ســــــؤال حائر منذ قديم الأزل دائر بين فئة البنات.. حول زوج المستقبل، وكيف أختار راجل يحبني ويصونني، وكيف يكون مصدرًا للأمان والراحة؟ ولكن أزعجتني تعليقات أغلب البنات والستات.. كانت مقلقة جدا في إجاباتهن وردودهن غير الواقعية.. كانت معظم الإجابات جملة مكررة؛ (الرجالة انقرضوا)!! ولو اتكلمنا على ناس محترمة جميلة؛ يقولوا (كان فيه وخلص)!!
ولكن لماذا كل هذا التشــــــاؤم؟ يعنى والدك وأخوك دول من أي صنف؟؟ من الموجودين واللا اللي خلصوا!!.. ولكن يبقى الأمل.. طول ما كل واحدة شايفة والدها أحسن راجل وأخوها أجدع راجل، يبقى الرجالة الحلوة ما انقرضوش ولا حاجة.
ولكن ما هي المشكلة ؟ ولماذا العلاقات الزوجية بـ عافية ؟ وأغلب الناس إما مطلقة رسمي.. يا مطلقة كِدا وكِدا .. بمعنى قاعدين مع بعض لأسباب اجتماعيه وغيرها.
إذن ماهي القصة ؟!
القصة ببساطة إن فتيات كثيرات بتتجوز بناء على أفكار وهمية جاية من قصص الحواديت الخرافية التي لا أساس لها علي أرض الواقع؛ وهي الراجل السوبر اللى هييجى على حصان أبيض ينقذ الأميرة النايمة أو المحبوسة فى القلعة (منزل والدها)، وماهي وظيفة الراجل السوبر الهيرو، وما هو المطلوب منه؟!!
يعني مثلًأ يفسحها فى الشارع إلى بَعد الفجر (باعتبار ان فى بيت أبوها كان عندها مواعيد تخرج وترجع ومتتأخرش).. يجروا على البحر مثل الأفلام وفيلم (حبيبي دائما).. وحاجات كثير مالهاش علاقة لا بالحب ولا الجواز ولا حتى طبيعة أجسامنا اللى مش رياضية أصلا ،، فلا هنقدر نسهر للفجر نرقص فى البارات ولا نجري على البحر مثل الأفلام.
ولا نغفل عن أوهام وأحلام الراجل السوبر دا متجوز لغرض تاني خالص.. هو خرج وسهر ( لأنه ليس مرتبط بمواعيد مثل البنات)
أغلب الرجالة أو الشباب يرسمون حياه أخرى؛ الاستقرار في البيت أهمها ويجد مكان يشعر بملكيته الخاصة، يرجع من الشغل (ياكل وينام)، من غير ما يتفرض عليه النزول في أي وقت أو الاستيقاظ بدري يوم الإجازه لسبب أو لآخر.. ( شفتي الرجالة غلابة وأحلامهم بسيطة ازاي)!! ، وأيضاً احلام البنات من الجواز أبسط بكتير .. وبسؤالي لإحداهن قالت: ( نفسى اتجوز راجل أدلعه ولما يرجع من الشغل أحضنه وابوسه وأحضر له الغدا) مثل ما يكتب في الروايات والقصص.
ولكن إذا كان هذا حلم أغلب الفتيات.. لم تفكري أيتها الحسناء في جوزك الجميل علشان يدفع مصاريف البيت ويكفي التزامات الحياه وأعبائها ومتطلباتها.. مش هيرجع على معاد غدا ولو رجع على العشا بدرى شوية هيبقى راجل بطل.. ولو قدر يعمل حاجة تانية مثل الجلوس مع أسرته أمام التلفزيون فهو راجل عظيم.
هذا هو الجواز كدا ؟ نعم
التصورات الخرافية اللي جاية من الحواديت دي هي اللي خلصت، مكنتش موجودة أصلا .. طيب إيه الحلو؟
الحلو إننا نريح بعض، كل واحد له شغله ودوره ومساحته الشخصية الواجب احترامها والحفاظ عليها من قبل الطرفين.. وبنتقابل فى مساحة مشتركة نخلقها لبعض في أوقات تجمعنا في يومنا أو أيام الإجازات فيه بينا حكايات نحكيها وخروجات نخرجها .. فيه مصيف فى السنة بنرمي كل حاجة ورانا .. فيه ألف حاجة حلوة فى تفاصيل الحياة، غير إنك قاعدة طول اليوم مستنية راجل يدلعك وهو راجع من شغله طايق نفسه بالعافية!!
ولما بتكتشفى دا بعد الجواز وانتى رميتى حياتك كلها عليه وهو مش واخد باله، بتتصدمى صدمة عمرك .. ولأنك طيبة وساذجة تحسى إن الدنيا خلصت وانه راجل وحش، مش بيفسحك وانك دورك خدامة في البيت ومحبيه للأولاد فقط.. وهو كمان بيتصدم من زعلك غير المسبب، وقلة تقديرك للمسئولية التي علي عاتقه ونظرتك غير الواقعية.. هو طيب وغير مقصر وشايف إنه عمل اللى عليه وزيادة.
انتو الاثنين كانت تصوراتكم ساذجة (شويتين)؛ لذلك إحباطكم عظيم .. ومن هنا يبدأ الصراع والخروج من جوازة خايبة بأقل خساير مادية ممكنه وهنا بقينا قدام صراع مصالح، لا حُب، ولا “بتنجان”.. هو إن جوازة اتحسبت عليكو إنتو الاثنين غلط.
انتي جهزتي، وأهلك دفعوا دم قلبهم، وهو جهز الشقة ودفع دم قلبه، ومين يطلع بأقل خساير؟ هو دا الصراع الحقيقي!! علشان كدا مش الرجالة اللى خِلصوا.. الرجالة زى الفُل طول ما العلاقات مفيهاش صراع مصالح!!
يبقى الأساس فى الســــــــؤال.. مش ازاي أختار راجل يقدرني ؟
الســـــــؤال الصح ..ازاي انتي تقدري نفسك ؟
تحترميها، تصاحبيها وتوقفيها على رجليها وتخليها شخصيه قوية جدعه ليست سد خانة أو عبء علي الطرف الآخر..
علشان تختارى إنسان يناسبك.. وجدتي الراحة والتفاهم كملي بسعادة ولكن إذا حدث عكس ذلك اقفي وانهي الموضوع بلاش علشان تلاقى لقمة أو خوفك من البهدلة فى المحاكم على نفقه وغيرها وكل هذا لأن أحلامك كانت جاية من حواديت الاطفال وليس عالم الكبار سيدتي.
وقت ما هتقدرى نفسك جيدا وتحافظي عليها بقوه وتقفى على رجلك.. سوف تجدي رجلًا يحبك ويحترمك لذاتك وتلاقيه شريك تحبيه وتكملوا بعض في الحياة.. مش كل دوره إنه يكون المصباح السحري لتحقيق مجرد رغبات زائلة..
عرفتي ازاى تختاري راجل يقدرك ؟ لما تقدري انتي نفسك.