مقال رئيس التحريرمقالاتمميز

«النفسنة».. من الظواهر السلبية الشائعة و«الغيرة» أولى علاماتها !! (1 من 2)

د. محمود عبد الكريم عزالدين 

 

• من الظواهر السلبية الشائعة في عصرنا هذا ما اصطلح العامة على تسميتها بظاهرة «النفسنة».. في اعتقادي أن المعنى واضح في مبنى الكلمة؛ فالنفسنة تعني «نفسي أنا»، بما يكشف أن المقصود بها الأنانية، والنفعية، وعشق الذات .. أو حسب التعبير المعروف «أنا و بس»، أو «أنا.. ومن بعدي الطوفان»!! لكن هناك تفسيرات أكثر شمولية، سيأتي ذكرها في ما بعد.

• الغريب والعجيب- من وجهة نظري- أن «النفسنة» غير مرتبطة بسن محددة، أو جنس دون آخر؛ فقد تكون ثمة «نفسنة» بين طفل وآخر أو بين الرجال وبعضهم، والنساء والنساء والرجال والنساء، أو الإناث والذكور عموماً، في أي مرحلة عمرية.

• من الأمور التي لاحظتها- وربما أثارت في البداية دهشتي- أن تحقد امرأة على زوجها، والعكس.. أو تحقد فتاة على شاب، أو يحقد صغير على كبير والعكس.. يعني أنا أفهم أن «النفسنة»، تكون بين الأشخاص المتناظرين في السن والجنس، والوظيفة مثلا، لكن أن تلمح نظرات «النفسنة» والحقد في أعين يفترض أن أصحابها مثلاً من تلاميذك، أو ذوي قرابتك، أو في سن أبنائك… فهذا شيء غريب ومريب!!

• على أي حال؛ لاشك أننا سمعنا واستخدمنا جميعًا ألفاظًا من نوع «التنفيض.. الهرتلة.. الكحرتة.. إلخ»، لكن ما استوقفني كثيرًا كان لفظ «النفسنة»، وبتقديري المتواضع- كما يقول الكاتب نبيل شرف الدين- فإن تلك الذائقة الشعبية المصرية التي نحتت هذه الكلمة، أكثر دقّة في التعبير، ورشاقة في النطق من المعنى بالعربية الفصحى.

• «النفسنة»، ومن يبتلى بها يصبح «منفسن»، وهي ما تعرف اصطلاحًا بالشخص «السايكو Psycho»، أي المريض نفسيًّا، الذي يتلذذ بإيذاء الآخرين؛ سواء باللفظ، أو السلوك العدواني، أو الاستعلاء، المبرر منه وغير المبرر.. لا تهم الدوافع، فالاستعلاء في نهاية المطاف شعور منبوذ، وسلوك غير متحضر !!

• صحيفة النهار تعتبر أن «الغيرة أولى علامات النفسنة، فإذا لاحظت أن صديقك يغار منك، ويحزن عندما تقول له خبراً سعيداً عنك، وعن إحرازك نجاحاً ما؛ اعلم أن الغيرة ستقتله من هذا النجاح، الذي يقلل منه».

• الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ أحمد ناجي قمحة يتساءل: «هو إيه اللي حصل للناس؟ إيه النفسنة والغل والحقد والغيرة، والرغبة في التدمير، اللي في نفوس البشر.. أنا عارف.. ولكني متأكد أنه لي أقرب من حبل الوريد.. هو الله وما أنتم إلا بشر.. ويا ريت كلنا نقتنع أن المناصب والمواقع زائلة.. لا تستحق كل هذه الحرب على كرسي أو منصب، أو رضا شخص، ما هو إلا بشر مثلنا.. سيبكم من الكرسي ودافعوا عن وطن» !!!

• أحمد إبراهيم: «الإنسان الناجح مالوش فى النفسنة، ومها كبر بيحب يتعلّم .. الشاطر بيبان في كل حاجة، ومش محتاج تطبِيل .. الناجح عنده ثقة كبيرة فى نفسه، وفي قُدراته، حتى لو مكنش في أعلى حتّه فى مجاله».

• يتابع أحمد بقوله: الشَّطارة والنجاح اللى بجد .. لما تبقى فاهم ومُقتنع إن كل اللي أنت فيه ده، توفيق ربنا، جنب شوية اجتهاد منك، وإن مكُنتش تِعامل ربَّك فى كل شيء بتعملُه فأنت مهما طلعت ولا نزلت ولا تسوى أى حاجة !!!

¶¶= لن أطيل عليكم.. للحديث بقية، بمشيئة الله =¶¶

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

عرض وتحليل:

د. محمود عبد الكريم عزالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى