زينة المشهداني تكتب: التوترات في الشرق الأوسط .. العراق بين التصعيد الأمريكي والضغط الإيراني

‏العراق تحت تأثير العقوبات على إيران:

‏مع استمرار العقوبات الأمريكية على إيران، يواجه العراق تحديات كبيرة، خاصة مع إلغاء الإعفاءات التي كانت تسمح له باستيراد الكهرباء من طهران.

هذا القرار يضع بغداد في أزمة طاقة خانقة ، قد تؤدي إلى اضطرابات شعبية جديدة، في ظل عدم توفر بدائل سريعة لتغطية احتياجات الكهرباء.

‏الضربات الأمريكية وتحذيرات صارمة للميليشيات:

‏واشنطن استهدفت الحوثيين في اليمن البارحة بقرار من ترامب، لكنها في الوقت نفسه تراقب عن كثب تحركات الفصائل المسلحة الموالية لإيران داخل العراق. أي تصعيد من هذه الميليشيات ضد المصالح الأمريكية قد يقود إلى ضربات أمريكية مباشرة داخل الأراضي العراقية، مما يهدد الاستقرار الأمني ويزيد من تعقيد المشهد السياسي.

‏تحديات تواجه العراق:

‏في ظل هذه الأوضاع، تجد الحكومة العراقية نفسها في موقف صعب ، حيث تسعى لتحقيق توازن بين علاقتها مع الولايات المتحدة وإيران، إلا أن السيناريوهات المحتملة تشير إلى مخاطر عدة، أبرزها:

‏🔹 تصعيد عسكري أمريكي داخل العراق يستهدف مواقع الميليشيات، ما قد يؤدي إلى توترات أوسع.

‏🔹 أزمة سياسية داخلية نتيجة الانقسامات بين القوى الموالية لإيران وتلك التي تسعى للحفاظ على الشراكة مع واشنطن.

‏🔹 تدهور اقتصادي متزايد بسبب العقوبات على إيران وتأثيرها على الاقتصاد العراقي، خاصة في قطاع الطاقة. 

‏سيناريوهات مستقبلية:

‏يحاول العراق الالتزام بالحياد لتجنب أي مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، لكن استمرار التصعيد قد يجعله عاجزًا عن احتواء الصراع.

‏وفي حال قررت الميليشيات تصعيد الهجمات ضد المصالح الأمريكية، فإن ذلك يؤدي إلى تدخل أمريكي واسع داخل العراق، مما قد يهدد مستقبل الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

الخلاصة:

‏يجد العراق نفسه عالقًا بين الضغوط الأمريكية المتزايدة ضد إيران والتأثير الكبير لطهران داخل حدوده.

‏• أي تصعيد قد يحول العراق إلى ساحة صراع مباشر، مما يهدد أمنه وسيادته، ويضع مستقبله السياسي والاقتصادي أمام تحديات غير مسبوقة.
‏
• المرحلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه العراق، سواء نحو التوازن والتهدئة أو الانزلاق نحو مواجهة لا تحمد عقباها.

*باحثة في الشأن السياسي العراقي.