بقلم/ محمد ناجي المنشاوي
يحكى أن صائدا وقع على مكان تتجمع فيه الحمير فقتل بضعة منهم وفر الآخرون هربا ثم عاود الصياد الكرة عليهم ولدهشته وجد الفارين منهم بالأمس حاضرين فقتل منهم بضعة أخرى وفر الآخرون.
عاود الصياد كرته عليهم، وهو على يقين بأنه لن يعثر عليهم ولكن المفاجأة أن وجدهم فقتل ما قتل ونجا مانجا.. وظلوا على هذه الحال فلاهم رحلوا إلى مكان آخر ولا الصياد توقف عن اصطيادهم !!
وهكذا نجد جماعة الشياطين المعروفة بالإخوان وعلاقتها بالدروس والتجارب التي خاضتها عبر قرابة قرن من الزمان فإنها تعيد وتكرر أخطاءها حرفيا دون مراجعات عاقلة إيجابية لفكرها وأفعالها بل تضيف من حين إلى آخر المزيد من الحماقات والغباء لتثبت دائما أنها قطيع من المنقادين والتي لا تتعلم الدرس.
أما عن نشأتها بدعم مرشدها من قبل المخابرات البريطانية وبرعاية منها حتى وقتنا الراهن لم يعد ذلك الأمر سرا، وقد رأت منذ النشأة أن الاتصال والتحالف والاستقواء بالغرب وأمريكا خير سبيل لها للاستمرار والبقاء.
وفي هذا الصدد لا يمكن أن ننسى مثلا إبان أحداث ميدان رابعة العدوية، رفعها لافتات بالإنجليزية تطالب بالاحتلال الأمريكي لمصر.. وقد علا نهيقهم فرحا عندما تسربت لهم أنباء كاذبة بتحرك الأسطول السادس الأمريكي باتجاه مصر وهو أمر لم يحدث في تاريخ مصر عبر آلاف السنين أن يفرح مصري باحتلال وطنه بل باستدعاء المستعمر له.
والحق أن الأمر ليس بجديد فتعاون الإخوان مع الغرب والتخابر لصالحه قديم.. ففي أربعينات القرن الماضي تم اللقاء بين حسن البنا وواحد من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين وهو فيليب أيرلندا ، بالسفارة الأمريكية بالقاهرة ثم أعقبه لقاء آخر بريطاني هو السير والتر سمارت بالسفارة البريطانية.
ودأب الإخوان على الوقوف دائما ضد الإرادة الوطنية المصرية، فمواقفهم تتراوح بين التخاذل والتآمر والخيانة ولكنهم يجيدون التمظهر بمظهر المناضلين المجاهدين والترويج لنضالهم المزيف !!
أليسوا قتلة القاضي الخازندار والضالعين في حريق القاهرة ومحاولة اغتيال الزعيم عبد الناصر وسيد قطبهم الذي خطط لضرب القناطر الخيرية لإغراق مصر ومن عباءتهم توالدت وتناسلت كل جماعات التطرف في العالم كله وهم الذين شقوا الصف الإسلامي على مستوى الأمة بل على مستوى الأسرة الواحدة!!
إنهم غارقون في دماء الأبرياء والشهداء من جنود مصر في الجيش والشرطة، وهم مشعلو الحرائق في المؤسسات العلمية ومراكز التراث لطمس وإخفاء معالم الحقوق المصرية وهم المسربون لمعلومات الأمن القومي المصري لأعداء مصر وهم المفرطون في أرض سيناء لتسكين أهل غزة لصالح الكيان الصهيوني.
وفي الوقت الذي يعلم فيه العدو قبل الصديق حجم التضحيات المصرية على مر الأزمنة من أجل الشعب الفلسطيني من حروب ومواقف سياسية وتحديات دولية كلفت مصر الكثير من طاقتها.. راحت الجماعة تشوه هذا التاريخ الطويل من النضال المصري بانحيازها للكيان انحيازا حقيرا مكشوفا بوقفات تظاهرية أمام السفارة المصرية في تل أبيب يقودها الإخواني نضال شيخة المتهم من قبل السلطة الفلسطينية بالتخابر لصالح الشاباك الإسرائيلي.
وكذلك تحريض القيادي الإخواني أبوخليل الحية ضد مصر.. ولم تكن موافقة الجهات الأمنية الصهيونية على تأسيس جماعة الإخوان في الكيان الإسرائيلي بقيادة الفلسطيني عبد نمر درويش عام 1971م إلا مباركة وتشجيعا من الموساد لمعرفته الدقيقة بطبيعة الإخوان الخائنة وإمكان الاستفادة منهم في الترويج للدعاية الصهيونية.
وهناك في الكيان الصهيوني عمل الإخواني أبو بكر خلاف مراسلا لقناة (24 i) الإسرائيلية ثم بعد ذلك تولى منصب المدير التنفيذي لمنظمة شبكة محرري الشرق الأوسط في إسرائيل بزعم نشر ثقافة السلام في ربوع الشرق الأوسط.
وقد تأسست هذه المنظمة في أول الأمر في بريطانيا كشركة غير ربحية 2018 وهي الغطاء المعهود للموساد لنشر ادعاءاته ضد مصر ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تزوجت ابنة القيادي الإخواني سيد زين العابدين والتي تعمل مساعدة لهيلاري كلينتون من ابن الملياردير الأمريكي اليهودي الصهيوني جورج سوروس.
أما عن تاريخ نشأة حماس الذراع العسكري للإخوان فغير خاف على فاهم ومثقف ضلوع الموساد في تأسيسها لإحداث الشقاق في الصف الفلسطيني (وقد حدث بالفعل)، ناهيك عما قامت تلك الجماعة من أعمال إرهابية في عمق مصر وقتلت ما قتلت من أبنائها الأبرياء من المدنيين وجنود الجيش والشرطة.
ويزداد المشهد مأساوية بتحريض الأخوين الإخوانيين أنس حبيب وطارق حبيب ضد سفارة مصر بامستردام وإغلاق بابها والتعدي على أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بأقذع عبارات السباب وأقذرها.
فإذا يممنا وجهنا نحو اسطنبول، نجد الإخواني الهارب يحي موسى وتحريضه ضد مصر.. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، هناك خالد السبتي الذي لا يكف عن الإساء لمصر والتحريض على شعبها وجيشها وشرطتها !!
فهل مثل هذه الجماعة بإراقتها للدماء واستحلالها دماء المصريين ومحاربتها للاقتصاد المصري وبث نوازع الفتن والكراهية والشر.. هل بعد ذلك، نقول إنهم مصريون حقا ؟؟!
إنهم غرباء عنا خائنون لنا وليسوا منا ويجب أن تكون هناك استراتيجية شاملة وعميقة وناجزة لاستئصالهم ليس من مصر فقط بل من العالم العربي كله.. فما هي هذه الاستراتيجية ؟ إنها تقع على عاتق كل الخبراء ووراءهم وعي المصريين.