التفكير الاستراتيجي هو أداة حيوية في عالم سريع التغير؛ حيث يساعد الأفراد والمنظمات على التكيف مع التحديات، استغلال الفرص، وتحقيق النجاح المستدام.
من خلال تطوير هذه المهارات، يمكن تحسين القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة وتحقيق الأهداف المرجوة.
ويمكن تعريفه ببساطة علي أنه عملية تفكير مقصودة وعقلانية تركز على تحليل العوامل والمتغيرات الحاسمة التي من شأنها أن تؤثر على نجاح الأعمال أو الفريق أو الفرد على المدى الطويل.
ويمكن تعريف التفكير الاستراتيجي بأنه تفكير قائم على الابتكار وتقديم أفكار جديدة يصعب على المنافسين تقليدها إلا بتكلفة عالية أو بعد وقت كبير.
يتضمن التفكير الاستراتيجي توقعًا دقيقًا ومدروسًا للتهديدات ونقاط الضعف التي يجب الوقاية منها، وللفرص التي يجب انتهازها.
وفي نهاية المطاف، يؤدي التفكير والتحليل الاستراتيجيان إلى مجموعة واضحة من الأهداف والخطط والأفكار الجديدة اللازمة للبقاء والازدهار في بيئة تنافسية ومتغيرة.
ويجب أن يأخذ هذا النوع من التفكير في الاعتبار الواقع الاقتصادي، وقوى السوق، والموارد المتاحة.
التفكير الاستراتيجي أمراً ليس من السهل اكتسابه؛ ولكن أيضاً ليس مستحيلاً، ويأتي بالممارسة مع تبني مجموعة من المهارات الضرورية، التي يمكن تعلمها وتطبيقها لخلق قيمة متميزة، وهي: البحث، والتفكير التحليلي، والابتكار مهارة التنبؤ بالنتائج، ومهارة حل المشكلات، واتخاذ القرار، مهارة التفاوض، ومهارة التواصل، ومهارة القيادة والحسم.
ولكي يصبح الفرد مفكراً استراتيجياً ناجحاً، يجب أن يمتلك مجموعة من الخصائص، والصفات التي تميزه عن غيره، ومنها:
القدرة على تحديد وصياغة الغايات، والأهداف المنشودة.
تكون لديه نظره مستقبلية قادره على استشراف أحداث المستقبل.
يمتلك قدر من الحدس والاستبصار للموضوعات والقضايا التي تفتقر للمعلومات.
تكون لديه القدرة على المراقبة والمتابعة المستمرة للأعمال.
يستطيع أن يتجاوب ويتفاعل مع البيئة الخارجية بمرونة.
التمتع بمهارات التحليل والتفسير والتركيب بين المتغيرات.
الانفتاح والمشاركة ومهارات الاستماع والإنصات.
الرؤية الناقدة للأفكار والقدرة على توظيفها والبناء عليها.
القدرة على توسيع دائرة التفكير خارج المناطق المألوفة.
الميل للمنافسة والمغامرة وقبول المخاطرة المحسوبة.
حب العلم والتعلم والحرص على ذلك باستمرار.
كيف تفكر تفكيراً استراتيجياً؟
أولاً: راقب تفكيرك، واعرف كيف تفكر.
قدرتك على فهم الموقف، وتوليد أفكار جديدة للانتقال من الوضع الراهن إلى الوضع المستقبلي المنشود، وحل التحديات لخلق قيمة جديدة. وذلك من خلال ثلاث خطوات أساسية:
الوعي بالسياق: لتكوين رؤية للصورة الشاملة، وتخصيص الموارد لتحقيق أهدافك.
البصيرة: وهي القدرة على الانضباط في تسجيل الأفكار، وتصنيفها ومشاركتها والتأمل فيها باستمرار.
الابتكار: هو توجيه وعيك بالسياق وبصيرتك لخلق قيمة جديدة. ينبع عادةً من التفكير في التغلب على تحدٍّ أو حل مشكلة.
ثانياً: التوزيع.
يعتمد التوزيع والتخصيص على كيفية التخطيط. يضع المفكرون الاستراتيجيون الأهداف، ويوزعون الموارد، ويدركون المخاطر والتنازلات عند اتخاذ القرارات، ويحققون ميزةً بتقديم قيمةٍ فائقة. إن استثمار مواردك – الوقت والموهبة ورأس المال – هو المحرك الرئيسي لفعاليتك، ويتطلب العناصر التالية:
القدرة على تركيز الموارد، والشجاعة للتنازلات، والاستعداد لضمان توافق استخدامك للموارد مع هدفك الاستراتيجي.
اتخاذ القرار: بدلاً من الاكتفاء بقبول الخيار الأساسي، وإنتاج البدائل القابلة للتطبيق.
الميزة التنافسية: الهدف الرئيسي للاستراتيجية هو تحقيق منفعة أو مكسب أو ربح. بمجرد تحقيق هذه الميزة، يواصل المفكرون الاستراتيجيون تطويرها بجدٍّ واجتهادٍ للبقاء في صدارة المنافسة.
ثالثاً: الفعل.
العمل هو ما تفعله. إعداد استراتيجية عمل، وهو ما إلا خطوة أولى، وكيفية تطبيقها هي ما يحدد نجاحك. يتطلب هذا القدرة على التعاون مع الآخرين، وتنفيذ استراتيجيات لتحقيق الأهداف، وتحسين أدائك الشخصي.
رابعاً: التعاون.
هو قدرتك على العمل مع الآخرين لتبادل المعرفة والبيانات والرؤى التي تُسهم في تعزيز تقدمك نحو هدف مُحدد. مهارات التواصل – اللفظي والبصري والكتابي – أساسية لنجاح التعاون؛ وكذلك القدرة على الإنصات دون إصدار أحكام، لأنها تُتيح لك التعامل مع التفاعل بعقل منفتح مُتقبل لمسارات جديدة ومختلفة.
خامساً: التنفيذ.
يتضمن التنفيذ استخدامًا منضبطًا للموارد لتحقيق أهدافك. يتطلب الأمر تركيزًا وانضباطًا لمواجهة التدفق المستمر للمقاطعات والضوضاء والأشياء اللامعة التي قد تحيدك عن المسار. وبينما يُنظر إلى التنفيذ غالبًا على أنه تكتيكي، إلا أنه ينطوي على جانب استراتيجي متأصل، لأن الأفكار التي لا تُحقق ستظل في طيات النسيان، مما يقلل من القيمة التي يمكنك تقديمها.
سادساً: الأداء الشخصي.
هو إدارة وقتك وطاقتك وعقليتك لتحقيق النتائج المرجوة. يتطلب التخطيط الاستراتيجي مرونةً في التكيف مع الظروف المتغيرة، وسرعةً ذهنيةً للتغلب على التحديات وشقّ مسارات جديدة لتحقيق الأهداف.
ما هو الفرق بين التفكير الاستراتيجي والتخطيط الاستراتيجي؟
التفكير الاستراتيجي يركز على التحليل والتفكير النقدي، بينما التخطيط الاستراتيجي يركز على تنفيذ الخطط بناءً على التحليل. بمعنى آخر، التفكير الاستراتيجي هو عملية ذهنية تهدف إلى استكشاف الفرص والتحديات المستقبلية، بينما التخطيط الاستراتيجي هو عملية تنظيمية تهدف إلى تنفيذ هذه الأفكار على أرض الواقع.
المراجع:
https://www.forlanso.com/en/blog/altfkyr-alastratygy-ahmyth-lttoyr-alaaamal-okyfy-aktsabh