أعرفها منذ نعومة أظافري؛ فكنا نسكن سوياً في حي واحد، وكانت أمي صديقة أمها.. كانتا تتزاوران بصفة مستمرة.. أعلم تماماً كيف تربت نادية، وأعرف كيف تخاف الله؛ فهي شخصية سوية مُحبة للجميع؛ لا تغتاب أحدًا، ولا تحقد، ولا تظن السوء.
عشنا سوياً كعائلات جيران في زمن يعرف الحب والانتماء؛ حتى تفرقنا في أماكن مختلفة في أحياء القاهرة الكبرى.. ومرت سنين طويلة وكبرنا، ولكن لا ننسى أصدقاء الطفولة والصبا الذين نشأنا معهم؛ فهم أجمل أيام حياتنا.
أقر مجلس النواب المصري قانونًا يحمي الشعب من التنمر؛ حكم إحنا شعب يموت في التنمر لو ملقاش حد يتنمر عليه بيتنمر على نفسه.. ومع ذلك فرحنا بأصدار هذا القانون.. ولكن سرعان ما ظهر من يلعب بالقوانين لإيذاء الناس للأنتقام وتصفية حسابات.
نادية التي لا يعرفها أحد؛ مُعلمة منذ ثمانية وعشرين عاماً؛ ملفها الوظيفي نظيف وخال تماماً من الجزاءات.. لم تفعل مخالفة واحدة طوال حياتها الوظيفية، ولم يشتكِ منها ولي أمر واحد من سوء معاملتها لابنه .. ولم يشتكِ زميل أو زميلة لها من أخلاقها واحترامها لهم.
نادية لها تاريخ مُشرف في التربية والتعليم؛ فهي رمز لمعلم الأجيال الناجح الذي تتلمذ لديه أطباء ومهندسون ومعلمون لهذا الوطن؛ فكان جزاؤها أنها تتمرمط ويتمسح بيها بلاط المدرسة اللي خدمت فيها وافرزت أجيالًا نافعة.
وسرعان ما تنتشر أخبار عن المعلمة التي تنمَّرت على طفل من ذوي الهمم اللي المفروض له مدارس مخصوص ودخل مدرسة حكومية..ازاي؟ معرفش.
التلميذ ليس من ذوي الهمم، ولكنه تلميذ نسبة ذكائه أقل من عُمره الدراسي يعنى له امتحان أبسط من إمتحان التلاميذ العادية.
البعض يرى أن الأب يتاجر بابنه ويصوره وهو يبكي وينشر الصورة وتحتها عناوين رنانة تجعل الشعب يتعاطف مع كذبته وافترائه؛ إن معلمة إبنه تتنمر عليه وتقوله: يا مجنون وتستضيفه القنوات وتقدمه في صورة الضحية المجني عليه من معلمة شريرة قاسية متنمرة على طفل من ذوي الهمم.
عندما تدافع مديرة المدرسة عن الأستاذة نادية لأنها تعلم كم هي معلمة فاضلة؛ يتهمها ولي الأمر بالتواطؤ وبأنها أرسلت ابنه لغسيل الكوبايات..إيه الشر ده؟،
وعند مواجهته بالمعلمة في المدرسة قام بلمسها جسديًا وتحرش بها عن عمد، ولما رفضت لمسها قام بتهديدها انه هيسجنها.
وتتفاجأ نادية أن النيابة تستدعيها وتحقق معاها .. تتحول معلمة الأجيال إلى النيابة العامة بتهمة التنمر استناداً للقانون الجديد المُنصف للمظلوم؛ فنجعل منه قانونا ظالما للمظلوم. ومنصفا للظالم.
تنقلب السوشيال ميديا رأسًا على عقب ضد معلمة الأجيال دون أن يرمش لنا ضمير ننحر فيها بلا رحمة.. وكله بيتكلم وكأنه رأى الواقعة بعينيه.. وكعادة عظماء الفيس بوك اللي متخيلين أنهم ذوو شأن عظيم يحكمون بالإعدام على نادية.
قالت معلمة الأطفال في لقاء لها على موقع 24 انها تثق في القضاء المصري المنصف وتثق أنه لا يتأثر بالرأي العام وضغط السوشيال ميديا. واستنجدت بالسيد الرئيس ووصفته بـ مُنصف المظلوم.
قناة الجزير عملت تقرير يُسيئ للتعليم والمعلم في مصر!!
أين رد القنوات المصرية على القناة المشبوهه اللي كل يوم بتقوم بتشويه مصر؟
https://www.facebook.com/AJA.Egypt/videos/325828999149867/
السيد وزير التربية والتعليم
حان موعد إعطاء المعلم كرامة تليق بمهنته السامية بعدما أستهدفه أعداء الوطن لإسقاطه.. ولأنهم قرروا إسقاط الدولة فأسقطوا المعلم القدوة وجعلوه ملطشة !!
نريد حصانة مثل حصانة عضو البرلمان اللي اتعلم على إيد المعلم المُهان.
مهنة التدريس أصبحت مهنة هشه لا قيمة لها
يا سيادة الوزير هيئة التدريس اللي حضرتك بترأسها متبهدلة ومُهانة، وحضرتك مشغول بتطوير المناهج علشان يدرسها المعلم اللي معندهوش كرامة اللي ولي الأمر بيهينه ويشتمه في مقر عمله، والمدرس مبيتجرأش يرد علشان عارف إنه مالهوش قيادة هتنصفه.
كرامة المعلم قبل تطوير التعليم وزيادة الرواتب
لابد من تفعيل قانون طوارئ داخل المدارس حتى يهاب ولي الأمر الحرم اللي واقف فيه..
نطالب بالتحقيق النزيه حول الواقعة، ويجازى كل مخطئ.
نادية التي لا يعرفها أحد تنتظر عدالة السماء.
____________________
بقلم /منى فؤاد
زر الذهاب إلى الأعلى