مقالات

السياحة العربية: عصر من الإبداع والتميز

بقلم: محمود المصري

في مشهد عالمي تتسارع فيه الخطى نحو المستقبل، تتقدم السعودية ومصر لتصبحا رائدتين في مجال السياحة، حيث تلتقي أصالة التراث بحداثة الابتكار لتشكيل تجارب سياحية لم تشهدها المنطقة من قبل.

تلك الرؤية الثاقبة التي تتبناها الدولتان لم تقتصر على تحسين الأرقام والإيرادات، بل أسست لمرحلة جديدة من التميز والريادة.

إن المشروعات العملاقة التي أطلقتها السعودية، مثل “6 فلاجز القدية”، وما تقدمه مصر من تطوير مستمر لمتاحفها ومعالمها الأثرية، تجسد التزامهما بجعل السياحة عنصرًا أساسيًا في مستقبلها الاقتصادي والثقافي.

من خلال هذه الخطط الطموحة، تجسد السعودية ومصر الوجه الجديد للشرق الأوسط، وجهًا يتسم بالإبداع، النمو المستدام، والقدرة على جذب الأنظار العالمية.

في إطار رؤية السعودية 2030، أطلقت المملكة مشروع “6 فلاجز القدية”، الذي يُعتبر الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط. يقع المشروع في موقع استراتيجي بين جبال طويق، ويضم العديد من الألعاب الترفيهية المبتكرة مثل لعبة “الصقر”، التي تُعد الأسرع والأطول عالميًا.

ووفقًا لتصريحات وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، فإن المشروع يعكس التزام المملكة بتحقيق أهدافها الطموحة لرفع أعداد السياح من 60 مليونًا سنويًا إلى 150 مليونًا بحلول عام 2030. وأضاف أن القطاع السياحي في المملكة شهد نموًا ملحوظًا، حيث حقق إيرادات تجاوزت 143 مليار ريال في النصف الأول من 2024، ويُتوقع أن تستمر هذه الزيادة مع استثمارات متواصلة في البنية التحتية والترويج السياحي.

فمصر، بتاريخها العريق ومعالمها السياحية المميزة، تواصل تحقيق أرقام قياسية في عدد الزوار بفضل مشروعاتها التطويرية، مثل المتحف المصري الكبير، الذي يُعتبر من أكبر المتاحف في العالم. إلى جانب ذلك، تطور البلاد مناطقها الأثرية مثل الأقصر وأسوان لتقديم تجربة ثقافية غنية.

ففي 2024، سجلت مصر قفزة كبيرة في أعداد السياح، مع إيرادات تجاوزت 10 مليارات دولار في النصف الأول من العام، بزيادة 30% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. تسهم الفعاليات الثقافية مثل مهرجانات النيل والعروض الفنية في جذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، مؤكدة على قدرة مصر في تقديم مزيج فريد من الأصالة والحداثة.

هذه المشاريع تدفع السياحة العربية إلى مستوى جديد، حيث تدمج بين الابتكار والقدرات الثقافية. في السعودية، تُمثل المشروعات الترفيهية خطوة واسعة نحو تغيير النظرة العالمية للمملكة من دولة تعتمد على النفط إلى دولة تملك قطاعًا سياحيًا متقدمًا. أما في مصر، فإن استثمارها في تراثها العريق يعزز من مكانتها كوجهة سياحية من الطراز الأول، ما يجعلها تتفوق على منافسيها في المنطقة.

مع هذه الإنجازات، تثبت السعودية ومصر أنهما على أعتاب عصر جديد من التميز السياحي الذي لا يقتصر على تعزيز الإيرادات فحسب، بل يركز أيضًا على رفع مستوى التجربة السياحية بما يعكس التوجهات العالمية ويحقق النمو المستدام في القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى