لها الخجل وفقدان القيمة أمام الآخرين، كما أن هناك حالات كثيرة تعرضت للنصب والاحتيال نتيجة للزواج عن طريق الإنترنت وقد تكون فرصة لانتشار الجرائم الإلكترونية مثل الابتزاز المالي من خلال معلومات شخصية قد يحصل عليها واحد منهم عن الآخر.

وهناك عديد الدراسات التي أشارت إلي أن الزواج عن طريق الإنترنت يمثل تهديداً للأمن القومي حيث يتيح الفرصة للشباب والفتيات لتجنيدهم وتخابرهم لصالح دولاً أخرى أو لتكوين شبكات دعارة وغيرها من تجارة الرقيق الأبيض أو تجارة الأعضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى