أدب وثقافة

حاتم الجوهري يتحدث عن تدافع نجيب محفوظ المثالي والواقعي

يشارك الدكتور حاتم الجوهري أستاذ النقد الأدبي المنتدب بالجامعات المصرية، والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، في احتفالية منتدى الشعر المصري بالذكري رقم 110 ميلاد الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ.

وذلك يوم الأحد القادم بمقر المنتدى في حزب التجمع بوسط القاهرة في السادسة والنصف مساء، وهي الاحتفالية التي يديرها الروائي على عطا، ويشارك فيها الناقد والشاعر عيد عبد الحليم، والدكتور خالد محمد عبد الغني.

وسوف يعرض حاتم الجوهري ورقة بحثية بعنوان: “نجيب محفوظ الآخر: من البدايات ورواية استعادة الذات التاريخية إلى النهايات ورواية وصف الذات الواقعية”، والتي تنظر في فكرة مسكوت عنها في أدب نجيب محفوظ تتبدى من خلال عنوان الورقة البحثية التي حملت اسم نجيب محفوظ “الآخر”.

وفيها يتناول الجوهري فكرة شديدة المركزية والأهمية -والتجاهل في الوقت نفسه- في أدب الروائي المصري العالمي الحاصل على جاتزة نوبل، وهي علاقة نجيب محفوظ بالذات المصرية وتحولات موقفه تجاه هذه الذات، وما هي الدوافع الكامنة والمحتملة لهذه التحولات.

حيث يقدم الجوهري الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عالم نجيب محفوظ الروائي في تدافع بين تحولين رئيسيين، يوضحان موقفه من الذات المصرية:

الأول هو رواياته التاريخية التي كانت تتصف بالروح المثالية التي ترتبط بفكرة مركزية تقوم على استعادة الذات، والبحث في مستودع هويتها التاريخي عما يؤكد هذه الفكرة ويدعمها.

والثاني هو روايات الواقعية ووصف الذات المصرية ذلك الوصف المجرد من فكرة الاستعادة والمثالية، والذي تناول فيه استغراق نجيب محفوظ في عالم الحارة وتفاصيله، بصورة أقرب للروي الخارجي الذي يصف الأحداث بحيادية، ولا يهتم كثيرا بمصائر أبطاله بقدر ما يهتم بوصف واقعية الذات البشرية وضعفها وتناقضاتها، في تنازل واضح عن محددات مرحلته التاريخية الأولى.

ويشير حاتم الجوهري في ورقته التي سيلقيها في الاحتفالية إلى أن المرحلة الثانية، هي المرحلة التي اهتم بها الغرب وسلط الأضواء عليها، باعتبارها تقدم الامتداد لتصوره المسبق عن الشرق وعوالم ألف ليلة وليلة، وزاوية المجتمع التقليدية، ولم يهتم الغرب كثيرا بمشروع نجيب محفوظ المثالي والبطولي لاستعادة الذات المصرية واستلهام تاريخها لبعث حاضرها، لأنه يخالف الصورة النمطية التي يريد الغرب أن يروج لها عن الشرق العربي والمسلم.

ويذكر الجوهري أن هذه المرحلة الثانية التي ركز عليها الغرب، سرعان ما ستصبح نمطا رائجا في الطبقة الثقافية العربية والمصرية، يتم رعايته عبر الجوائز والمراكز الثقافية الغربية في مصر والمنح التي تقدمها، وفروع الجامعة الأمريكية في مصر والبلدان العربية والمستقطبين لها من الأكادميين العرب والمصريين.

إضافة إلى أقسام الاستشراق والدراسات العربية في الغرب وذائقتها الانتقائية في اختيار ما تروج له من الأدب العربي في الغرب (وسلطتها المرتبطة بالترشيح للجوائز والمنح والمشاريع العلمية والبعثات التعليمية)، إلى جوار عمود صلب في الجامعات العربية والمصرية يتصف بالتبعية والتقليد لقيم الثقافة الغربية ورطانتها.

ويقدم حاتم الجوهري –وهو أحد شعراء المشهد التسعيني في الأصل- فرضية أساسية في ورقته لتفسير موقف نجيب محفوظ ، يسميها في ورقته (رواية التحول) حيث يستخدم منهج النقد الثقافي في الكشف عن النسق القيمي وتبدله كفرضية مفسرة، وذلك داخل عالم نجيب محفوظ في رواية بعينها سماها (رواية التحول) القيمي وتبدل منظوم القيم عند محفوظ، وتحوله من البحث عن استعادة الذات المصرية واستلهام مستوع هويتها وتاريخها العظيم، إلى فكرة الهزيمة ورصد الذات المصرية ووصفها المجرد، بعين البطل السلبي الذي يتابع الأحداث ولا يهتم بنهايتها كثيرا.

 والجدير بالذكر أن د. حاتم الجوهري حصل على جائزة ساويرس في النقد الأدبي في دورتها الأولى عام 2014م مناصفة مع د. سامي سليمان، ووصل للقائمة القصيرة لجائزة المركز القومي للترجمة عام 2015م عن ترجمته لديوان وليم بليك شارع الرومانتيكية الإنجليزية: “أغنيات البراءة والتجربة”، وأصدر ديوانا شعريا واحدا حتى الآن حقق استقبالا واسعا بعنوان: “اطازجون مهما حدث”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى