بقلم- زينة الجمال
يشهد عصرنا المُعاش تغيرات فى شتى المجالات الناتجة عن التطور التقنى والمعلوماتي مما أسفر عن طفرة في جميع الممارسات التى انعكست علي التنشئة الاجتماعية. فلم يعد مصادر التربية منحصرة في الأسرة والمدرسة، بل امتدت إلى تأثير الإعلام السمعى والمرئي علي التربية.
وبظهور الهواتف الذكية بما فيها الهواتف النقالة وأجهزة التابلت المحمولة، كان لها من الإيجابيات ومن السلبيات. أما عن إيجابياتها فقد سمحت بتعدد مصادر المعرفة وأصبح من اليسير علي الفرد الوصول إلى المعلومات على مستوى العالم في ثوان معدودة، وأصبح من السهل تبادل الأفكار والاطلاع على الثقافات المختلفة والاستفادة من التجارب والخبرات الدولية والتعامل مع قواعد بيانات وبنك معرفة ثري بملايين الدراسات.
أما عن السلبيات فهى تتمثل في الإدمان للتقنية الذى وصل إلى حد انفعالات في حالة انقطاع شبكة الإنترنت أو انتهاء باقة الإنترنت فضلا عما وصلت إليه الأسر المصرية من عزلة اجتماعية، فكل لديه هاتف محمول وقد عاش في جزر منعزلة داخل البيت الواحد وأصبح كل فرد في عالم فضائي خلف شاشات الهواتف المحمولة فتفتتت الأسر وتفككت العلاقات الأسرية وصار الجميع يتواصل تقنيا عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي داخل حجرات البيت الواحد مما تأثر به كيان الأسرة من توفير سبل التنشئة الاجتماعية وما تقتضيه من إرشاد وتوجيه ورعاية وإنصات وصداقة وتربية وعناية.
غابت القدوة بالممارسة والنمذجة وتم استبدالها بمحاكاة لبرامج التيك توك التى أسفرت عن سلوكيات استحدثت على المجتمع كوسيلة للتربح السريع دون عناء أو جهد.. كل ما هنالك فيديوهات سريعة الانتشار لا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا الشرقية العربية والإسلامية ولا مع ثقافتنا الأصيلة.. اختلط فيها الحابل بالنابل لا هدف منها ولا مغزى ولا درس ولا عبرة بل ذاعت فيها خصوصيات الأسر وأسرارها وامتلأت الشاشات بالترندات فصارت إحداهن أكثر شهرة من بنت الشاطئ، وصار أحدهم قدوة الشباب في الرقص العقباوى فاندثرت القيم واضمحلت الفضائل، وأصبحنا مستهلكين للتقنية، في حين أن الغرب قد وظفها في العلم ونجح في توظيفها لخلق جيل رابع من الحروب التى اخترقت الشعوب وخربت العقول دون تكلفة مادية بأسلحة وذخائر لأنها ببساطة تتم بمجرد نقر على أجهزة الهواتف المحمولة.
لذا وجب ترابط كافة الجهات المعنية بالتنشئة الاجتماعية لتنمية الوعى لدى الأبناء والطلاب وأولياء الأمور بأهمية المتابعة وخلق تواصل مستمر بين أفراد الأسرة وتكامل كل المؤسسات بما يضمن توافر مقومات التربية الإيجابية القويمة وحسن استخدام هذه التقنيات بما ينفع البشرية.
زر الذهاب إلى الأعلى