قامت (شارع الصحافة) برصد عديد من العلاقات، والتحاور مع أكثر من شخصية وتقييمها وإيجاد الإجابات لكثير من الأسئلة التي تهم عددًا كبيرًا من القراء ؟ هل سأرتاح إن تزوجت رجلًا يكبرني بعشر سنوات مثلًا! أم يصغرني سناً أم التقارب في العمر هو الصح؟؟! لهذا قررت أن أسأل نساء من مختلف الأعمار على تجاربهن مع الزواج من رجال يكبرهن أو يصغرهن بسنوات وكيف كانت التجربة؟!
تجربتنا أثبتت لنا أن الفارق في العمر لا يُشكل عائقًا دائمًا
لمياء جمال ليسانس آداب: “تزوجت رجلًا يكبرني بـ9 سنوات، ولم أُقدم على الزواج منه إلا بعد صداقة دامت سنتين، عرفنا فيها بعضنا جيدًا، وحددنا ماذا نريد. ورغم أن 9 سنوات هو فارق كبير بين زوجين، خاصةً في العصر الذي نعيشه الآن، إلا أن تجربتنا أثبتت لنا أن الفارق في العمر لا يُشكل عائقًا دائمًا. كما أعتبر أننا ننتمي لجيل واحد هو بداية الجيل وأنا في نهايته. وبالنسبة للناس حين يعرف أحد الأشخاص أن بيننا هذا الفارق في العمر لا يصدقون؛ فمن ناحية الشكل زوجي لا يبدو عليه أنه أكبر مني إلى هذه الدرجة، بالإضافة إلى أن “عقلي كبير” كما يقول لي الجميع ولهذا نحن منسجمين مع بعضنا ولا يبدو علينا فارق كبير في العمر.
ورغم أن تجربتي في فارق السن مع زوجي إيجابية إلا أنني أرى أنه لا بد أن يكون هناك حد معين للفارق العمري، فلا يزيد عن 9 سنوات؛ لأنه إن زاد الفارق العمري عن ذلك سيكون هناك فرق أجيال وبالتأكيد سينتج عن ذلك حدوث مشاكل وعدم تفاهم بين الزوجين. وأرى أيضاً أنه من الأفضل أن يكون الزواج عن حب، وأن يعرف الزوجان بعضهما جيدًا قبل الإقدام على أي خطوة رسمية”.
وقالت أميرة أحمد سني 25 عاما بكالوريوس تربية: كانت علاقتي به تقتصر على إعداد الطعام وتقديم حقوقه الزوجية لا أكثر..”قصة زواجي من بدايتها لنهايتها هي قصة تعيسة، فقد تزوجت رغمًا عني وعمري 16 عامًا.. أخرجني أبي من المدرسة ليزوجني رجلًا يكبرني بـ10 أعوام. زيجتي كلها كانت عبارة عن مأساة فلم اختار الرجل المناسب ولم أتزوج في وقت مناسب من الأساس، وبالرغم من أن زوجي كان طيبًا إلا أن ذلك لم يجعل بيننا أي قدر من التفاهم، إذ أني كنت مُحبة للثقافة والعلم بالرغم من أني لم أكن متعلمة وقتها، على عكس زوجي تمامًا ولهذا لم تجمعنا أية أفكار أو حتى اهتمامات مشتركة.
أضافت: ولذلك كانت علاقتي به تقتصر على إعداد الطعام وتقديم حقوقه الزوجية لا أكثر. ولطالما حلمت باليوم الذي سأتخلص فيه من هذا العبء.. وبعد وفاة أبي ومرور 16 عامًا من الزواج انفصلت عنه، لأنه لم يكن لدينا أي نساء في العائلة يكون مصيرهن الطلاق… وبعد طلاقي بدأت أعمل على تحقيق الحياة التي تمنيتها، فاستكملت دراستي حتى البكالوريوس، وسافرت إلى الخليج لتأسيس عملي الخاص وأُنشأ مصنع عبايات في الإمارات، كما زوجت بعض أبنائي وأمنت للبقية مستقبلهم، وأنا الآن سعيدة.
وتايعت: خلاصة تجربتي أن التفكير في شكل حياة أفضل هو ما جعلني أعاني، وهذا حقي. بالإضافة إلى أن كل فئة عمرية ذات تفكير مختلف ولهذا أرى أن الفرق بين الأزواج لا يجب أن يزيد عن سنتين أو ثلاثة بالكثير حتى يكون هناك تفاهم، لأني رأيت زيجات كثيرة لم تنجح بسبب فارق السن”.
وقالت كريمة 49 عاما مدير عام في الضرائب (التفاهم أساس كل شيء)..”منذ 26 عامًا تزوجت رجلًا يكبرني بـ 11 عاما وبضعة أشهر. كان عمري 24 عامًا حين تزوجت وكان عمره 35٥ عامًا تقريبًا.. فرق السن كان أحد المشاكل التي واجهتني في علاقتي بزوجي ولكنها ليست المشكلة الوحيدة، فقد كانت شخصياتنا مختلفة تمامًا وبيننا فجوة في التفكير. كان هو متشدد ولديه أفكار معقدة تفوق مستوايا البسيط، كما كُنت شابة تبدأ حياتها المهنية ولم أكن قد اختبرت الحياة بعد في حين كان هو على النقيض تمامًا، وفارق السن كان له دورًا كبيرًا في ذلك، فحين تزوجنا لم تكن لدي أفكار تجاه تنظيم المصروفات أو الانتباه لشخصيته وأفعاله وكيف سيؤثر ذلك على علاقتنا. في رأيي تجربتي كانت صعبة وقاسية رغم كل شيء. ولهذا أنصح الفتيات أن ينتبهن في علاقاتهن لكل شيء، ليس لفرق السن ذو أهمية كبرى في نظري ولكن التفاهم أساس كل شيء ولهذا على المقبلين على الزواج التركيز في هذه النقطة قبل الإقبال على أي خطوات عملية”.
صافي ناز
لماذا لا نختبر السعادة معًا الآن، وبعد ذلك نرى كيف ستسير الحياة؟مرآه: مرحبًا جيهان! بينك وبين زوجك فارق عمري كبير، حدثينا عن الأمر وكيف بدأت علاقتكما؟
صافيناز 53 عامًا، مديرة مدرسة: “بيني وبين زوجي فارق عمري كبير إذ أني أكبره بـ10 أعومً عمره 43 عامًا و بدأ الأمر قبل 5 سنوات، فبعد أن كنت أعيش في المانيا، قررت العودة إلى مصر والاستقرار فيها، ثم قابلت زوجي في إحدى رحلات التصوير. هو شخص متفتح جدًا، ومنذ أن تقابلنا وجدنا الكثير من الأشياء المشتركة بيننا كالأهداف والطموحات ورؤيتنا للحياة، ولكننا لم نخطط لأن يكون بيننا أي علاقة من أي نوع وليس حتى أن نتزوج. ولكن بمرور الوقت اكتشفت أنه الشخص الذي أرغب أن يكون شريك حياتي، وتزوجنا بعد فترة”.
هل عارض أهلك هذه الزيجة؟
“في البداية كان هناك استغراب وخوف ممن حولي، خاصةً من أصدقائي وعائلتي. كانوا يتساءلون لماذا يترك شاب فتيات كثيرات في عمره ويأتي ليتزوج امرأة تكبره كثيرًا؟ لم يكونوا متفهمين لما يجري، وكنت أعتبر ذلك اعتراض غير مقبول، لأن طريقة تفكيرهم نفسها خاطئة، فقيمة الإنسان نابعة من ذاته وشخصه وتجربته، لا من عمره أو زواجه من عدمه، القيمة الإنسانية أسمى وأهم من أي شيء.
كانت مخاوف البعض من هذه الزيجة متعددة. مثل أن يتركني زوجي بعدما أكبر لأنني لن أكون مناسبة له بينما سيظل هو صغير في السن. ولكني لا أوافق على هذا التفكير وأرى أنه لا توجد أي ضمانات حتى في العلاقات العادية التي تؤكد بقاء أي شريكين معًا مدى الحياة. فهناك الكثير من الرجال يخونون زوجاتهن اللاتي هن من أجمل الجميلات، وغيرها من الأمور التي تخالف المعايير المُتفق عليها.
ولهذا أرى أنها صفات تعود للشخص نفسه ولطبيعته وليس هناك طريقة معينة يمكننا أن نقيس بها أي شيء، بالإضافة إلى أن العلاقات والزيجات في نظري ليس من الضروري أن تأتي مرة واحدة في العمر فقد تنتهي التجربة لأي سبب آخر. وأشير كذلك إلى أن أهل زوجي وأصدقائه كذلك كان لديهم تحفظات كثيرة على زيجته مني أيضاً، ولكن الجميع تركونا نفعل ما نريد في النهاية، لثقتهم بنا وبقراراتنا رغم كل شيء.
وبعدما تعرفت العائلتين بدأوا يفهموننا جيدًا ويدكون لماذا اخترنا بعضنا البعض. وأحب أن أشير أن طريقة تفكيري كانت مختلفة عنهم فلم أكن أفكر في حياتنا كيف ستكون بعد عشر سنوات وإنما أقول لماذا لا نختبر السعادة معًا الآن؟ وبعد ذلك نرى كيف ستسير الحياة”.
هل تعتقدين أن الفارق العمري بين الأزواج مقبول أيًا كان نوع الزواج حتى لو كان زواجًا تقليديًا؟
“لا أرى أن هنالك مشكلة في هذا الأمر، لا أرى أن الشخص يجب أن يرتبط بآخر لشكله أو عمره أو حتى دينه بالنسبة لي، أو لا يتزوج شخصًا ما لهذه الأسباب. هذا أمر يعود للمجتمع وهو من وضعه وليس الأفراد. إن استطاع الإنسان أن يتحدى المجتمع أم لا هذا أمر يعود له وحده. ولكن في النهاية هناك شخصان يلتقيان ويتفقان على تشكيل حياتهم بالشكل الذي يريدونه. ولكني لا أُنكر ضرورة وجود أرضية وصفات مشتركة بين الشريكين، بجانب الحب والاحترام ووجود قدر كبير من التفهم للنفس وللطرف الآخر. وعلى الجميع أيضاً أن يُدركوا أن أي علاقة مهما بَدت مناسبة ومثالية قد لا تستمر للأبد، لأن الناس يتغيرون والظروف تتغير، والأمر لا يرتبط بالسن بقدر ما يمكن أن يحدث بين أي شخصين عاديين”.
هل تغير أي شيء بعد الزواج، في رؤيتكم للعلاقة؟
“حين بدأت علاقتنا تعاملنا كاثنين يحبون ويحترمون بعضهم البعض بدون أي تعقيدات، وما شجعنا على الارتباط واتخاذ القرار هو شخصياتنا المختلفة وكوننا لا ننساق للمجتمع وأفكاره، ونفعل ما نحن مقتنعين به ونتحمل تبعاته، وهذا ما ساعدنا على استمرار زيجتنا حتى الآن. ولكني لا أنكر أنه عندما تزوجنا وجدنا بعض الفروقات الناتجة عن خبراتنا المختلفة في الحياة والفارق السني كذلك، ولكننا تقبلناها وتفهمناها. ومن زاوية أخرى الأمر يعود لمدى تفهم الشريكين وتقبلهم لكل تلك الاختلافات. ونحن كنا متفاهمين من هذه الناحية، ولا أريد أن أغفل على أن نظرة الشخص للعلاقة هي ما تؤثر على استمرارها، وهذا ما لم نعاني منه”.
ما نصيحتك لمن يفكر في أن يخوض مثل تجربتك؟
“من المهم أن أفكر جيدًا في الكثير من الأمور قبل أي علاقة وسؤال نفسي، هل هذا الشخص مناسب لي أم لا؟ وعليك أن تعرفي هل يحترمك ويقبلك بعيوبك ويضيف لكِ؟ أم أن وجوده ينتقص منك ويستهلككِ؟ من المهم كذلك الاستماع لآراء مَن مِن حولك، فليس من الصواب أبدًا الاندفاع وراء الحب والعواطف الموجودة في بداية العلاقة.
كما عليكِ دراسة وإدراك ما تفعليه جيدًا لأن الحياة القادمة هي مسؤوليتكم وحدكم. من المهم أيضاً الاعتراف بأن هذه العلاقات أصعب بالتأكيد من العلاقات التي يعيش فيها شريكين قريبين في السن. ولهذا يجب أن يتفهم الطرفين أن الشريك لم يعيش ويختبر تجاربه في الحياة التي اختبرها ويتقبل ذلك ويقرر كيف سيتعامل معها، خاصةً فيما يخص صفات الجيل الآخر الذي ينتمي له الشريك، لهذا اسأل نفسك: هل تحب أن تعيش أشياء لا تشبه جيلك، ومستعد لتقبلها؟ من الضروري أن يكون هناك تشابه في الصفات وطريقة التفكير، ولهذا لابد أن يراعي الجميع ذلك حتى تكون الزيجة ناجحة”.