د. آية الهنداوي*
السيناغوغ (أو الكنيس اليهودي) هو مكان العبادة الرئيسي في الديانة اليهودية، ويُعد جزءاً أساسياً من الحياة الدينية والاجتماعية للمجتمع اليهودي. والسيناغوغ ليس فقط مكانًا للصلاة، بل أيضًا مركزًا للتعليم والتجمع المجتمعي.
في السيناغوغ، تقام الصلوات اليومية والاحتفالات الدينية مثل السبت والأعياد اليهودية، وتُحفظ فيه لفائف التوراة المقدسة في مكان خاص يُعرف بـ”الأرك” أو “هيكل التوراة”، والذي يُعتبر الجزء الأقدس في السيناغوغ.
•• وللأسباب الآتية يرتبط اليهود بالسيناغوغ:
1. العبادة والصلاة: اليهود يتوجهون إلى السيناغوغ لأداء الصلوات الجماعية، خاصة يوم السبت ( שַׁבָּת شبات). وفي الأعياد اليهودية أيضا، وهناك ثلاث صلوات رئيسية يومية وهي صلاة الفجر (שַחֲרִת شاحاريت) ، وصلاة العصر (מִנְחָה منحاه) وصلاة المساء (מַעֲרִיב معاريف).
2. الدراسة والتعلم: السيناغوغ هو أيضًا مكان لتعليم الأطفال والشباب التوراة والتعاليم اليهودية، كما تعقد فيه دروس للكبار حول النصوص الدينية والقضايا الفقهية.
3. المجتمع اليهودي: السيناغوغ يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الوحدة والتواصل داخل المجتمع اليهودي وهو مكان للتجمع والاحتفال بالمناسبات المختلفة مثل حفلات الزفاف، وحفل بلوغ الشاب اليهودي (בר מצוה) وهو حفل يهودي ديني يقام عند بلوغ الشاب اليهودي 13 عاماً من عمره، أي عندما يـُعتبر مكلفا بأداء جميع الفرائض المفروضة عليه حسب الشريعة اليهودية (الهالاخاه) ، وتقام فيه أيضاً مناسبات أخري.
4. الأهمية التاريخية: عبر التاريخ، كان السيناغوغ رمزًا للبقاء والتلاحم بين اليهود، خاصة في فترات الاضطهاد والتشرد، وكان دائمًا مكانًا يجمع اليهود للصلاة والتعاضد حتى في أصعب الأوقات.
فالسيناغوغ يمثل أكثر من مجرد مبنى؛ فهو يعكس القيم اليهودية المتمثلة في العبادة والتعليم والمجتمع.
ولذلك نلاحظ أن الديانة اليهودية تحتوي على تقاليد غنية وعميقة تستند إلى النصوص المقدسة مثل التوراة والتلمود، وهي جزء من التاريخ الطويل والمعقد الذي عاشه اليهود عبر العصور المختلفة.
وإلى لقاء آخر لتعريف المجتمع اليهودي بشكل أكثر وأعمق.
(*) مدرس مساعد الدراسات اليهودية – كلية الآداب جامعة المنصورة
زر الذهاب إلى الأعلى