من المؤسف أن عدداً غير قليل من الزوجات يتمردن على أزواجهن، غير قانعات بحياتهن معهم، رغم أن هذا الزوج أو ذاك لا يدخر جهدا في سبيل توفير المستوى المعيشي المناسب لزوجته وأبنائه.
هذا الصنف من النساء لا يعرف الرحمة، ولا يقبل القناعة، ومن هنا تنمو بذرة تمرد الزوجة، وتظل تنمو شيئا فشيئا حتى يستحيل احتواؤها، ويصعب تماماً السيطرة عليها.. والنتيجة غالبا تكون مأساوية، فإما أن تتحول حياتها مع زوجها إلى جحيم دائم، أو يحتكم الطرفان إلى أبغض الحلال.
في الحالة الأولى، تستمر المشاحنات، ويتواصل الشجار والعراك، وقد ينتهي الأمر باللجوء إلى العنف من جانب الزوج غالبا.. بمعنى أنه قد يجد نفسه مضطرا لكيل السباب والشتائم لزوجته، نتيجة تمردها على معيشتها البسيطة معه.. وإذا ردت الزوجة عليه شتائمه، فربما يفقد السيطرة على أعصابه ويؤذيها بدنيا، بأن يعمد إلى إشباعها ضربا، وقد يحطم رأسها بعصا أو شومة، لا قدر الله!!
وهنا تتوتر العلاقة، ويتكدر صفو الحياة الزوجية… ويصبح الأبناء معقدين، وأقرب إلى المرضى النفسيين…. ومن الأهمية بمكان التأكيد على أن استمرارية حياة الزوجين هنا تكون محفوفة بالمخاطر، لأن الأمور قد تنتهي إلى ما لا تحمد عقباه، وحتماً، سيحدث شرخ رهيب في العلاقات الزوجية، يصعب إن لم يكن مستحيلا علاجه.
أما في حالة الانفصال، فالنتيجة معروفة، والثمن يدفعه الأبناء بصفة أساسية…
وتمثل الزوجة المتمردة تحديا كبيرا جدا للزوج، ذلك لأن تمردها يحبط كل مجهوداته في الحياة الزوجية، لأن زوجته لا تعترف بها ولا تقدرها، كما أن تمردها يجعل علاقتهما على صفيح ساخن لا يهدأ أبدا”.
وهناك طبعا علامات للزوجة المتمردة من السهل على الزوج أن يتعرف من خلالها على شخصيتها، وأن يتأكد من تمردها من خلال ظهورها في تصرفاتها وردود أفعالها معه، وفي حياتهما اليومية.
وتتضح هذه الصفات في عدم إطاعة الزوجة لزوجها، بل إنها قد تتعمد فعل عكس ما يريد هو، وكثيرا ما تبدي ضيقها بما يمليه عليها من قرارات، وتعتبرها أوامر تقلل من شأنها وتحط من كرامتها.
وحجج الزوجة في تبريرها للتمرد على زوجها كثيرة ومتكررة.. أحياناً تكون مبنية على أمور مادية، وأخرى سوء معاملته لها، وثالثة عدم اهتمامه بالعلاقة الحميمية.. باختصار هذا النوع من الزوجات لا يعجبه العجب ولا الصيام في شعبان ورجب!! وهنا تكون الطامة الكبرى، والنهاية الحتمية لمسيرة الحياة بين الزوجين.
ولا شك أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة لها علاقة بتمرد الزوجة، وعدم قناعتها بمستوى الحياة مع زوجها.. وأيضا النظر إلى مستوى حياة بعض قريباتها أو صديقاتها يدفعها لأن تعقد مقارنة، وبالتالي تشعر بالحسرة والندم على سوء اختيارها، وبشاعة حظها، وعدم عدالة (قسمتها ونصيبها) من وجهة نظرها!!
لا نغفل أيضا دور وسائل (القطيعة) أعني التواصل الاجتماعي.. كثير من الزوجات يكون لها حسابات على فيسبوك أو واتساب، وهنا ومن هذا الباب تحدث كوارث.. للأسف تلتقي رغبات وشهوات الرجال والنساء .. ولأن المرأة تبحث عن التعويض، تستسلم لعبارات المدح والتقريظ وكلمات الإعجاب من شياطين الفيسبوك، ولأن المرأة تعشق بأذنيها، تصدق الكلام المعسول، وترفع راية التمرد في وجه زوجها وكل من يعترض طريقها!!
والسؤال: كيف نتعامل مع الزوجة المتمردة؟؟!
يقال إنه على الزوج أن يتسلح بالصبر في تعامله مع الزوجة المتمردة كبداية لوضع آلية ناجحة في التعامل معها، وبخاصة إذا كانت تملك صفات طيبة تسهل من صبر الزوج عليها.. وأيضاً من المهم احترامها والنقاش معها بهدوء، وأن يستمع إليها، وينصت لها باهتمام، وأن يقبل بآرائها لأن سبب تمردها قد يكون عدم اهتمامه بوجهات نظرها.
ويعود السبب في معاناة الزوج مع الزوجة المتمردة في كثير من الحالات إلى عدم انشغال المرأة في علاقات اجتماعية وانعزالها عن الآخرين، ولذلك على الزوج أن يساعدها في تكوين علاقات اجتماعية مع قريباته وجاراته لتتعلم فن الحوار والإنصات للآخر وتبدأ في تقبل آراء الآخرين حتى تعتاد عليه… وإذا كانت الزوجة المتمردة غاضبة أو شديدة الانفعال على الزوج أن يتجنب النقاش معها، والانتظار حتى تهدأ ليحصل على أفضل النتائج.
وأخيرا على الزوج احتواء الزوجة المتمردة، والعطف عليها.. فقد يكون ذلك سببًا في إحداث تغيير في شخصيتها، وضمان السعادة لمسيرتهما مع أولادهما.