كتب- زيد الذاري
أقام المركز الثقافي اليمني بالقاهرة حفل توقيع كتاب”لست متأكدا جدا” للإعلامي الدكتور مروان الخالد، حضره جمهور غفير ضم أدباء وإعلاميين وكتابا من اليمن ومصر. وفي سياق سلسلة من الفعاليات الفكرية والأدبية والفنية قدم المركز بقيادة نائب المدير نبيل سبيع صورةً مغايرة عن صورة الحرب التي تكاد تطغى في تقديم اليمن واليمنيين وانقساماتهم وصراعاتهم، وما حضور الأدباء والكتاب من مختلف المشارب والاتجاهات إلا صورة من صور التعبير عن الالتفاف حول اليمن ودعمه، والتأكيد على أن اليمن سيخرج من أزمته الحالية منتصرا لذاته، مستعيدا للُحمَته ومرمِّمًا نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية.
![](https://pressst.com/wp-content/uploads/2025/02/س-2-1024x683.jpg)
ناقش الكتاب كلٌّ من السفير الأديب والمورخ د. عبد الولي الشميري، والإعلامي والكاتب المصري حسن فودة. في البداية، قال المؤلف: إن كتابه “لستُ متأكدا جدا” يضم أفكارًا ورؤى فلسفية وتجارب شعرية تعبر عن رؤيته وفلسفته في الحياة. وأكد أن كتابه يأتي ضمن ثلاثة كتب تحكى قصصًا وتجارب عن ممارسات مهنة الإعلام والصعوبات التي يواجهها الصحفيون خاصة في مناطق الحروب وبؤر التوتر. وأما الكتاب فيمكن أن نسميه بأنه صيد المشاعر والعِبَر والأفكار فهو يسير دون مبالغة على غرار كتاب “صيد الخاطر” لابن الجوزي الذي قال في مقدمته: “لمّا كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تَعرِض لها ثم تُعرِض عنها فتذهب كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر لكي لايُنسى”.
ولعل المؤلف أراد أن يعرض مشاعره وتأملاته وقناعاته بكل شفافية ووضوح كما هي وكما هو كإنسان بلا قناع ودون تزييف أو خداع أو تهويل أو تهوين. وهو في كتاب “لستُ متأكدا جدا” إنسانٌ طبيعيٌ تلقائي متدفقٌ واثقٌ جريء لا يتردد في معاودة خوض غمار التجربة واقتحام تحدياتها؛ حيث لا مستحيل في حياته كما عرفتُه؛ إذ يجعل من كبوته منطلقا لوثبة نجاح مضمونة في غمارٍ أصعب قرَّر أن يخوضه، موقنًا من نجاحه.
احتوت كل صفحة من كتابه ليس فقط على صور معبرة ودالَّة على النص؛ بل على مجموعة لوحات تشكيلية، في غاية من الإبداع والجمال، فكأنك تقتني أيضا كشكول لوحات تشكيلية رسمتها ريشةٌ ماهرةٌ ويدٌ مبدعة متمكنة.
إن مروان الخالد وهو يقتحم غمار الكتاب بهذا الإصدار الأول، يجعلني أتمنى عليه وهو الذي يمتلك موهبة كامنة للروائي والقاص لأن ينحو منحى تأليف الرواية والقصة، فله قدرةٌ باهرة، ولعل من يطالع صفحته أو يستمع إليه حين يروي مواقف في حياته تتملكه الدهشة لذلك الأسلوب الروائي التصويري الدقيق في نقل وتوصيف وتصوير المشهد والموقف الذي يكتب عنه أو يرويه شفاها، إضافةً إلى ما يمتلكه كمبدع من خيال جامح يحلق في فضاءاتٍ لا حدود لها، متكئًا على تجربة حياتية مخضرمة عميقة ومعتبرة وثقافة واسعة وتجوال وتطواف في عواصم ومدن الثقافات والبلدان، ما يعزز ملكته، ويمنحه ثراءً معرفيًّا وزوَّادةً ثقافية كي يخوض غمار فن وأدب الرواية والقصة، متسلحًا بكل أدوات الاقتدار للنجاح والإبداع في هذا المضمار، وأنا هنا (متأكدٌ جدا) أنه سيكون أحد رواده المتميزين ونجومه المتلألئين.
أما عن الدكتور مروان الخالد فهو من أبناء اليمن المعدودين في مجال الإعلام، ولا غرو في ذلك، فقد التحق بالتلفزيون اليمني منذ عام 1989 والتحق في هذا العمل قبل أن يبلغ العقدين من عمره بل إنه اضطر أن يقول إن عمره فوق عمره الحقيقي بثماني سنوات حتى يُقبل في ذلك العمل، وما لبث أن أثبت موهبته وأبرز قدراته. فصعد وتدرج في العمل حتى أصبح أصغر رئيس قسم وهو في مطلع العشرينيات، ثم مديرا للبرامج السياسية في الفضائية اليمنية وعمره 24 عاما، ورئيسا لدائرة المذيعين والتقارير الإخبارية والبرامج السياسية وهو في السادسة والعشرين، ومديرا عاما للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بالمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون وهو في السابعة والعشرين، وحصل على درجة وكيل وزارة وهو في الثامنة والعشرين من عمره.
كل هذا جعله إعلاميًّا متميزًا من حيث الصوت وجودة الإلقاء وبراعة الأداء والقدرات، كما أنه أنيق المظهر، بهي الطلعة، طاغي الحضور واسع الطموح متعدد القدرات، متجدد الإبداع متطور الأفكار واسع العلاقات.
وذلك ما أهَّلَهُ ليكون ممثلا ومراسلًا لعديد من وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية سواء عربية ودولية، وصولا إلى أن يتبوأ موقعه في قناة الحرة، وينتقل للعمل من خلال استديوهاتها في واشنطن كمذيع ومقدم برامج.
زر الذهاب إلى الأعلى