ملفات

قوة المهام البحرية الأمريكية في الخليج.. والأمن القومي العربي !!

شارع الصحافة/ إعداد- علي الحاروني:

   تستهدف القوة البحرية الأمريكية والمسماه (بقوة المهام59) والمتواجدة فى الخليج العربى في المقام الأول تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية وبخاصة النفطية وتأمين حلفائها ولا سيما إسرائيل من الإرهاب البحرى الإيرانى علاوة على تجربة التقنيات العسكرية المتقدمة والذكاء الإصطناعى فى الخليج العربى ، تحمل بين طياتها تحديات ومخاوف تهدد الأمن القومى العربى حيث بذلك تعزز أمريكا تواجدها العسكرى فى المنطقة وقد يكون ذلك نواة لتحالفات عسكرية وأمنية خليجية – اسرائيلية مما يستفز إيران للرد الإنتقامى على ذلك لا سيما وأنها تمتلك القدرة على خوض الحروب الإلكترونية وتعطيل مفعول قوة المهام (59) ما يستوجب تفعيل منطوقه الدفاع للأمن البحري العربي لحماية أمنها حافزاً ومستقبلاً.

دلالات وحوافز التواجد الأمريكي البحري في الخليج العربي:

 هناك عديد من المحفزات الأمريكية والتى دفعتها الى تأسيس القوة البحرية الأمريكية فى الخليج والتى تعرف (بالقوة 59) ومن أهمها إسترداد الهيبة الأمريكية وردع إيران خاصة في ظل الحملات الانتقامية والحوادث الإرهابية ضد السفن البحرية وبخاصة العاملة للنفط ومنها ذات الصلة بإسرائيل، علاوة على قيام إيران بالتحرش بسفن حربية أمريكية في الخليج العربي، ناهيك عن اختطاف ناقلة الأسفلت (برنسيس) فى خليج عمان فى أغسطس 2021م .

 ومن هنا فإن القوات البحرية الأمريكية تستهدف فى المقام الأول إحكام الرقابة على الحياة البحرية والساحلية فى الخليج لا سيما مع امتلاك ايران لمنظومة عسكرية لوجستيه متنوعة تجعلها تمتلك سيطرة ورصداً لمنطقة الخليج والتجسس عليها ، علاوة على التحول الإيرانى  لقوة إقليمية فى مجال الطائرات بدون طيار (درونز) وإرتفاع قدراتها الصاروخية مما يهدد حرية الملاحة عبر مضيق هرمز .

وتستهدف القوات البحرية الأمريكية تبديد المخاوف الإسرائيلية من التهديدات الإيرانية خاصة فى ظل التدريبات  الإيرانية لميليشيات فى العراق واليمن ولبنان وسوريا على استخدام طائرات متقدمة فى قاعدة (كاشان) وكأن إيران تستخدم سلاح الحرب بالوكالة لتحقيق أهدافا الإقتصادية والسياسية والعسكرية وهو ما حذر منه وزير  الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في المؤتمر السنوى للمعهد الدولى لمكافحة الإرهاب بجامعة ريخمان يوم 11 سبتمبر 2021 م من أن هناك ضرورة لردع الإرهابى الجوى  الايرانى الذى تصدره إيران للمنطقة ومنها إسرائيل.

 إضافة إلى ذلك أظهرت العديد من التحليلات الإستراتيجية أن القوة العسكرية الأمريكية البحرية الموجودة فى الخليج العربى هى فرصة لتجربة الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا المتطورة فى العمليات البحرية فى منطقة  الأسطول البحرى فى الخليج، ما يشكل تطوراً كبيراً فى عالم الحروب الحديثة وتغييراً كبيراً فى استراتيجيات القتال وتكتيكات المراقبة مما يؤثر بدوره على الخطط الاستراتيجية لصانعى القرار على الساحة العالمية وأشكال الهجمات الإلكترونية المعادية فى ميادين المعارك المستقبلية . وتمشياً مع ذلك فإن البحرية الأمريكية تريد إجراء إختبار حقيقى لسلاح ليزر عالى الطاقة وبرنامج ODIN لمواجهة المخاطر الناجمة عن الطائرات المسيرة بدون طيار.

مخاوف وتحديات من التواجد الأمريكى البحرى فى الخليج العربي:

  هناك عديد من المخاوف من التواجد الأمريكى البحرى فى الخليج ومنها أن ذلك قد يمثل نواه لإقامة قوة خليجية – إسرائيلية قوة مشتركة فى المنطقة ليمثل ضغطاً على إيران وتبديد المخاوف الإسرائيلية من الإرهاب البحرى الإيرانى سواء أصالة عن نفسها أو من خلال حلفائها أو وكلائها وإستهداف سفن شحن نفط الخليج العربى ، إضافة الى ذلك يمثل تقنيناً وتأكيد للتواجد العسكرى الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط لملئ الفراغ الأمنى الذى خلفته عملية الإنسحاب الأمريكى من أفغانستان ومجابهة التغلغل الروسى والصينى فى المنطقة لملئ هذا الفراغ.

 كما نجد أن الرغبة الأمريكية فى تجربة التقنيات العسكرية المتقدمة من الخليج وبخاصة فى المحيط البحرى منه ضمن مجال الأسطول الخامس ( الذى يشمل الخليج العربى ومضيق هرمز وخليج عمان ومضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس وأجزاء من المحيط الهندي علاوة على القدرات الفائقة لـ (القوة 59) وبخاصة قدراتها على القيام بمهام الحرب الإلكترونية والإستخبارات والرقابة والاستطلاع كل ذلك يمثل تهديدات جوية وبحرية لإيران وهو ما تحاول إيران تقويده والوقوف له بالمرصاد وهذا ما تؤكده حادثة إسقاط طائرة استطلاع أمريكية من دون طيار من طراز ( BAMS-D)  فى يونيو 2019م والإستحواذ على الطائرة العسكرية ( آركيو – 170 سنتينال) عام 2011م ، إضافة الى إمتلاك إيران لقدرات كبيرة على صعيد الحرب الفضائية الإلكترونية ( السيبرانية) والقادرة على توجيهها ضد قوة المهام (59) وتعطيل مفعولها.

 وعلى ضوء المخططات الأمريكية لحماية مصالحها وحلفائها بالأخص إسرائيل عبر خوض معارك بحرية طاحنة هى بلا شك خطراً على الأمن القومى العربى والاسلامى ويحتاج الى تأمين وتقنين عربي – عربي، وتفعيل منظومة الدفاع الأمنى البحري الإقليمي لحماية المقدرات  العربية أمنياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرية واستراتيجياً، لاسيما بعد إعلان القيادة المركز للقوات البحرية الأمريكية فى 9 سبتمبر 2021م أهداف (قوة المهام الـ 59) وقدراتها  الفائقة الدفاعية والهجومية والردعية والاستخباراتية والاستطلاعية في عالم الحرب الإلكترونية، والتي تدخل ضمن منظومة الاسطول الخامس التابع لها في الخليج بقيادة الخبير الإلكتروني والروبوتات (مايكل براسور).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى