مقالاتمميز

وفاء فراج تكتب: «قمة المناخ» في شرم الشيخ.. ودور المجتمع المدني


لا شك أن مؤسسات المجتمع المدني قوة لا يُستهان بها في أي من دول العالم المتحضر؛ لأن وجودها شريك أساسي في مشاريع التنمية والتقدم.. وفي مصر العمل التطوعي والجمعيات العاملة في شتى المجالات الاجتماعية والنسائية والتنموية والبيئية موجودة منذ عقود طويلة، وكانت تعمل جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة في مشروعات التنمية.

ولأهمية تواجدها وقوة تأثيرها في الشارع المصري، اختار رئيس الجمهورية (عبد الفتاح السيسي) عام 2022 عام للمجتمع المدني.

إن الجمعيات العاملة في مجال الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، والتي أُنشئت في مصر منذ السبعينات من القرن الماضي، وعلي أيدي بعض الشباب الحالم بمستقبل أفضل وقتها، حققت زخما كبيرا.

  وقد آن الأوان لأن أن يروا حصاد عملهم على مدى أكثر من 40 عاما، وعلى رأسهم الدكتور «عماد الدين عدلي»، أول من فكر في إنشاء جمعية وكيان لنشر الوعي البيئي وترشيد الاستهلاك ومواجهة آثار التلوث والتنوع البيولوجي والتصحر، والذي قام مؤخرا بسابقة لم تحدث من قبل حيث أنشأ مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ 27»، وجمع كل الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال البيئة والتنمية.

والمؤكد أن استضافة مصر لقمة المناخ المقبلة 2022 في شرم الشيخ تكتسب أهمية كبرى، حيث تمثل مصر القارة الأفريقية، وكان لا بد من عقد قمة المناخ في دولة إفريقية، وهو تشريف لمصر وإعلاء للدور الإقليمي الذي تلعبه مصر وقدرتها على التنظيم لمثل هذا الحدث الكبير، خاصة أن لها سنوات طويلة تشارك في كل مؤتمرات الأطراف التي عقدت في السابق حتى القمة الأخيرة في جلاسجو، ولها رأي في التفاوض الإقليمي الإفريقي والعربي فيما يخص قضايا البيئية.

والأهم أن وجود قمة المناخ في مصر سيكون نقطة انطلاق للدفاع عن الحقوق الإفريقية، لأن هناك الكثير من الموضوعات التي لا يزال يجري التفاوض بشأنها، ووجود القمة في شرم الشيخ وبعدها في الإمارات، سيعطي فرصة لمصر والدول العربية أن تحقق حجما كبيرا من النجاحات على مستوى التفاوض بشأن مواجهة التغيرات المناخية.

ولا خلاف على أن دور المجتمع المدنى حاليا إزاء مواجهات آثار التغيرات المناخية، بات دورا أساسيا لا غنى عنه بل قد يكون لا يقل أهمية عن دور الدولة لأنه يعمل برؤية مستقبلية وحلم وطموح لإنشاء بيئة أفضل.

ولهذا، فإن دور المجتمع المدني الآن مهم جدا في زيادة الوعى بين المواطنين للاهتمام بقضايا المناخ بشكل يجعله قادرا على مواجهة التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها، ومن المهم أن يدرك المسئول أهمية دور المجتمع المدنى حتى تتكامل الأدوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى